[صقر قريش]

تراجع أسهم آسيا واليابان
انهيار خطة إنقاذ صناعة السيارات وواشنطن تدرس الخيارات المتاحة

وليد العمير ـ جدة، رويترز ـ واشنطن ـ طوكيو
فشل مجلس الشيوخ الأمريكي مساء أمس الأول في التوصل إلى حل وسط لإنقاذ شركات صناعة السيارات ليقضي فعليا على أي فرصة لاتخاذ خطوة من جانب الكونجرس الأمريكي هذا العام.
وانهارت خطة الديمقراطيين لتقديم 14 مليار دولار قروضا إلى شركات صناعة السيارات حينما فشل أنصارها في حشد تأييد كاف في تصويت إجرائي.
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ إن المحادثات التي جرت بوساطة الجمهوريين تعثرت لتقضي على فرص الاتفاق بشأن تقديم القروض لتفادي خطر إفلاس شركة أو أكثر من شركات صنع السيارات.
من جهته قال نبيل الحصين مدير عام المنطقة الغربية في إحدى شركات السيارات بالمملكة إن الموضوع لم ينته وليس هو نهاية المطاف.. لافتا إلى أن ما يحصل لا يخرج عن كونه مناورات سياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين، ولا يمكن بأي حال ترك ركن هام من أركان الاقتصاد الأمريكي ينهار، الجميع مؤيد للدعم ولكن مقابل شروط.
وأضاف: أتصور أنه بعد أن يتسلم الرئيس الأمريكي الجديد ستتضح الأمور أكثر وسبق له أن أعلن عدم تخليه عن صناعة السيارات.
واستطرد الحصين: الأمر لا يرتبط بالعاملين في هذه الشركات وحدهم، بل هناك الموردون المرتبطون بهم في جميع أنحاء العالم.
وعن ماذا يعني الإفلاس بالنسبة للشركة قال الحصين: الإفلاس لا يعني إقفال الشركة وإنما هو إعادة وبناء هيكلتها من جديد والقضاء على الديون، وغالبا ما تبدأ من جديد بنفس الملاك.
وانخفضت أسواق الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادي عقب انهيار المحادثات، كما تراجع سعر الخام الأمريكي الخفيف نحو دولارين إلى 46.11 دولارا للبرميل.
وانخفضت الأسهم اليابانية بشدة في بورصة طوكيو للأوراق المالية أمس الجمعة لتمحو أكثر من نصف المكاسب التي حققتها هذا الأسبوع في اتجاه نزولي قادته أسهم شركات السيارات مثل تويوتا موتور كورب بعد فشل مجلس الشيوخ في الاتفاق على خطة لإنقاذ صناعة السيارات الأمريكية.
وهوى الدولار إلى أدنى مستوى منذ 13 عاما منخفضا دون 89 ينا بفعل الأنباء عن فشل خطة الإنقاذ.
وألحق ذلك المزيد من الضرر بأسهم الشركات التي تعتمد على التصدير للأسواق الخارجية لأن ارتفاع الين يقلص أرباحها في الخارج عند تحويل الأرباح إلى اليابان.
وهبط مؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 484.68 نقطة أي بنسبة 5.6% إلى 8235.87 نقطة.
وفي وقت سابق أمس انخفض المؤشر بنسبة وصلت إلى 7.3%، وكان المؤشر مرتفعا 1.3% قبل ورود أنباء فشل خطة الإنقاذ.
وخلال الأيام الأربعة السابقة كان المؤشر قد ارتفع بنسبة تتجاوز 10%، ونزل مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 4.2% إلى 813.37 نقطة.
وقال البيت الأبيض إنه سيدرس الخيارات المتاحة له في ضوء انهيار تشريع الإنقاذ في الكونجرس، وامتنع توني فراتو المتحدث باسم البيت الأبيض عن مناقشة هذه الخيارات، وسبق أن عارضت إدارة الرئيس جورج بوش مطالب من الديمقراطيين باستخدام بعض الأموال المتاحة من خطة الإنقاذ التي تم إقرارها في أكتوبر بقيمة 700 مليار دولار لدعم القطاع المالي المتعثر في مساعدة صناعة السيارات.
وقال هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ قبل إجراء التصويت الذي كان يتطلب تأييد 60 عضوا من أجل تقديم مشروع القانون لدراسته بشكل نهائي «لقد انتهت».
وفشل أعضاء مجلس الشيوخ قبل التصويت في التوصل إلى حل وسط في اللحظات الأخيرة، وكان مجلس النواب وافق على نسخة أخرى من خطة الإنقاذ يوم الأربعاء لكن الجمهوريين في مجلس الشيوخ رفضوها.
وكانت شركتا جنرال موتورز وكرايسلر طلبتا مليارات الدولارات معونة فورية بينما طلبت فورد موتور تسهيلا ائتمانيا كبيرا.
وتعاني صناعة السيارات من تراجع المبيعات وتدهور الوضع في أسواقها بسبب أزمة الائتمان والركود الاقتصادي