رد: اقتصاديات يوم الجمعة 7/12
تحليل إخباري
النفط الرخيص نعمة على المدى القصير ونقمة على المدى البعيد
لندن – رويترز:
من المؤكد أن أصحاب السيارات يشعرون بالارتياح لأن أسعار الوقود لم تعد مصدرا للقلق في وقت يواجهون فيه أسوأ كساد منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، ولكن الوقود الرخيص ليس في مصلحة أحد على المدى الطويل.
فقد انهارت أسعار النفط العالمية منذ تموز (يوليو) الماضي وفقدت ثلثي قيمتها بعد وصولها إلى أعلى مستوى على الإطلاق قرب 150 دولارا للبرميل، ما أدى إلى نزول أسعار الوقود إلى أدنى مستويات منذ عدة سنوات.
لكن في حين أن أسعار الوقود المنخفضة مبعث ارتياح على المدى القصير للمستهلكين والشركات التي تكافح لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية فإنها قد تكون نقمة على الجميع على المدى البعيد.
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
من المؤكد أن أصحاب السيارات يشعرون بالارتياح لأن أسعار الوقود لم تعد مصدرا للقلق في وقت يواجهون فيه أسوأ كساد منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، ولكن الوقود الرخيص ليس في مصلحة أحد على المدى الطويل.
فقد انهارت أسعار النفط العالمية منذ تموز (يوليو) الماضي وفقدت ثلثي قيمتها بعد وصولها إلى أعلى مستوى على الإطلاق قرب 150 دولارا للبرميل، ما أدى إلى نزول أسعار الوقود إلى أدنى مستويات منذ عدة سنوات.
لكن في حين أن أسعار الوقود المنخفضة مبعث ارتياح على المدى القصير للمستهلكين والشركات التي تكافح لمواجهة الأزمة المالية والاقتصادية فإنها قد تكون نقمة على الجميع على المدى البعيد.
فأسعار الطاقة المنخفضة تحد من الاستثمار في صناعة النفط، ما يقلص الإمدادات المستقبلية للأسواق، كما أنها لا تشجع على ترشيد استهلاك الطاقة وتزعزع استقرار الدول المعتمدة على تصدير النفط، ما يعزز احتمالات ارتفاع تكلفة النفط مستقبلا ويجعل إمداداته أقل استقرارا.
وربما يكون الأهم من ذلك كله أن أسعار الطاقة المنخفضة توقف فعليا الاستثمار في مصادر الطاقة البديلة، ما يؤدي بدوره إلى تفاقم الاعتماد على النفط وغيره من أنواع الوقود الاحفوري، ما يزيد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
يقول مايك ويتنر رئيس أبحاث النفط في بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي "على المدى القصير جدا، ولأننا في حالة كساد، فإن انخفاض أسعار النفط أمر مفيد لنا جميعا، إنها بمثابة إعفاء ضريبي، حيث توفر لنا أموالا لفترة قصيرة، لكن على المدى البعيد، فإن أسعار النفط اليوم أقل من أن تدعم إمدادات جديدة تذكر، وستؤدي إلى إبطاء التحرك نحو الوقود البديل والتكنولوجيا الجديدة وترشيد الاستهلاك".
لكن معظم المحللين يتفقون بشكل عام مع وجهة النظر السعودية التي ترى أن السعر العادل للنفط، هو 75 دولارا ويقولون إنهم يخشون عواقب نقص الاستثمار في صناعة النفط ويشددون على ضرورة الحيلولة دون نقص المعروض في الأعوام المقبلة.
ويقولون إن تعليق اليابان التي ترى "أنه كلما كان سعر النفط أرخص كان ذلك أفضل" وهي التي تعتمد كليا تقريبا على واردات الطاقة وتبدو في طريقها إلى أطول فترة انكماش اقتصادي على الإطلاق يعكس رؤية استراتيجية قصيرة المدى.
وقال مايكل لويس رئيس أبحاث السلع الأولية في دويتشه بنك "أثناء التباطؤ الاقتصادي تحتاج لأي نوع من المحفزات يمكن الحصول عليه ومن شأن انخفاض سعر النفط أن يساعد في ذلك. لكن لابد من الوصول على سعر مثالي مستقر يحقق التوازن بين الحاجة للتنقيب وتمويل مشروعات الطاقة البديلة".
وأضاف أن الاستقرار في أسعار الطاقة أمر ضروري لأي نوع من التخطيط على المدى البعيد، ويؤكد رأي لويس تصريحات وزير النفط الهندي اب. اس. باندي الذي قال الثلاثاء "بصفتنا من كبار المستهلكين فإننا نريد أن تظل الأسعار مستقرة حول هذا المستوى. والأهم هو استقرار الأسعار. فالتقلبات بالشكل الذي شهدناه هذا العام كانت بالغة السوء".
ويرى لويس أن "السعر المثالي" للنفط هو بين 60 و 80 دولارا للبرميل ويقول إن هذه هي "القيمة العادلة على المدى البعيد".
من جانبه قال سايمون وارديل مدير مجموعة أسواق الطاقة في مؤسسة جلوبال انسايت في لندن إن هناك اتفاقا عاما بين دول أوبك والدول المستهلكة على أن السعر الملائم للنفط يبلغ نحو 75 دولارا للبرميل.
وأضاف "هذا السعر يجذب الاستثمار في الإنتاج الجديد وهو مرتفع بما يكفي لتشجيع ترشيد استهلاك النفط كما أنه كاف للحفاظ على ميزانيات دول الشرق الأوسط".
وتقدر مؤسسة بي.إف.سي إنرجي للاستشارات ومقرها واشنطن أن منتجي النفط في الشرق الأوسط يحتاجون إلى أسعار النفط هذا العام تراوح بين 40 و60 دولارا للبرميل للحفاظ على موازين المعاملات الخارجية دون عجز.
وقال وارديل "ما يشغلني هو أن السعر ينخفض أكثر من اللازم. وسعر أقرب إلى ما بين 70 و 75 دولارا يمثل توازنا جيدا".
وتقول وكالة الطاقة الدولية إنها تريد أسعار نفط مرتفعة بما يكفي للتشجيع على مواصلة الاستثمار في مصادر طاقة جديدة بما فيها حفر آبار في المياه العميقة وهي عملية باهظة التكلفة.
وقال ديفيد فايف رئيس قسم صناعة وأسواق النفط في الوكالة "من الصعب جدا تقدير مستوى مطلق للسعر العادل. ولكن هناك الكثير من النفط مرتفع التكلفة، سواء في المياه العميقة جدا أو في الرمال النفطية في كندا أو في المناطق القطبية في شمال روسيا وكلها تحتاج إلى سعر مرتفع نسبيا". ومضى قائلا "سيكون هناك خطر إذا انخفضت الأسعار أكثر فسيؤدي هذا إلى تفاقم احتمالات شح الإمدادات على المدى المتوسط".
|