[صقر قريش]

خبراء: زيادة الأسعار انعكست جليا على القوة الشرائية
مبيعات الذهب تشهد ارتفاعا في السوق السعودية رغم الأزمة العالمية

الرياض: سهام الزنيدي

قال خبراء في صناعة الذهب والمجوهرات إن مبيعات الذهب في المملكة ارتفعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية رغم الأزمة الاقتصادية العالمية.
وفيما لم يعط الخبراء نسبة محددة لحجم الارتفاع إلا أن إحصائيات مجلس الذهب العالمي أكدت ارتفاع إجمالي الطلب على الذهب في المملكة خلال الربع الثالث من العام الجاري والذي بلغ 41 طناً بقيمة 1.5 مليار دولار.
وذكر المجلس في تقرير نشر مؤخرا أن الطلب في المملكة زاد بنسبة 51% من حيث القيمة الدولارية وبنسبة 18% من حيث الوزن بالأطنان خلال الربع الثالث مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقدر الخبراء في تصريحات لـ"الوطن" نسبة شراء المستهلكين للذهب الأصفر بنحو 80 % خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مقابل 20% لمبيعات الذهب الأبيض.
وقال تاجر الذهب والمجوهرات عضو اللجنة الوطنية للمعادن الثمينة والأحجار الكريمة في مجلس الغرف السعودية محمد عزوز لـ"الوطن" إن السنوات الخمس الماضية سجلت ارتفاعا في مبيعات الذهب بالسوق السعودية نتيجة للنمو السكاني ووجود القوة الشرائية وظهور منافسين جدد في السوق.
ويرى عزوز أنه لا يمكن التنبؤ بارتفاع سعر الذهب أو انخفاضه خلال الفترة المقبلة مع تقلبات الأسواق التي تخضع لمتغيرات ومؤثرات خارجية ،لكنه رجح حدوث هبوط جديد في الأسعار مع استمرار الأزمة المالية العالمية.
وأرجع عزوز سبب ضعف تصنيع المجوهرات في المملكة إلى قلة الأيدي العاملة، مشيرا إلى أن استيراد المجوهرات يطغى على تصنيعها في السوق المحلية.
وقال إن المستهلكين للمجوهرات في السوق المحلية يلجأون أحيانا إلى بدائل أخرى مثل اقتناء الفضة بالإضافة إلى اقتناء بعض النساء البلاتين مع رخص ثمنه حاليا.
من جانبهم أرجع مسؤولون في مجموعة لازوردي للذهب والمجوهرات حجم الارتفاع إلى أن الطلب على الذهب زاد لعدة أسباب منها اتجاه رؤوس الأموال لسوق الذهب بعيدا عن أسواق الأسهم مع تفاقم الأزمة المالية العالمية، بالإضافة إلى انخفاض الدولار ،والمضاربات العالمية على أسواق الذهب.
وأوضح مسؤول في المجموعة (فضل عدم ذكر اسمه) أن العام الجاري يُعد جيداً من حيث المبيعات رغم الذبذبات التي عانت منها أسعار الذهب مؤخراً نظراً لارتفاع مستوى دخل الفرد السعودي, كما توقع معاودة أسعار الذهب الهبوط في الأشهر المقبلة بفعل الأزمة العالمية.
ولكن المسؤول في المجموعة اعترف بأن ارتفاع أسعار الذهب انعكس جليا على القوة الشرائية للأفراد إذ تأثرت جميع الفئات بصعود الأسعار ، خاصةً ذوي الدخل المتوسط والمحدود.
وأكد المسؤول ذاته أن نسبة شراء الذهب الأصفر بلغت 80% في الأسابيع الماضية، بينما سجل الذهب الأبيض تقريباً 20%، معللاً ذلك إلى تغيير الموضة من وقت إلى أخر حسب الرغبة وأذواق المستهلكين.
وأوضح أن ارتفاع أسعار الذهب أدى إلى توجه الناس إلى شراء البدائل من فضة وإكسسوارات،مشيرا إلى أن اهتمامات المرأة في الوقت الراهن هي شراء القطع التي تجمع بين الأحجام الكبيرة والأوزان الخفيفة في آن واحد.
من جانبها ذكرت سيدة الأعمال وفاء المزيني أن الإقبال على شراء الذهب زاد في موسم الصيف لكثرة الاحتفالات الخاصة والأعراس، مشيرة إلى أن غالبية النساء يرغبن في شراء القطع المرصعة بالألماس والأحجار والذهب الأبيض خاصة العرائس .
وقالت إن المرأة أصبحت تتجه أيضا إلى اقتناء الإكسسوارات لرخص ثمنها وتنوع ألوانها وأشكالها الجذابة ، خصوصا مع التذبذب الحاد لأسعار الذهب خلال الفترة الماضية.
في السياق ذاته، قالت سيدة الأعمال عبير الهديان، إن بعض النساء يرغبن في بيع الذهب خلال الفترة الحالية لارتفاع أسعاره واستغلال الفرص المتاحة, في حين أن بعض النساء يرغبن في الاستبدال أكثر من شراء المجوهرات .
يذكر أن المملكة والإمارات تسيطران على تجارة الذهب في منطقة الشرق الأوسط وتستحوذان على معدلات نمو المبيعات بأكثر من 50% حسب إحصائيات مجلس الذهب العالمي