اَلْفَرْقُ بَيِنَ “الْهُوِيَّةِ”وَ “الْهَوِيَّةِ”
اَلْفَرْقُ بَيِنَ “الْهُوِيَّةِ”وَ “الْهَوِيَّةِ”
أ.د. مُحَمَّد يَعْقُوب تُرْكِسْتَانِي
يُطْلِقُ بَعْضُنَا -الْيَوْمَ- كَلِمَةَ (الْهَوِيَّةِ) هَكَذَا: بِفَتْحِ الْهَاءِ، وَكَسْرِ الْوَاو،ِ وَفَتْحِ الْيَاءِ الْمُشَدَّدَةِ، عَلَى الْبِطَاقَةِ الَّتي يُثْبَتُ فِيهَا اسْمُ الشَّخْصِ وَجِنسِيَّتُهُ وَمَوْلِدُه وَعَمَلُهُ؛ وَهِيَ: بِطَاقَةُ إِثْبَاتِ الشَّخْصِيَةِ.
وَالصَّوَابُ أَن نُطْلِقَ عَلَيْهَا كَلِمَةَ (الهُوِيَّةِ) بِضَمِّ الْهَاءِ؛ لَا بِفَتْحِهَا؛ لِأَنَّهَا مِنْ: (هُوَ) أَيْ: نِسْبَةٌ إِلَى ضَمِيرِ الْمُفْرَدِ الْمُذَكَّرِ الْغَائِبِ المُنفَصِلِ. وَالضَّمِيِرُ (هُوَ) الْهَاءُ فِيهِ مَضْمُومَةٌ لَّا مَفْتُوحَةٌ. وَلاَ وَجْهَ - هُنَا - لِفَتْحِهَا؛ بَلْ يُعَدُّ فَتْحُهَا مِن تَحْرِيفَاتِ الْعَوَامِّ؛ وَهُوَ تَحْرِيفٌ فِي اللَّفْظِ يَسِيرٌ؛ وَلَكِنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى تَغْيِيرٍ فِي الْمَعْنَى كَبِيرٍ.
فَلَئِن كَانَ مَعْنَى "الْهُوِيَّةِ" بِضَمِّ الْهَاءِ هُوَ: بِطَاقَةَ إِثْبَاتِ الشَّخْصِيَّةِ. إِنِّ مَعْنَى(الْهَوِيَّةِ) بِفَتْحِ الهَاءِ هو: الْبِئْرُ الْعَمِيقَةُ، وَالْبَعِيدَةُ الْقَعْرِ. وَشَتَّان مَاهُمَا؛ مَعْنَى: الشَّخْصِ الَّذِي تُمَيِّزُهُ مِن غَيْرِهِ بِبِطَاقَتِهِ الشَّخْصِيَّةِ، وَمَعْنَى: الْبِئْرِ الْعَمِيقَةِ.
|