رد: الأخبار الإقتصادية ليوم الثلاثاء4ذو االحجةـ 1429 هـ الموافق2/12/ 2008
الأزمة تتجدد في أسواق الطاقة و المال العالمية
"الاقتصادية" من الرياض
عادت المخاوف من تفاقم الأزمة المالية العالمية للظهور على السطح مرة أخرى ملقية بظلالها على أسواق الطاقة والمال، الأمر الذي أدى إلى تراجع أسعار النفط وهبوط البورصات الأمريكية والأوروبية واليابانية.
وتراجعت العقود الآجلة لخام النفط الأمريكي أكثر من أربعة دولارات في تعاملات مبكرة أمس الإثنين عقب قرار "أوبك" مطلع الأسبوع تأجيل أي خفض جديد حتى منتصف كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
وفي بورصة نيويورك التجارية تراجعت عقود كانون الثاني (يناير) 3.78 دولار أي بنسبة 6.9 في المائة إلى 50.65 دولار للبرميل بعد تداولها في نطاق يراوح بين 50.39 دولار و 54.62 دولار. وفي 21 تشرين الثاني (نوفمبر) بلغ الخام الأمريكي أدنى مستوى في ثلاث سنوات ونصف السنة عند 48.25 دولار للبرميل.
وفي لندن هبط سعر مزيج برنت 2.62 دولار إلى 50.87 دولار للبرميل.
وقال ادوارد ماير المحلل في ام.اف جلوبال إن رد فعل السوق لقرار "أوبك" الإبقاء على الإنتاج دون تغيير كان الإقبال على البيع.
وأضاف قائلا في مذكرة أبحاث "فيما يتصل بتقويم العرض والطلب بما يتلاءم مع الحقائق الاقتصادية الجديدة لما بعد أيلول (سبتمبر) تبدو "أوبك" في حالة إنكار للواقع".
وفي أسواق المال، هوت الأسهم الأمريكية عند الفتح أمس الإثنين بسبب بواعث قلق من تزايد الركود الاقتصادي العالمي ومخاوف المستثمرين من احتمال ضعف الإنفاق الاستهلاكي في أعقاب موسم الشراء في العطلات.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 262.98 نقطة أي بنسبة
2.98 في المائة إلى 8566.36 نقطة. وتراجع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 31.72 نقطة أي بنسبة 3.54 في المائة إلى 864.52 نقطة. وانخفض مؤشر ناسداك 48.78 نقطة أي بنسبة 3.18 في المائة إلى 1486.79 نقطة.
وفي أوروبا واصلت الأسهم الأوروبية خسائرها أمس، وكانت أسهم البنوك وشركات النفط على رأس الأسهم الخاسرة. وهبط مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا 2.3 في المائة إلى 841.94 نقطة. وهبطت أسهم بنوك بي.ان.بي باريبا وباركليز ويو.بي.اس ما بين 1.7 و 5.4 في المائة.
وفي آسيا، أنهت الأسهم اليابانية تعاملات أمس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بتراجع على خلفية "مخاوف اقتصادية عامة". وشهد مؤشر نيكي القياسي تراجعا بمقدار 115.05 نقطة، أو بنسبة 1.35 في المائة ليغلق على 8397.22 نقطة.
كما تراجع مؤشر توبكس للأسهم الممتازة بمقدار 7.35 نقطة أي بنسبة 0.88 في المائة إلى 827.47 نقطة. ويرى المتعاملون أن الأسواق لا تزال متأثرة بالمخاوف العامة بشأن الاقتصاد العالمي.
وفي أسواق العملة شهد الدولار ارتفاعا أمام الين حيث سجل في تعاملات الظهيرة 95.32 - 95.37 ين مقابل 95.29 - 95.32 ين في ختام تعاملات الجمعة الماضية. وتراجع اليورو أمام الدولار مسجلا 1.2661 - 1.2666 دولار مقابل 1.2937 - 1.2940 دولار في ختام تعاملات الجمعة. وكذلك تراجعت العملة الأوروبية أمام الين إلى 120.72 - 120.77 ين مقابل 120.30 - 123.34 ين الجمعة.
وهوت أسعار النفط نحو الثلثين عن الذروة التي بلغتها فوق 147 دولارا للبرميل في تموز (يوليو) الماضي. وانخفضت الأسعار نحو 20 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر) و32 في المائة في تشرين الأول (أكتوبر) في أكبر انخفاض شهري لها على الإطلاق وذلك رغم خفض إنتاج "أوبك" بنحو مليوني برميل يوميا.
ويريد المنتجون الخليجيون أن يروا التزاما صارما بتخفيضات الإنتاج الأخيرة البالغة نحو مليوني برميل يوميا قبل أن يدرسوا تخفيضات أخرى عندما تجتمع "أوبك" في الجزائر في 17 كانون الأول (ديسمبر).
وقال الأمين العام لـ"أوبك" إن مخزونات النفط الكبيرة لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تظهر أن السوق متخمة بالإمدادات. وأضاف أن "أوبك" ستخفض على الأرجح الإنتاج عندما تجتمع في الجزائر في وقت لاحق من هذا الشهر.
وقال عبد الله البدري للصحفيين على هامش مؤتمر عن الطاقة في طهران
"السوق متخمة بالمعروض لأن المخزونات مرتفعة للغاية وتغطي ما بين 55 و56 يوما". وردا على سؤال عما إذا كانت "أوبك" ستخفض الإنتاج في الجزائر قال البدري "سيكون هناك قرار في الجزائر... وسيكون الخفض بمقدار جيد.. كمية جيدة". ولم يحدد حجم الخفض.
ويقول محللون إن تأجيل "أوبك" البت في خفض الإنتاج قد يكلفها غاليا.
وقال جان ستيوارت الاقتصادي في بنك يو.بي.اس في نيويورك في تقرير أسبوعي عن بيانات النفط الأمريكية "كلما طال انتظار "أوبك" قبل خفض الإمدادات كلما زادت المخزونات وطال الوقت الذي نعتقد أن أساسيات السوق ستستغرقه للتحسن".
وأعلنت الأمانة العامة للمنظمة في فيينا أمس الإثنين أن سعر البرميل الخام (159 لترا) سجل 47.29 دولار الجمعة بتراجع مقداره 9 سنتات عن اليوم السابق. واتفق وزراء نفط "أوبك" خلال اجتماع القاهرة على عدم تغيير سقف إنتاج المنظمة حتى موعد اجتماعهم المقبل في الجزائر في السابع عشر من الشهر الجاري. ويشكل النفط من إنتاج دول "أوبك" نحو 40 في المائة من إجمالي إمدادات النفط في الأسواق العالمية.
|