[صقر قريش]

المتسوقون يترقبون تراجعا أكبر للأسعار مطلع العام المقبل
الهدوء يسيطر على أسواق الملابس خلال موسم العيد رغم يافطات الخصومات


جدة: مشاري الوهبي

تشهد أسواق التجزئة للملبوسات النسائية والرجالية خلال موسم عيد الأضحى هدوءا وحركة بيع ضعيفة على غير العادة في المواسم.
وأظهرت جولة قامت بها "الوطن" على عدد من مراكز التسوق التجارية في شمال ووسط جدة، تحفظ كثير من المستهلكين على الأسعار السائدة والتي لم تشهد أي تراجع، فيما ساهم ضعف الطلب في تدني المشتريات عبر بطاقات الفيزا البنكية، بحسب العديد من البائعين.
وعمد العديد من المؤسسات التجارية المحلية والوكالات العالمية للملبوسات والأحذية، إلى الإعلان عن عروض ترويجية على سلع معينة لتصريف كميات كبيرة منها بخصومات تصل إلى40 %، إلا أنها بقيت محددة، بفعل توقع التجار أن تدفع وفود الحجاج الطلب للتماسك على الأقل، حيث يعولون على الحجاج في تنشيط الحراك التجاري، والتعويض عن تراجع الطلب المحلي.
"كم نسبة الخصم" .. يتساءل المواطن فيصل الزراع أحد الباعة قبالة رف معروضات متعددة، كتب عليها بالخط العريض وبلون أحمر خصم 40 %، ضمن عروض خاصة لوكالة عالمية للأحذية والمستلزمات الرجالية الإيطالية مساء أول من أمس في جدة.. فيجيبه البائع بصوت منخفض: الخصم مكتوب على اليافطة.
ويعتقد الزراع 37 سنة وهو موظف حكومي "أن الأسعار في سوق التجزئة، تسير عكس المتغيرات الجارية في الأسواق العالمية، من تراجع للطلب العالمي، عدا انخفاض مدخلات الإنتاج والعديد من المواد الخام، وتراجع تكلفة الأيدي العاملة في العديد من البلدان المصنعة للسوق المحلية".
ويقول وهو يهم بالخروج من أحد المحلات ممسكا بيدي ابنيه "نراقب منذ أكثر من شهرين تغيرات كبيرة وتراجعا في الطلب العالمي على العديد من السلع والمنتجات في الأسواق العالمية، وتقلص أعمال كبرى الشركات العالمية المصنعة، إثر تداعيات أزمة الائتمان الأمريكية على الاقتصاديات
العالمية، إلا أنه لم ينعكس على السوق المحلية، نحن ننتظر أن توظف الأزمة العالمية لصالح المستهلكين في البلاد".
وقال يامن خياط مسؤول في أحد الأسواق التجارية الكبرى في وسط البلد بجدة لـ "الوطن" "يلاحظ التجار والبائعون في المحلات التجارية داخل المركز، هدوءا نسبيا في المشتريات عكس المواسم السابقة، حيث يتردد المستهلكون كثيرا في اتخاذ قرار الشراء، في ظل عدم تراجع الأسعار".
وأضاف خياط "يعتقد المستهلكون أن مستويات أسعار العديد من المنتجات من ملابس وأقمشة وعطورات السوق المحلية، لم تتفاعل مع موجة التراجع في الأسواق العالمية.. ويظهر أنهم يترقبون انكشاف تغيرات كبيرة في الأسعار بعد عيد الأضحى".
ولاحظت "الوطن" خلال الجولة توجه المحلات التجارية إلى إظهار ملصقات الأسعار على السلع بأرقام مبالغ فيها خصوصا للمنتجات التي لا تخضع لسعر محدد، وهو ما ينطبق على كافة المستلزمات من ملابس وأقمشة نسائية ورجالية وعطورات وغيرها الكثير، وحتى يتم إغراء المتسوقين بنسب خصم تبدو مغرية عند النطق بها "40 % .. 50%" لكن يبقى السعر مبالغا فيه.
وقال بائعون في عدد من محلات التجزئة المختلفة "لم تصلنا أي تعليمات من إداراتنا في خفض الأسعار حتى للمنتجات الجديدة التي تم استيرادها للموسم شتاء هذا العام" وعن تقبل العملاء للأسعار السائدة، يقول البائع حميد نوفل "هناك من يحرص على التوجه للسلع الرخيصة والمعروفة لديه مسبقاً، إلا أننا نجد جدالا متكررا حول عدالة السعر من المتسوقين".
ونوفل الذي يعمل في معرض للبدل والملابس النسائية والأطفال في أحد أسواق شمال جدة يعترف أنه لم يعد عملاؤه يتمتعون بنفس القوة الشرائية كما في المواسم السابقة، ويقول "يبدو أن تزامن عدد من المواسم خلال هذا العام، والتطورات السلبية في سوق الأسهم أسهم بشكل كبير بالضغط على الكثير من العائلات" حتى إن نوفل يلاحظ أنه "لم نعد نشهد حضورا قويا "للفيزا" على غرار المواسم الثلاثة الماضية".