رد: الحج عرفة 9/12/1429
حج الحجيج
اليوم يقف الحجاج في عرفة.
هذا الوقوف المستمر عبر الأزمان، منذ أن خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة، وهذا اليوم يتجدد في المكان نفسه..إنه مكان الالتقاء، مكان يسلك الحجيج طرقا ودروبا مختلفة ليصلوا إلى هذه البقعة بحثا عن السمو والتخلص من أردان الدنيا ومغرياتها، في هذا اليوم يخلع الحاج عن نفسه كل الشهوات ويقف عند لحظة التطهر الكاملة فلا رفث ولا فسوق، ولا احتياجات دنيوية بل اشتياق لتخلص من الماديات والسمو لمرحلة الإقبال من جهة والإدبار للدنيا من جهة أخرى.
وفي هذا اليوم الذي ينظر الله إلى عبيده مفاخرا بهم أمام الملائكة.
هو يوم بلاشك استثنائي في الأرض وفي السماء، فيه تسكب التذرعات والأدعية بما يملأ سماء المشاعر المقدسة، كل الحناجر تدعو الكريم لأن يكرمها، وقبل أن ينتهي غروب هذا اليوم يكون هناك من اغتسل بشلالات الرحمة من الله عز وجل
فهو يوم معلن تفوز فيه جماعة من بقاع الأرض باختلاف ألوانها وأعراقها، تفوز بنظر الله إليهم، ومخاطبة الملائكة حين يقول تعالى عنهم: «أشهدكم أني قد غفرت لهم».
هذا اليوم يحدث في عرفة بينما بقية المسلمين في جميع بقاع الأرض معلقة قلوبهم بهذا المشهد داعين الله الكريم أن يشملهم بعفوه وكرمه كما شمل حجاج بيته..وكرم الله أوسع.
اللهم يا الله ربي ورب كل شيء امنح عبيدك (بعيدهم وقريبهم ) مغفرتك وعفوك، وامنح كل من لبى وجاء عفوك وكرمك ووسع دائراة كرمك على من لم يصل، فقد ربطت عبادتك بالنوايا، فهب كل من نوى الحج ولم يحج أجر وجائزة من وصل إليك ملبيا مستغفرا يا أرحم الراحمين.
|