[صقر قريش]

وكالة الطاقة: الطلب على النفط يستمر قوياً لدى الاقتصادات الناشئة ... خفض الإمدادات السعودية يرفع أسعار النفط
بوزنان (بولندا)، لندن، طوكيو، سنغافورة، طهران الحياة - 09/12/08//

قال رئيس وكالة الطاقة الدولية نوبو تاناكا أمس، إن الطلب على النفط في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مثل الصين ودول الشرق الأوسط، سيظل قوياً لكن الطلب العالمي قد يتراجع في 2009 إذا تباطأ النشاط الاقتصادي في تلك الدول بدرجة أكبر.

وعن احتمال أن ينكمش الطلب العالمي على النفط في 2009 قال: «انه أمر محتمل»، إذا تراجعت بدرجة أكبر الاقتصادات الكبيرة خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مثل الصين أو الهند.

وأضاف: «التراجع واضح بصفة خاصة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وهو يزداد حدة، بينما لا يزال الطلب قوياً في الاقتصادات غير الأعضاء في المنظمة مثل الصين والهند والشرق الأوسط».

قفز سعر برميل النفط ستة في المئة متجاوزاً 43 دولاراً أمس، ومقلصاً خسائر شبه قياسية تكبدها الأسبوع الماضي، مع صعود أسواق الأسهم الآسيوية وزيادة السعودية أكبر مصدر للخام في العالم الإمدادات لعدد من شركات التكرير الآسيوية والأوروبية. وساعدت أنباء الخفض، قبل اجتماع منظمة «أوبك» الأسبوع المقبل، سعر النفط على إنهاء موجة خسائر استمرت لست جلسات متتالية، لكنها أخفقت في تبديد شعور متنام بتدهور الاقتصاد وانخفاض الطلب، ما دفع الأسعار إلى التراجع بمقدار الربع الأسبوع الماضي، في أكبر انخفاض أسبوعي خلال نحو 18 سنة.

وأفادت مصادر في صناعة النفط، أن السعودية، ستزيد خفضها لكميات النفط الخام المتعاقد عليها، في كانون الثاني (يناير) المقبل، إلى اثنين على الأقل من المشترين الآسيويين، بعد تقليص بنحو خمسة في المئة في كانون الأول (ديسمبر) الجاري. وخفضت المملكة مخصصات شركة تكرير يابانية، نحو عشرة في المئة وأخرى تايوانية نحو سبعة في المئة.

وأضاف المصدر، أن السعودية أجرت خفضاً اضافياً على معروض الخام في كانون الثاني إلى شركات تكرير أوروبية. ولفت إلى أن الشركات لا تحصل على ما طلبته من كميات.

وارتفع سعر برميل الخام الأميركي تسليم كانون الثاني 2.55 دولار إلى 43.36 دولار، بعدما تراجع يوم الجمعة الماضي أكثر من ستة في المئة ليغلق عند 40.81 دولار، أدنى مستوى في سنتين. وصعد سعر برميل مزيج «برنت» في لندن 2.51 دولار مسجلاً 42.25 دولار.

وفاقم الخسائر الحادة الجمعة الماضي تقرير أميركي أظهر خسارة أكبر عدد من الوظائف في 34 سنة، في الولايات المتحدة، أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم، ما يعزز المخاوف من أن الضرر الاقتصادي لم يبلغ مداه بعد.

لكن أسواق الأسهم الأميركية المتراجعة، نجحت في اقتناص مكاسب بنسبة ثلاثة إلى أربعة في المئة في إغلاق نهاية الأسبوع، مدعومة بموجة صعود في أواخر المعاملات ساهم فيها جزئياً انخفاض أسعار النفط. وساعد هذا بدوره على تعزيز الثقة في الخام أمس، مع صعود الأسواق الآسيوية أيضاً وارتفاع مؤشر «نيكاي» للأسهم اليابانية أكثر من خمسة في المئة.

وقال مدير صندوق للسلع الأولية لدى «أستماكس» اليابانية تيتسو اموري: «الناس يعاودون الآن شراء مراكز مدينة إثر انتعاش الأسهم الأميركية. نتطلع أيضا إلى خطة إنقاذ قطاع السيارات وسيكون هذا مهماً جدا.»