[صقر قريش]

لاتكن ثورا في شاعر المليون لاتكن ثورا في شاعر المليون لاتكن ثورا في شاعر المليون لاتكن ثورا في شاعر المليون لاتكن ثورا في شاعر المليون

يومان وتنطلق النسخة الثالثة من (شاعر المليون) ...، – على فكرة ... لا بد لـ"نشوى الرويني" أن تسمّيه هذا الموسم بمسمى آخر ، كشاعر المليار مثلاً ، وهو يقترب من تخطي حاجز المليار درهم كصافي ربح ، وليس كمدخول...اللهم لا حسد -!
حقيقة هذا البرنامج لم تعد تخفى على أحد ، " إلا من أبى "...، فالشعر في هذا البرنامج ليس " أولاً " ، وهناك ما هو أولى ، ومن يتأمل طريقة اللجنة في فحص وإجازة الشعراء في المراحل الأولية ، يدرك هذا جيداً ...، وإذا كانت المعايير من البداية (غير عادلة) في الاختيار ، فلا نستغرب أن تكون (مقلوبة) ، في المفاضلة بين الشعراء ، أثناء مراحل المنافسة اللاحقة !

المصيبة أن السعوديين الذين هم ركيزة البرنامج الأساس ، هم أكثر المتضررين منه ، ومع ذلك لازالوا يموّلون البرنامج (بغباء) ليس له نظير ، انتقل من كونه فردياً للموسم الأول ، إلى غباء " مؤسساتي " –نسبة لمؤسسة القبيلة- في الموسم الماضي ، حيث ابتكرت " القبائل " فنون تسويقية جديدة في الهدف ، قديمة في الوسيلة ، لتسويق (مرشحهم) ، واستجداء الأصوات له ، فكانت المزايدة على الولاء للقبيلة هي معيار (المرجلة) ، والوسيلة نخوة ٌ ، وشهامة ٌٌ "مختطفة" !
ألم يصلكم خبر القبيلة التي أجبرت كل موظف من أبنائها على دفع مبلغ 500 ريال ، (للمساهمة) في التصويت لابنهم الذي يخوض منافسات البرنامج ؟!
ألم تعلموا أنهم جمعوا ما يزيد عن خمسة ملايين ريال ، ذهبت في أسبوع إلى جيب " ..... " ، أحدٍ ما ؟!
ألا تجزمون بأن هذه القبيلة بها من الأيتام والأرامل والمعوزين مالله به عليم ...، ولو طلب أحد منهم تنظيم حملة تبرع لأي عمل خيري ينتفع ضعفاء القبيلة مهما كان بسيطاً ، فماذا سيكون الردّ المتوقع ؟!
سيُعرض الجميع لأن هذا " واجب الحكومة " !!!
في رأيي أن شاعر المليون إفراز طبيعي للجو العام "التسويقي" ، الذي وُضِعنا فيه ، ومن وضعنا فيه يستهدف جيوبنا بإصرار ، وليت ضرره لا يجاوزها ، لكان البلاء أخف ، والمصيبة أهون ، فتبعاته مخيفة على أجيال تربّت على (وما أنا إلا من غُزيّة إن غَوَتْ....غَويتُ وإن ترشُد غُزيّة أرشدُ)....!

نحن شعب عاطفي جداً ، فإذا ما أجاد " أحد ما " ، العزف على وتر العاطفة ، من السهل استثارتنا واجترارنا لمعارك تافهة ، وبطولات وهمية ، على غرار ستار أكاديمي ، وشاعر المليون.. وغيرها !
هاهو شاعر المليون سيطلق نسخته الثالثة ، فدعونا نتبنى حملة شعبية للتعامل معه بوعي ...
لن نطالب بمقاطعته كمشاهدين ، ولكن دعونا نشاهده كأي برنامج آخر ، ونقاطع "حصّالة" شاطئ الراحة...، وليكن هذا ديدننا مع كل البرامج التي تدغدغ عواطفنا ، وعيونها على جيوبنا...، ولنعتبر من تجاربنا السابقة...، وآخرها ليلة ختام النسخة السابقة من (شاعر المليون) ، فبينما كنّا نستحق الشكر على " تمويلنا " للبرنامج ، نُصفع في الختام شر صفعة ، ونودّع بضحكات استهزاء مدوية ، نجرّ أذيال "الهزيمة" ( وقفانا يقمّر عيش ) !
فما حدث في تلك الليلة لا يساورني أدنى شك بأنه مخططٌ معد له سلفاً ، لاستفزاز " السعوديين " وجعلهم يندفعون وبحماسة للانتقام في النسخة الثالثة ( لينتزعوا البيرق المزعوم ) ، الذي سُلب منهم .!!!


***مقترح :
إذا كان البرنامج يُعنى بالشعر ، ويهمّه أن تنتصر الذائقة الشعرية –كما يدّعي القائمون عليه- ، فلينصفوا المشاركين ، وقبلهم المشاهد الذي اختلطت عليه الأمور ، وبدأ يشك في ذائقته ، وقدرته على التمييز بين غث الشعر وسمينه ، فلابد وأن يعاد النظر في معايير الأفضلية .
أعرف أنه من المستحيل أن يفرّطوا بالتصويت –هذه الدجاجة التي تبيض ذهباً- ، ولكن ليكونوا أكثر إنصافاً ، وليجعلوا (البيرق) بيرقين والجائزة اثنتين...شاعر يحصل على الجائزة بالطريقة السابقة ، وشاعر آخر يحصل على جائزة مماثلة تمنحها اللجنة ، بلا تدخّل من المصوّتين !
أتمنى أن يصل هذا المقترح لأصحاب القرار في البرنامج ، مع أنني متأكد أنهم سيتجاهلونه فيما لو وصلهم ، لأنه سيضع مبادئهم التي يدّعونها على المحكّ ، وسيكون موقفهم حرجاً ، فإما المبادئ "المزعومة" ، وإما الربح !


***همسة أخيرة :
بودّي أن أهمس في أذن كل من يُستفز للتصويت لشاعرٍ ما ، وأقول له ... " في الرياضة الأسبانية الشهيرة (مصارعة الثيران) ، يستفز(الماتادور) الثور بخرقة حمراء ، ليغرس السهام في ظهره واحداً تلو آخر ، إلى أن يُجهز عليه بالسيف ، في المرحلة الأخيرة !
برنامج (شاعر المليون) يلعب تماماً دور (الماتادور) ، فاحذر أن تمارس أنت دور (الثور) ! "