[صقر قريش]

ارتفاع أسعار حملات الحج 30% ورفع أجور عمالة المكاتب إلى 3000 ريال
الخميس, 4 ديسمبر 2008
سالم الشريف - الرياض


ارتفعت اسعار حملات الحج للموسم الحالي بنسبة 30 في المائة .. بعد تزايد الحملات الدعائية لشركات ومؤسسات الحجاج للترويج للحملات التي تنظمها للراغبين في اداء فريضة الحج، حيث حددت وزارة الحج لموسم حج هذا العام حصة شركات حجاج الداخل من السعوديين والمقيمين بـ 200 ألف حاج، فيما يتجاوز العدد الحقيقي هذا الرقم بعشرات الآلاف ممن يحجون بدون حملات او مع حملات غير مرخصة.. حيث تنشط مكاتب غير مرخصة في استقطابهم بأسعار تبدأ من 2000 الى 3000 آلاف ريال للفرد الواحد رغم المخاطر التي يتعرضون لها وقد تحول دون عدم إتمامهم للمناسك.
وكشف مصدر بوزارة الحج ان عدد الشركات والمؤسسات المصرح لها لخدمة حجاج الداخل لموسم حج هذا العام 1429هـ 100 شركة فقط، ولكن هناك عدد من الشركات غير المرخصة تنفذ حملات دعائية لحجاج الداخل استخدمت فيها الإعلان لعرض الخدمات بطرق مشوقة تجعل من يرغب الحج عند قراءته للإعلان ينجذب إليها.. رغم ان بعضها -والحديث للمصدر- غير ملتزم بما في الاعلان وقد يهدف البعض الاخر للاستغلال والنصب على الحجاج.
وأبدى عدد كبير من الحجاج السعوديين والمقيمين الراغبين في أداء فريضة الحج لهذا العام استياءهم من الزيادات الكبيرة في الأسعار، وقالوا إن معظم الحملات تستنزفهم بوعود وهمية يدعون أنها تنتظرهم في المشاعر المقدسة، وأنه رغم علمهم بأن هذه الوعود غير دقيقة إلا أنه لا خيار لهم غير الموافقة، معتبرين ان الإجراءات المشددة التي فرضتها وزارة الحج هذا العام على الحجاج من الأفراد هي التي جعلتهم يبدون الموافقة.
وقال فهد الحربي انه اضطر في العام الماضي الى التعاقد مع احد الحملات مضيفا ان بعض مراقبي الحملات يجهلون الطرق في المشاعر المقدسة مما يتسبب في تأخير وصول الحجاج إلى المشاعر خصوصاً مزدلفة حيث وصلوها بعد الفجر سيراً على الأقدام، مشيرا الى ان بعض المراقبين يرفضون إيصال الحجاج إلى جسر الجمرات ناهيك عن رداءة الخدمات وعدم توفر أبسط المستلزمات .. وأشار الحربي الى ان بعض الحملات لدى اصحابها جشع كبير في جمع المال وزيادة الاسعار بدون وجه حق، مبينا ان هذه الحملات تنفق آلاف الريالات على الدعاية والإعلان حتى اذا ما بدأ الناس يتوافدون اليها لا تفي بالوعود التي تضمنها الاعلان، مطالبا المسؤولين في وزارة الحج بردع مثل هذه الحملات ومقاضاتها.
من جهته عزا احمد الزهراني (صاحب شركة للحج) الارتفاع الكبير الى أسعار العقارات في مكة المكرمة والمخيمات والنقل والسلع الغذائية وأجور العمالة في المكاتب. واشار إلى أن أسعار الحج لم ترتفع وحدها بل ارتفعت قبلها أغلب الأمور الحياتية الأخرى، كما أن أغلب العمالة والموظفين لدى مكاتب الحج كانوا يتقاضون في السابق نحو 1500 ريال والآن يطالبون بـ 3000 آلاف ريال بسبب متطلبات الحياة. وابان ان اسعار الحملات متباينة اذ تصل قيمة الخيمة للفرد الواحد إلى 13 ألف ريال، وهناك مجموعة أشخاص ترغب في خيمة خاصة وهذه يصل سعرها إلى 25 ألف ريال.
وأشار الزهراني إلى أن أسعار الحملات تبدأ من 2800 ريال، وتصل إلى 10 آلاف ريال، حسب الفئات والخدمات المقدمة ونوعيتها، وتختلف من حملة إلى أخرى، كما تختلف حسب الحجاج أنفسهم إذا ما جاؤوا كأفراد أو مجموعات، وكل هذا العوامل السابقة أسهمت في زيادة الأسعار لهذا الموسم بواقع 600 ريال للفرد. وأوضح أن أسعار المخيمات في مكة المكرمة في العام الماضي كانت تتراوح بين 8 و 15 ألف ريال، أما في العام الحالي فوصلت الأسعار إلى أكثر من 22 ألف ريال، وقس على هذا أسعارا أخرى، مثل السكن، الذي كان في العام الماضي بـ100 ألف ريال، أما هذا العام فالأسعار وصلت إلى أكثر من 200 ألف ريال.
واكد حمود الشلوي المدير العام لمجموعة لخدمة حجاج الداخل ان بعض الحملات تنقل حجاجها القادمين جواً عند وصولهم المطار لنقلهم برا إلى مواقف كدي في مكة المكرمة وتطلب منهم الذهاب للحرم والعودة للمواقف والبقاء حتى يكتمل الجميع دون توفير أدنى مقومات الخدمة .. كما ان بعض أصحاب الحملات لا يلتزمون بالآداب العامة بعدم عزل مخيمات النساء عن الرجال ويتركون الممرات مشتركة وأبواب الخيام مكشوفة. والأمر يحتاج إلى تشديد للرقابة على حملات حجاج الداخل للوفاء بما هو مطلوب تقديمه للحجاج علماً أنه يفترض أن تكون هناك قائمة رئيسية للخدمات الموحدة في كافة الحملات.
ومن جانبه كشف منصور الغبان صاحب مؤسسة لخدمة الحجاج ان بعض حملات الحج أصبحت تمارس التجارة على حساب المصداقية، فبعض حملات الحجاج تتعمد تأخير حجاجها في عرفات ومن ثم نقلهم إلى مزدلفة وتركهم حتى الصباح دون توفير الماء والغذاء وما يحتاجه الحاج فيفترشون الأرض ويلتحفون السماء، ومن تكلم من الحجاج لا يلتفت له احد.