[صقر قريش]

التطوير والجن والأمن الأخلاقي
قبل فترة قرأت تحقيقا حول منتزه يبعد حوالى 100 كلم شرق الرياض اسمه "سعد الوطني"، وكان بعض المواطنين طالبوا بضرورة فتحه من جديد بعد أن أغلق لسنوات من أجل تطويره، وكان أحد مرتاديه قد كتب بجانب الباب _ تحديدا تحت اللوحة الرسمية التي كتب عليها "وزارة الزراعة والمياه الإدارة العامة للمنتزهات الوطنية منتزه سعد الوطني"_ بالعامية "ليش مسكر".
عن أسباب الإغلاق يحيل مدير عام إدارة الموارد الطبيعية في وزارة الزراعة "عبده الشريف" للأسباب الآمنية التي هي خارجة عن إدارتهم المتعلقة بالتطوير، وأكدت محافظة رماح التابع لها هذا المنتزه أنه ليس لديها الإمكانات اللازمة لتوفير الحماية الأمنية مما استدعى إغلاقه.
وللمعلومية كان سبب الإغلاق غرق أربعة أطفال في إحدى نوافير المنتزه قبل سنوات مضت، ومع هذا الهيئة العامة للسياحة والآثار استمرت في تطوير المنتزه المغلق بعد أن شكلت لجنة فنية مشتركة لتنظيم آلية الاستثمار السياحي.
المشغل لهذا المنتزه المغلق الذي رست عليه المناقصة يقول إن لديهم رؤى تطويرية كثيرة وأن المنتزه سيفتتح في أقرب وقت، مع أنه لم يحدد متى هو الافتتاح المنتظر للمنتزه المغلق، أيضا وزارة المياه أكدت على أقرب وقت، بل ووعدت بالدعم الذي يخيل لي أنه لوجستي.
يخيل لي أيضا أن القارئ ومن ينتظرون افتتاح المنتزه غاضبون بعد قراءة ما فات، ولأني مثل وزارة الزراعة والهيئة السياحية ومسؤولي محافظة رماح والمتعهد الذي رست عليه المناقصة يهمني راحة المواطن وراحة مؤسساتنا، ما رأي المعنيين بهذه القضية بإعادة النظر في مسألة الأسباب المؤدية للإغلاق، وأن يعتمدوا في المستقبل فكرة أخرى تساعدهم على أخذ راحتهم في مسألة التطوير لمدة مئات السنين وليس لسنوات قليلة دون أن ينغص عليهم المواطنون الذين لا يملكون صبرا، ويؤرقون المسؤولين في الوزارات بالإلحاح والطلب.
هذه الفكرة عبارة عن لوحة تعلق بجانب باب المنتزه كتب عليها "أغلق المنتزه بسبب وجود جن"، وهنا لن يسألهم أي مواطن متى سيفتح تحت أي ظرف، وسيتم شكرهم من قبل المواطنين الطيبين على ما يقومون به من حمايتنا نحن البشر من معشر الجن الذين تركوا العالم بأكمله وجاءوا ليفسدونا.
قد يتساءل المسؤولون كيف نعيدهم للمنتزه بعد تخويفهم؟
الأمر بسيط وسهل، يطلب من جهة تعنى بالأخلاقيات افتتاح المنتزه، وترك مندوب بجانب الباب لتأكيد خلو المكان من الجن، من جهة أخرى ستتم حماية المجتمع بمنع العزاب من الاقتراب من المنتزه، فربما يبتسم شاب لشابة، فتهدد هذه الابتسامة الأمن الأخلاقي للمجتمع.