[صقر قريش]

40% ارتفاع أسعار الأضاحي.. وبعض المواطنين يلجأون لكوبونات الجمعيات الخيرية
الأحد, 7 ديسمبر 2008
عواض الخديدي، علي البارقي، سعيد الأحمري، سعد دعال - الطائف، أبها، الخرمة، بارق


تشهد أسواق الأغنام في بعض مناطق المملكة ارتفاعا ملحوظا في أسعار بيع الأضاحي بنسب تصل إلى 40 في المائة، وأرجع عدد من الأهالي أن الأسعار ارتفعت بشكل خيالي مقارنة بالفترة التي سبقت دخول أيام العيد، وفي الوقت الذي لمس بعض المواطنين ارتفاع الأسعار، أكد تجار وأصحاب الأغنام في الأسواق أن هذا الارتفاع طبيعي بسبب أسعار الشعير والبرسيم المرتفعة في فترات سابقة قبل قدوم العيد بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الرعاية وتأمين الغذاء من أجل التسمين.
ففي الطائف سجلت أسعار الأضاحي بالطائف لهذا العام ارتفاعا كبيرا في الأسعار في الوقت الذي سجلت فيه أسعار الشعير والأعلاف تراجعا ملحوظا ليس له مثيل منذ مدة، حيث وصلت أسعار الأغنام الحري إلى 1200 ريال والحد الأدنى لها 800 ريال أما أسعار النجدي فتجاوزت ألف ريال.. في حين عبَّر عدد من المواطنين عن استيائهم من ارتفاع أسعار الأغنام غير المبرر، في حين يرى آخرون أن شراء كوبونات الأضاحي من الجمعيات الخيرية هو الحل الأنسب نظرا لأسعارها المعقولة.
ويقول المواطن سعود الحارثي إن الارتفاع في أسعار الأضاحي لا مبرر له لأن أسعار الأعلاف قد انخفضت بشكل كبير خلال الأيام الماضية إلا أن الكثير من الباعة فضلوا التلاعب بأسعار الأغنام كيفما شاءوا ورفعوا أسعارها بشكل جنوني مما قد يدفع بالكثير من المواطنين الذين يحرصون على شراء أضحيتهم إلى الرجوع وشراء كوبونات الأضاحي من الجمعيات الخيرية نظرا لمعقولية أسعارها وعدم استطاعتهم شراء الأغنام بتلك الأسعار، فيما استنكر المواطن سعد العلي تلاعب العمالة الوافدة بأسعار الأضاحي والتي تسيطر على السوق وترفع الأسعار حسب أهوائها، فيما طالب المواطن سلطان بن محمد بتحديد سقف أعلى لتسعيرة الأغنام حسب الأنواع المتوفرة في السوق، أما عبدالله العتيبي «أحد باعة الماشية بالطائف» فقال: إن التكلفة الكبيرة التي ترتبت علينا عند شراء الأغنام هي السبب الرئيس في ارتفاع الأسعار حاليا.
وفي سوق بارق الشعبي بمركز بارق «30 كيلومترا جنوب محافظة المجاردة» أكد المواطنون عبدالله صالح القرني وعلي زاهر فيصل وحمزة حسن الجبلي ومديني حسن عامر وسعيد محمد أن الغلاء يواصل صعوده في جميع الأسواق بصورة غير منطقية حيث تتراح أسعار الأضاحي بين 400 و600 ريال، الأمر الذي يدعو إلى التوقف قبل الشراء. واتفقوا على أنه لأول مرة ترتفع أسعار الأضاحي إلى هذا المستوى على الرغم من السماح بفتح الاستيراد من الخارج.. مشيرين إلى أن ذلك أجبر الكثير من ذوي الدخل المحدود على التفكير بالانتظار إلى اليوم الثاني للعيد على أمل انخفاض الأسعار.
وفي المقابل أرجع عدد من ملاك الأغنام هذا الارتفاع إلى أسباب عدة منها، كما ذكر بركات عيدان بركات «أحد المستثمرين في سوق الأغنام»: أن كثيرا من ملاك الأغنام الصغار باعوا أغنامهم في فترة غلاء الشعير والبرسيم لعدم قدرتهم على دفع مصاريف تعليفها وتسمينها مما جعل كمية الأضاحي المعروضة أقل من كمية الطلب عليها. مبينا أن المستثمرين ينتظرون عيد الأضحى كفرصة ذهبية لتحقيق مكاسب وتغطية المصروفات طوال العام مستغلين حاجة المواطن للأضحية بسبب مناسبة عيد الأضحى.
أما المستثمر عامر جابر آل العرام «تاجر» فيرى أن ازدياد الإقبال على المنطقة هذه الأيام من قبل أهالي عسير الذين يقضون الإجازة وسط الأجواء الربيعية هربا من البرد الذي بدأ يضرب المناطق الجبلية الأمر الذي ساهم في ارتفاع الأسعار.
وفي محافظة الخرمة تشهد أسواق المواشي ارتفاعا حادا في الأسعار مع اقتراب عيد الأضحى المبارك حيث استغل التجار قرب الموسم ورفعوا أسعار الأغنام بزيادة تصل إلى 40 في المائة وأصبح صغير الحري يتراوح سعره بين 600 و1200 ريال، والتيس بين 550 و650 ريالا.
وقال المواطنان حسن مشعان ورجاء السبيعي: إن التجار يستغلون الإقبال على المواشي في أيام العيد ويرفعون الأسعار بشكل كبير، ونطالب برقابة على الأسواق وتحديد الأسعار ومراقبة ومعاقبة من يخالفها، ونحن في محافظة الخرمة نفتقر إلى فرع لوزارة التجارة تتولى ضبط الأسعار ونطالب المسؤولين بأهمية افتتاح فرع للتجارة في محافظة الخرمة لخدمتها وخدمة المحافظات المجاورة لها.
من ناحيته قال محمد مفلح «بائع أغنام»: الجميع يستثمر المواسم والمناسبات ونحن أصحاب المواشي نربي الغنم ونصرف عليها ماءً وشعيرا وعمالا يرعونها لكي نقوم ببيعها في المناسبات ومنها شهر رمضان المبارك والعطل الرسمية وموسم الحج ويزداد السعر قبل رمضان وعيد الأضحى ومع الأسبوع الأول منه، مشيرا إلى أن كافة السلع ارتفعت أسعارها وليس الأغنام فقط.


قيم الموضوع: