[ابن ابي محمد]

أخي الكريم أبو يوسف : سؤالك هذا ردده الكثيرون على مر العصور وكر الدهور , وكان الجواب عليه متنوعا حسب تنوع الظروف , فالفقير أجاب بأن السعادة في الغنى , والمريض أجاب بأن السعادة في الصحة , والمضطهد أو من لديه عقدة من ألأضطهاد , أجاب بأن السعادة في الجاه .
والمحب لمحبوبه أجاب بأن دنياه تكتمل بألتمام شمله مع محبوبه , وهكذا كل محروم يظن أن السعادة في حصوله على ما حرم منه . ولكن ؟.
كل هؤلاء وغيرهم أذا حصلوا على ما كانوا يحلمون به سرعان ما يفتقدون النشوة والسعادة , فمثلا , نعرف تمام المعرفه من شهود عيان ثقات أن بعض من أجتمع لهم في دنياكم اليوم المال والجاه والصحة دفعة واحده (مع بعضها) وكل ما تشتهيه ألأنفس , أذا خلو في خلواتهم يبكون بكاء الثكالى , يبكون بحرقة لا أيمانا ولا خوفا من ألآخرة ولا صحوة ضمير , ولا ولا .....الخ .
المؤكد أنهم يبكون من نتيجة أحساسهم بالتعاسة , ولكن لماذا التعاسه وقد ملكوا كل وسائل الراحه ؟ , حاولوا أن تكتشفوا السبب ؟.
مثال آخر , ألم تسمعوا عن نجوم الفن في المجتمع الغربي الذين حصلوا على الشهرة والمال بعد أن كانوا فقراء مغمورين , ووصلت بهم التعاسة وفي أيديهم المال والشهرة والصحة الى ألأنتحار ؟ , لماذا ؟, حاولوا أكتشاف السبب ؟.
مثال آخر من عالم الحيوان أكرمكم الله , هل تعرفون الغزال الذي تطارده السباع في البراري بدءا بالأسود مرورا بالنمور والفهود والضباع والذئاب وغيرها , الكل يريد أفتراسه وهو لايريد ألا العشب والماء وألأمان .
ولكن هذا الغزال عندما وضع مع قطيع من بني جنسه في محميات يتوفر بها الماء والغذاء والأمان , أصيب بالأكتئاب وفقد الحيوية والمرح التي كانت ظاهرة عليه في البراري . لماذا ؟ حاولوا التعرف على ألأجابة .
أجابتي , السعادة ليست في المال بالرغم من أنه أحد وسائل السعاده .
والجواب على كل ذلك يا أبا يوسف سوف يكون في مداخلة لاحقة أن شاء الله أذا وجدت تفاعلا .