[صقر قريش]

الوطن:الأحد 16 ذو الحجة 1429هـ العدد (2998)
الأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة من أهم وسائل تعليم الإنجليزية
رغم ما تحظى به اللغة الإنجليزية من مكانة مرموقة في مجتمعنا، إلا أن تقديمها وعرضها من قبل التعليم لم يؤت أكله بعد . فنلحظ أن الطالب يقضي ما يقرب ست سنوات في التعامل مع هذه اللغة ويغادر مدرسته وهو لا يعقل أدنى أبجدياتها، بل إن الحال وصل إلى أنه لا يعلم ما إذا تعلمها أم لا . وتستوطن علة هذا الضعف البائن في المنهج الدراسي بشكل أساسي وفي المعلم كخيار ثان . فالمنهج الدراسي الإنجليزي يوشك أن يتفتق من احتشاد المعلومات الإنجليزية بداخله، فهو يعمل على لمّ جل المعلومات الأساسية في كتاب صغير واحد وفي مرحلة بدائية واحدة، ناسياً في ذات الوقت النسق الذي وضعت وفقاً له المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية . فلم يدرك ذلك المنهج أن عليه أن يقدم المعلومات الابتدائية للابتدائية والمتوسطة للمتوسطة والثانوية للثانوية، فقام باستنزاف المعلومات كاملة وإلقامها لقمة واحدة في أمل ضائع أن يتقنها طالب الأربعة عشر الذي لم ينضج عقله بعد . والحاجة هنا تستيقظ للنظر للاستراتيجيات المعتمدة في المجتمعات الغربية لنجد أن المنهج يتكون من وحدات معنونة ثابتة، ويتم خلال تلك الوحدات تقديم المعلومات اللازمة لكل وحدة، ومن ثم تمضي تلك الوحدات بذات العناوين للمراحل القادمة في تباين وحيد في المعلومات المضمنة في كل وحدة . ومع نهاية الدراسة، يجد الطالب الغربي أنه تعرض لموضوع وحيد بشكل تدريجي وبشكل منسق، وهنا يكمن الفارق . فقواعد مشتتة ونقاط مختلفة ومواضيع يمكن أن يوصف بعضها بالساذج لن توصل الطالب العربي لإتقان الإنجليزية إطلاقاً، فعلى سبيل المثال موضوع الوصف الدقيق للخمسمئة ريال الذي أدرجه المنهج الإنجليزي بالمملكة، وكيف أنه عرض وصفاً دقيقاً بارعاً للخمسمئة وكأننا لم نرها مسبقاً . فهل هذا ما نرجو أن يحسنه طلابنا كي يتعلموا اللغة الإنجليزية؟ هل نرجو أن يتعلم الطالب أوصاف الخمسمئة بأنها بنفسجية وبطول كذا وعرض كذا وصفة كذا وكذا؟وكما أن للمنهج أثرا بالغا في ضياع هوية اللغة الإنجليزية، فإن للمعلم أثرا آخر ينبغي وضعه نصب الاعتبار . فالمعلم - حين يعلم طلابه - نجده لا يكترث بقناعاتهم المتأصلة حيال اللغة وصعوبتها . فلا يألو جهداً في توضيح سهولة تلك اللغة التي اعتبرها الطلاب في الأغلب بأنها لغة معقدة، ليس لأنها كذلك ولكن لأن سابقيهم من الطلاب قد خاضوا غمار تعلمها ونسجوا صعوبتها المختلقة . فأين مهمة المعلم وأين بشارته بسهولة اللغة وأهمية تعلمها وكيف أنها مسلية وممتعة . ألم يعلم بأن تجرد الطالب من تلك الاعتقادات الخاطئة يخوله مباشرة لتعلمها وينسيه مرارتها التي لم يجد ملجأ منها إلا باعتمادها كيوم راحة إبان الاختبارات . أين المعلم المبشر؟ إن علينا كمعلمين أن نعقل أن هدف اللغة الإنجليزية الأسمى هو أن يتمكن الطالب من استخدامها وإجادتها، لا لنيل الدرجات جراءها ,وأن نقدم كل ما هو متاح لجذب انتباه الطالب لمنهج اللغة الإنجليزية . وأن نأخذه في رحلة لمشاهدة الأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة الإنجليزية بعيداً عن المنهج حتى يجد الطالب رغبة في التعلم وحتى نشعره بأن اللغة الإنجليزية هي تلك التي تعرض على الشاشات المسلية، ليس التي تعرض في الكتب الموثقة . علينا أن نضمن موضوع الرياضة السعودية وأنديتها بالمنهج الدراسي، ونقوم بوضع صور اللاعبين والممثلين والمشاهير بذلك المنهج حتى يعجب الطالب بالإنجليزية ويشعر بأنه يدرس مجلة لا كتابا . علينا أن نبتسم ونتحدث الإنجليزية الخاطئة حتى لا نخلق لدى الطلاب خوفاً من ارتكاب الأخطاء . علينا أن نتبسم إذا أخطأ الطالب ونخبره بأن الإنجليزية ليست لغته الأصل حتى يتحرج من خطئه . علينا أن نطبق كل ما فيه فائدة لطلابنا لكي يتعلموا هذه اللغة التي باتت متصدرة لجميع المواد الأكثر تعلماً في العالم .
متعب البحيري