رد: أراء الأقتصاديين
المصرفية الإسلامية والتركيز على البدائل
د.صلاح بن فهد الشلهوب
نعلم أن النظام الاقتصادي العالمي يمر اليوم بتحول كبير، حيث إنه وبعد اجتماع قمة الـ 20 والنتائج التي تمخضت منها نجد أنه من الواضح أن هناك قناعة بالتغيير في النظام الاقتصادي العالمي الحالي لايجاد نظام اقتصادي جديد يسهم في علاج الأزمة المالية التي يعانيها العالم اليوم ، ويضع آليات لنظام جديد يمنع من إمكانية تكرارها في المستقبل.
الملاحظ من هذا الاجتماع أنه لم يقتصر على الدول الصناعة الثماني الكبرى والتي كانت تجتمع بشكل دوري لترسم السياسات الاقتصادية للعالم، في ظل تجاهل الكثير من الاقتصادات الأخرى المؤثرة فيها من خلال ثقلها الاقتصادي، أو أنها أصبحت اقتصادات تنمو بشكل متسارع حتى أنها أصبحت اقتصادات لا يستهان بها.
لقد كان من الملاحظ أن الدعوة شملت المملكة وهذه الدعوة غير مستغربة لعدة عوامل منها: أنها تمتلك الاحتياطي الأكبر لأهم مصدر من مصادر الطاقة وهو شريان الاقتصاد العالمي اليوم ، ثم إن المملكة اليوم تمثل ثقلا سياسيا بسبب أنها البلد الإسلامي الأبرز في الساحة السياسية، لما لها من تاثير في المجتمعات الإسلامية بحكم وجود الحرمين الشريفين، والدور الذي تلعبة المملكة على مستوى العالم الاسلامي.
بطبيعة الحال إن دعوة المجتمعين للمملكة ضمن اقتصادات الـ 20 الكبرى في العالم كان بغرض الإسهام في الحلول للخروج بهذا النظام الجديد الذي يعالج أزمة وهناك طموح لأن يسهم في تنمية على مستوى العالم.
إن المصرفية لن تنخرط وبسبب عدم انخراطها في المعاملات التي كانت أحد أسباب الانهيار، حيث إنها لا تزال تعتمد وبشكل كبير على آليات النظام المصرفي العالمي والتزامها بالضوابط التي فرضتها الشريعة الإسلامية جعلها وبحمد الله بمنأى من التورط في هذه الأزمة بشكل مباشر، وهذا يستدعي أن يكون لدى المصرفية الإسلامية في هذه المرحلة أن تمارس بالمستوى الذي يمارسه الاقتصاد العالمي نفسه تقييما لتجربة المصرفية الإسلامية خلال الفترة الماضية ومعرفة مدى النجاح والإخفاق لها على مستوى تحقيق النمو وتطبيق الآليات التي تحقق الأهداف العامة للاقتصاد الإسلامي، ودراسة مدى احتمال وقوع المصرفية الإسلامية في الأزمة التي يعانيها الاقتصاد العالمي نفسه.
وقد يكون أهم مما سبق أن يكون للاقتصاد الإسلامي بآلياته النظرية، وأهدافه السامية دور في النظام الاقتصادي والمالي العالمي الجديد، خصوصا أن هذا النظام هو نظام إلهي جاء ليحقق العدالة والتنمية للإنسان بالطريقة التي تتناسب مع سنن الله في الكون.
إن المصرفية اليوم عليها عبء كبير ليس فيما يتعلق بتجاوز الأزمة فقط، بل في إيجاد طرق وحلول مالية إسلامية متكاملة يكون لها دور كبير في تنمية الاقتصاد الحقيق الذي يضمن ـ بإذن الله ـ تحقيق الرفاهية للإنسان، وضمان استفادة الجميع من الثروة وألا يكون ذلك حصراً على الأغنياء فقط.
بطبيعة الحال يجعل على المصرفية الإسلامية وفي ظل هذه الأزمة دور كبير في التركيز على البدائل المختلفة والمتنوعة من خلال البحوث والدراسات وأن يكون هناك ابتكار لتغيير مسار نمط البحث من بعض التعديل على آليات المعاملات المالية التقليدية إلى إيجاد بحوث ودراسات تهدف الى تحقيق مقاصد الاقتصاد الإسلامي، وبهذا فإن المصرفية الإسلامية تضع قدمها خطوة على الطريق الأسلم لتحقيق نمو حقيقي لدى المجتمعات المسلمة يحقق التنمية من جميع جوانبها
|