رد: اقتصاد صحيفة الاقتصادية ليوم السبت 8/12
وزير الخزانة الأمريكي: خطة الإنقاذ مازالت تواجه تحديات
بكين وواشنطن تتعهدان بدعم التجارة العالمية في ظل الأزمة المالية
بكين – الفرنسية:
تعهدت الصين وأمريكا أمس بدعم التجارة من خلال تخصيص 20 مليار دولار لذلك، ورفضتا أي إجراءات حمائية في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة، خلال آخر محادثات رفيعة المستوى تجري بين البلدين قبل انتهاء ولاية جورج بوش.
وقال هنري بولسون وزير الخزانة الأميركي في ختام الدورة الخامسة من "الحوار الاقتصادي الاستراتيجي" الثنائي: إن الميول الحمائية تزداد في حقبات التباطؤ، كما كررنا التزامنا مكافحة الحمائية لان من مصلحة شعبينا قيام تجارة واستثمارات مفتوحة.
وسعيا منهما لتسهيل المبادلات التجارية في ظل الأزمة المالية الحالية، قررت بكين وواشنطن أن يرصد مصرفاهما المعنيان بالاستيراد والتصدير مبلغا إضافيا من الاعتمادات التجارية قدره 20 مليار دولار تؤمن المؤسسة الأمريكية 12 مليارا منها والمؤسسة الصينية ثمانية مليارات، بهدف دعم حركة التصدير إلى الأسواق الناشئة.
وقال بولسون إن أمريكا والصين تتوقعان أن تؤدي هذه الجهود إلى تمويل إجمالي للصادرات يصل لـ 38 مليار دولار في السنة، إذ ستشجع على خطوات مماثلة.
ويرى الطرفان أن هذه الإجراءات الجديدة تدعم النمو العالمي وأوضحت وزارة الخزانة أن أزمة التمويل التجاري يمكن أن تعوق بشكل فوري الإنتاج الاقتصادي والتوظيف من خلال خفض التدفق التجاري والحد من التمويل لسلع التجهيز الضرورية لنمو الاقتصاد العالمي.
وفي سياق المساعي لتحرير المبادلات التجارية، دعا الطرفان مرارا خلال اجتماعاتهما التي استمرت يومين إلى إنهاء دورة مفاوضات الدوحة في إطار منظمة التجارة العالمية.
وقال وانج كيشان نائب رئيس الوزراء الصيني الخميس الماضي إن تنفيذ نظام تجاري تعددي مفتوح وعادل أمر يشجع التنمية السليمة للاقتصاد العالمي وسيكون في مصلحة الجميع.
من جانب آخر، قال وانج كيشان نائب رئيس الوزراء الصيني أمس الجمعة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بولسون: نعتقد أنه في مواجهة التحديات الحالية، علينا أن نتصدى بحزم للحمائية ونشجع على استئناف سريع لمفاوضات الدوحة. فيما تمنى وزير الخزانة تحقيق تقدم كبير قبل نهاية عام 2008.
وإن كانت الأزمة الاقتصادية العالمية تصدرت الحوارين الاقتصادي والاستراتيجي، إلا أن الطرفين بحثا أيضا مسائل ثنائية مثل سعر صرف العملة الصينية ولاسيما على الدولار، ووقعا اتفاقات شراكة في مجال البيئة والطاقة النظيفة واتفقا على اعتماد الصين إجراءات جديدة لفتح نظامها المالي مثل السماح للمصارف الأجنبية العاملة في الصين من الوصول إلى سوق السندات بين المصارف.
غير أن الاجتماعات انتهت بدون أن يعرف ما إذا كان الحوار الذي بدأه الرئيسان جورج بوش وهو جينتاو عام 2006 سيستمر مع تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما السلطة، وهو لم يعلن حتى الآن موقفا بشأن مواصلته. وقال وانج كيشان: نأمل في مواصلة حوار عملي وصادق مع الإدارة الجديدة في أمريكا.
وقال "إن البلدين تمكنا خلال السنوات الـ 30 الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وأمريكا، كما وأصبحا مترابطين.
من جهته، أكد بولسون أن العلاقات الصينية الأميركية ستبقى في غاية الأهمية بالنسبة لاقتصاد البلدين وللاقتصاد العالمي.
وعلى صعيد آخر، قال هنري بولسون وزير الخزانة الأمريكي إن بلده حققت تقدما واضحا نحو استقرار نظامها المالي لكن أمامها مشوارا طويلا يجب أن تقطعه حتى تعيد الصحة إلى هذا النظام.
وأضاف بالقول للصحافيين بعد أن رأس وفدا أمريكيا في محادثات وزارية على مدى يومين في بكين، لقد حققنا تقدما واضحا في معالجة مسألة الاستقرار المالي ولكن ستكون هناك في المستقبل أشهر كثيرة من التحديات. هذا وبموجب برنامج إصلاح الموجودات المتعسرة الذي يكلف 700 مليار دولار واقره الكونجرس تم تخصيص 250 مليار دولار لضخ رساميل في البنوك الأمريكية في محاولة لإنعاش أسواق الائتمان الراكدة وإعادة الثقة في النظام المصرفي.
والمعلوم بأنه تم استخدام 100 مليار دولار أخرى إلى حد كبير في جهود دعم شركة التأمين أمريكان انترناشونال جروب ومجموعة سيتي جروب وكذلك لمساندة جهود مجلس الاحتياطي الاتحادي للإفراج عن قروض للمستهلكين.
وقال بولسون إنه ليس لديه جدول زمني لإعداد الشريحة الثانية من برنامج إصلاح الموجودات المتعسرة.
وجاءت تصريحات بولسون بعد يوم من إرسال ديمقراطيين كبار رسالة إلى الرئيس جورج بوش تحثه على استخدام برنامج الإنقاذ المصرفي الذي يكلف 700 مليار دولار لمساعدة صناع السيارات الذين يطلبون 34 مليار دولار معونة حكومية طارئة.
وأبدت الحكومة الأمريكية أن برنامج إصلاح الموجودات المتعسرة يساعد الصناعة المالية، الأمر الذي أكده بولسون مجددا. وقال عنه: اعتقد أنه أمر بالغ الأهمية أن نحافظ على قدرات هذه الموارد، معبرا عن معارضته استخدام برنامج إصلاح الموجودات المتعسرة في إنقاذ صناعة السيارات الأمريكية. لكنه زاد بالقول: إنه سيكون من الخطأ السماح بإفلاس أحد من ثلاثي صناعة السيارات في ديترويت، مبينا أن أحد صناع السيارات الآن لن يكون شيئا طيبا إنما سيكون شيئا سيئا.
|