[صقر قريش]

«قوى البيع» تعود لإحكام قبضتها على «الأسهم السعودية»
6 شركات فقط تخالف موجة هبوط المؤشر العام بنسبة 4.3%


متعامل في إحدى صالات التداول للأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)

الرياض: محمد الحميدي
عادت قوى البيع للسيطرة مجدداً على تداولات سوق الأسهم السعودية أمس بعد أن خسر المؤشر العام مكاسبه التي حققها خلال التداولات السابقة، مؤكدا بذلك المسار الهابط الرئيسي الذي يسير عليه منذ شهور. وحملت لواء خسارة سوق الأسهم السعودية أمس ذات الشركات التي صعدت به في تداولات أول من أمس، حيث جاءت البيوع كبيرة على تلك الأسهم، وهي «مصرف الإنماء»، «سابك»، «معادن»، «زين السعودية»، في وقت نجحت فيه 6 شركات فقط في مخالفة خط سير المؤشر العام الهابط من أصل 119 شركة مدرجة في سوق الأسهم المحلي.
وقال لـ«الشرق الأوسط» يوسف الرحيمي، وهو محلل فني سعودي مستقل، إن ما يشاهد من عمليات صعود ليست حقيقية وإنما وهميّة بغرض تحقيق «طبيعية» سوق المال المتمثلة في الصعود والهبوط بإيهام المتعاملين لاسيما صغار المتداولين بوجود تفاعل داخل السوق. وأضاف: «الحقيقة أن سلوك المؤشر العام هو الصعود باندفاع جيد يليه هبوط عنيف وهكذا ما يسجّل من مكاسب نقطية يعاود خسارتها ولكن بشكل أعنف وليس عند النقطة التي انطلق منها للكسب». وأعاد الرحيمي هذا السلوك الواضح على المؤشر لأكثر من 3 أشهر إلى أن القراءة الفنية توضح بأن سوق الأسهم لا يزال يمضي ضمن مسار هابط عام نحو قاع المنتظر دون 3800 نقطة بينما يتخللها ارتفاعات بسيطة وهمية لن توقف الوجهة العامة للوصول إلى الهدف. وحذر الرحيمي صغار المتعاملين من ولوج المضاربة بكامل المحافظ بل الاكتفاء بما دون 20 في المائة من المحفظة حيث يمكن تخصيصها لعمليات مضاربة سريعة جدا تتم في ذات اليوم والساعة إن أمكن، مشددا على أن استيعاب المتعامل لتحرك السوق العام يمكن أن يساعد في تجنبه لخسائر فعلية وشيكة. وخسرت سوق الأسهم أمس 207.50 نقطة تمثل تراجعاً قوامه 4.3 في المائة حينما توقف المؤشر العام 4588.26 نقطة عند نهاية التعاملات تم خلالها تداول 275 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 5.3 مليار ريال (1.4 مليار دولار) وسط خسارة جميع قطاعات السوق. أمام ذلك، يرى في حديث هاتفي مع «الشرق الأوسط» عبد القدير صديقي المحلل الفني أن المؤشر العام بدأ يدخل مرحلة الصعود قبل إعلان النتائج المالية للربع الرابع والتي يبحث عنها كثير من الصناديق الاستثمارية والمؤسسات المالية وأيضا بعض المستثمرين الذي يملكون سيولة كبيرة إلى متوسطة. وربط المحلل الفني رؤيته هذه عندما أشار إلى ضرورة أن يكون المؤشر العام قادرا على تجاوز مستويات 5010 نقطة ليعطي دفعة لمواصلة الارتفاع إلى مستويات 5480 نقطة والتي تمثل 61.8 من نسب الفيبوناتشي الذهبية ـ الفرضية الفنية العالمية.
وبيّن صديقي أن هناك تحركات متقطعة بين صعود وهبوط خلال فترة توزيع الأرباح الربعية، وهذا الأمر يغير من مسارات السوق بين جني أرباح عند مناطق مقاومة رئيسية، لذا لا يمكن النظر باستنكار إلى حالة سلوك سوق الأسهم في المرحلة الحالية. وتتوقف بنهاية تداولات اليوم الأربعاء السوق المالية السعودية (تداول) لإجازة عيد الأضحى المبارك للعام الحالي، في حين سيعاود السوق انطلاقته يوم السبت منتصف ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
من ناحيتها، أبدت شركة الاتصالات السعودية اطمئنانا على الوضع العام للتصنيف الائتماني لقطاع الاتصالات في سوق الأسهم، حيث أعلنت أمس عن انتهاء أعمال المراجعة السنوية من قبل وكالة التصنيف الائتماني العالمية شركة «ستاندرد آند بورز العالمية لخدمات التصنيف الائتماني»، حيث استطاعت الشركة المحافظة على تصنيفها الائتماني بدرجة A+ على الرغم من تداعيات أزمة الائتمان العالمية وتأثيرها على القدرات الائتمانية. وترى الشركة أن التصنيف يعزز رؤية وكالة التصنيف الائتماني لوضعها في المنطقة المتمثل في خططها الإستراتيجية وقدرتها التشغيلية المدعومة بالتدفقات النقدية القوية والإيرادات العالية المحققة إضافة إلى متانة مركزها المالي ومؤشراتها الائتمانية لمقابلة أي متطلبات تمويلية مستقبلية.