عرض مشاركة واحدة
قديم 11-29-2008   رقم المشاركة : ( 2 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: أراء الأقتصاديين

سيدات الأعمال من الرياض إلى جدة
د.إبراهيم بن شرفي أبوساق
يملكن من المال مئات المليارات, لهن من الشركات الكثير, يعمل لديهن الآلاف, لهن دور رئيس في دعم الاقتصاد السعودي, وأظهرهن مسؤولية اجتماعية كبيرة. رغم كل هذا لم تستطع سيدة أعمال واحدة من الفوز بمقعد واحد في انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في الرياض. لماذا؟ هل هو شك في عدم قدرة سيدات الأعمال في المساهمة في إدارة غرفة تجارية وهن اللاتي يدرن شركات لها نجاح كبير ليس فقط في داخل المملكة بل في خارجها؟ أثبت تاج إدارة الغرفة التجارية والصناعية الثمين أنه أكثر صعوبة وتعقيدا من بناء وإدارة شركات تبلغ قيمتها ما يزيد على 350 مليار ريال. وإذا كان هذا القدر من المال لا يعني شيئا لاقتصادنا, وإذا كان لا يعنينا أن هؤلاء السيدات سعوديات ولهن في السعودية ما لزملائهن ممن دعموا بالغالبية من الأصوات من أعضاء الغرفة الموقرين, فإن فشل سيدات الأعمال في انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في الرياض يحتاج إلى بعض التمعن في أسباب هذه النتائج والتحليل الفصفصي لكي نتمكن من فهم مرحلة التطور أو التغيير التجارية والثقافية التي تمر بها المملكة.

بما أن الأمر يتعلق بانتخابات, فإن النتائج تحدد بمستوى التأييد للمرشحين والمرشحات. فشل المرشحات من سيدات الأعمال في هذه الانتخابات يدل على التأييد الضئيل الذي أُعطي لهن في قلب عاصمتنا الغالية. تأييد المرأة للمرأة والذي كان الكثير يعول عليه في نجاح أول سيدة أعمال في هذه الانتخابات لم يكن له تأثير, ويبدو أنه لم يكن هناك تكاتف بينهن لتشكيل قوة أو تكتل يكون له حضور في مثل هذه الانتخابات. من الواضح أن التنسيق بين عضوات الغرفة محدود أو معدوم, خاصةً وأن عدد عضوات الغرفة التجارية الصناعية في الرياض يفوق الستة آلاف عضوة, منهن ما يفوق 2500 ممن يحق لهن التصويت. هل يعني هذا أن سيدات الأعمال غير مباليات بمن يدير هذه الغرفة وبأنشطتها وخدماتها؟ أم أن هذا يعني عدم وجود أي تحديات تواجههن في أدائهن لأعمالهن وإدارتهن لشركاتهن؟ هل يعني هذا أيضاً أن سيدات الأعمال لا يزالن يرغبن في إدارة ذوي الشنة والرنة من ذوي الأشناب متفاوتة الطول من الذكور ولا سواهم؟

تأييد ودعم الرجال للسيدات لم يظهر له نتيجة مؤثرة في نتائج الانتخابات, فما زال أعضاء الغرفة التجارية في الرياض لا يؤيدون دورا أكبر ومباشرا للمرأة في المسائل التجارية والصناعية للمنطقة. هذا بلا شك يعكس الموقف الثقافي تجاه المرأة ودورها في مجتمعنا واقتصادنا بشكل عام. إلا أن هذا الموقف محصور في منطقة الرياض والكثير من المناطق الأخرى. ففي جدة تحظى المرأة بدعم كبير ليس فقط من المرأة للمرأة بل دعم الرجل للمرأة وهو ما غاب في انتخابات الغرفة التجارية الصناعية في الرياض. هذا التباين في دعم سيدات الأعمال بين الرياض وجدة ليس تباينا في كفاءة سيدات الأعمال أو برامجهم الانتخابية أو في حجمهم التجاري, بل هو فارق ثقافي بين جفاف الرياض ورطوبة جدة وهو تباين في موقف المجتمع نحو المرأة في ثقلي المملكة التجاريين والصناعيين.

فشل سيدات الأعمال في هذه الانتخابات يمثل خيبة أمل في توسيع المشاركة لمن أثبتت نجاحها من السيدات السعوديات ليس فقط في الغرف التجارية ولكن في شتى أنشطة الحياة في مملكتنا. الدور الذي يمكن للمرأة في المجتمع والاقتصاد السعودي القيام به يعاني مواقف ثقافية متباينة نحو المرأة لا علاقة لها بقدرة أو كفاءة السيدة السعودية التي توازي الرجل السعودي قدرة وكفاءة وإبداعا. في الأسابيع القليلة الماضية قرأنا (في هذه الجريدة) خبر نزوح 100 مليار ريال مملوكة لسيدات أعمال سعوديات إلى دبي بسبب وجود "بيئة عمل أفضل" لم تستهويها ليونة جدة أو انفتاحها المتدرج والبطيء. فشل سيدات الأعمال في هذه الانتخابات لن يساعد على تحسين بيئة العمل لهؤلاء السيدات في منطقة الرياض, ولن يجذب أموال المستثمرين الأجانب التي نطمح لها. فهذه النتائج تدل على أن بيئة العمل والاستثمار تحتاج إلى تحسين كبير, لسيدات الأعمال دور رئيس فيه ولكن غيابهن عن عملية التطوير التي نأمل في حدوثها لن يخدم في خلق البيئة التجارية التي تحتاج إليها سيدات الأعمال ويحتاج إليها البلد.

نتائج الانتخابات لا تدعو إلى العجب بقدر ما تدل على اتساع الهوة بين الرجل والمرأة وعلى التباين في دعم سيدات الأعمال بين الرياض وجدة. رغم أن الكثير من سيدات الأعمال صنعن أنفسهن بأنفسهن, إلا أنه لا يمكن لهن المساهمة المباشرة في بناء وتطوير المملكة ما لم يدعموا ويساعدوا. قد يكون دخولهم تحت قبة مجلس الشورى أكثر إمكانية من انتخابهم في الغرف التجارية وفي أي انتخابات يكون للرجل حق فيها, فهي مسألة ثقافية شكلت قيمها وسيطر على توجهاتها من قبل الذكور.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس