الموضوع: مقالات تربوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2008   رقم المشاركة : ( 6 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مقالات تربوية

الجزيرة:الأثنين 17 ذو الحجة 1429هـ العدد:13227
يا معلمات الطباشير أفقن..
د. محمد بن شديد البشري
عانينا كثيراً من الأساليب التقليدية في التدريس، وفقدنا بسببها الكثير من مهارات وقدرات طلابنا وطالباتنا؛ لأن الأساليب التقليدية التي تجعل المعلم هو محور العملية التعليمية لا تتواكب مع الانفجارات المعرفية والتقنية التي تتوالى ولا تتلاءم مع قدرات وإمكانيات المتعلمين والمتعلمات.ومن هذا المنطلق سعت وزارة التربية والتعليم إلى توجيه معلميها ومعلماتها إلى ضرورة استخدام الأساليب الحديثة في التدريس التي تجعل المتعلم محوراً للعملية التعليمية والتعلمية.كما أكدت على المشرفين التربويين والموجهات التربويات على حث المعلمين والمعلمات على التنويع في أساليب التدريس، ومن ذلك استخدام أسلوب التعلم التعاوني الذي يساعد على غرس القيم الاجتماعية التي تدعو إلى التعاون وتساعد في تنمية مهارات التفكير لدى المتعلمين. وقد حاول بعض المعلمين تطبيق هذا الأسلوب ونجحوا في ذلك، وهذا راجع إلى حرصهم على التغيير وقناعتهم بأهمية استخدام مثل هذه الأساليب، إضافة إلى حصولهم على الدورات التدريبية الخاصة باستخدام مثل هذا الأسلوب.ونجاح تطبيق مثل هذا الأسلوب حفز الموجهات التربويات إلى تطبيقه، وقادهن الحماس إلى فرضه على المعلمات اللاتي قمن بتنفيذ المهمة حرفياً كالعادة بدون قيد أو شرط، بل قلن للموجهات سمعا وطاعة، ولك أن تنظر وتتعجب كيف يمكن لمعلمة أن تطبق شيئاً لا تعرف كنهه ولا تعرف فلسفته بل لا تعرف حتى اسمه فضلاً عن كونها غير مقتنعة به أو غير مؤهلة لتطبيقه.والذي دعاني لكتابة هذا المقال أنه تتولد لدي قناعة تزداد يوماً بعد يوم بأن الكثير من المعلمات يمتلكن قناعات تدريسية خاطئة ويؤمنّ بمعتقدات تعليمية بالية.ومما أكد هذه القناعة لدي تلك المناسبة التي جمعتني ببعض الأقارب والزملاء الذين تعمل زوجاتهم في مهنة التدريس؛ حيث تذاكروا بعض الطرائف التي تناقلتها زوجاتهم نتيجة تطبيق أسلوب التعلم التعاوني في مدارسهن، ومنها أن مديرة إحدى المدارس تقول للمعلمات حينما عارضن تطبيق التعلم التعاوني: دعونا نطبق التعلم التعاوني ليوم واحد فقط وندعو الموجهة في ذلك اليوم وتكتب تقريرها ومن ثم نعود لنظامنا المقدس. وتقول مديرة أخرى لمعلماتها: احمدن ربكن، أجل لو كنتن في مدارس التطوير التي تتبع لمشروع الملك عبد الله حفظه الله ماذا ستقولن وكيف ستتعاملن مع التقنية التعليمية.أما بعض المعلمات فأمرهن يدعو إلى العجب العجاب، حتى مسمى التعلم التعاوني عندهن غير صحيح؛ فهن يسمينه التعليم التعاوني بدلا من التعلم التعاوني الذي تقوم فلسفته على الاعتماد الإيجابي المتبادل وعلى غرس مفهوم التعاون، وتقوم فلسفته على العمل التعاوني، وهذا مختلف عن التعليم التقليدي الذي يقوم على التعلم التنافسي؛ حيث إن التنافس في التعلم التعاوني هو بين الطالبة والمعلومة أو المهارة وليس بين الطالبة وزميلاتها، وأن توزيع المجموعات فيه لا يكون عشوائياً وأن المتحدث داخل المجموعة ليس حكراً على أحد والمشاركة بالتناوب، والمتقدم يساعد المتأخر، وأنه يمكن للطلاب أن يحققوا استفادة أكبر من التعليم عندما يقومون بتعليم بعضهم البعض.والمضحك المبكي أن هذا الأسلوب يطبق من غير فَهم لخطواته، ولا حتى مفهومه، حتى أن بعض المعلمات طلبن من الطالبات تشكيل مجموعات فظهرت الشللية بين الطالبات وذهب الأخيار مع الأخيار وذهب الأشرار مع الأشرار أو كما قيل حينما نزلت القافلة في الكوفة بليل.والأدهى والأمرّ أن بعض المعلمات أوعزن للطالبات بأن يوحين إلى أولياء أمورهن بأن المدرسة فوضى وأن هذا الأسلوب غير مناسب وبالفعل جاءت الشكاوى تترا من أولياء أمور الطالبات الذين نادوا بعودة التعليم الحقيقي، وهو أن تشرح المعلمة طوال الحصة، وأن تبقى الطالبة صامتة تخزن في ذاكرتها ما تسمع دون وعي أو إدراك.حتى أن بعض أولياء الأمور رفع شكوى إلى مديرة المدرسة يقول فيها إننا سمعنا أن المدرسات في المدرسة يضعن رِجلاً على رِجل والطالبات هن اللائي يشرحن الدرس، ويقول في شكواه أيضاً إن المعلمات يسمحن للطالبات بأن يتكلمن ويتناقشن في الموضوع ويطرحن آراءهن يعني (المعلمة تعطي الطالبات وجه).أظننا نحتاج إلى سنوات ضوئية عديدة لنقنع الموجهات والمعلمات بأهمية الأساليب الحديثة في التدريس؛ فنحن ما بين معلمات يباهين بخبرتهن التقليدية ويراهنّ عليها وما بين معلمات حديثات سن وخبرة وقعن بين نارين؛ فهن إما يقلدن جيل العجائز أو يتخبطن بدون دليل.أعتقد أننا بحاجة إلى التفاتة صادقة واعية إلى أداء المعلمات التدريسي الذي وقف مراوحاً مكانه سنوات وقطار التجديد والتطوير والانفتاح التعليمي ربما يكون قد فاته.ومن فاته القطار فلا ييأس لأن القطار الآخر قريب، المهم أن تتولد القناعات بأهمية التغيير والتطوير وتوافر البرامج التدريبية المتنوعة التي تعطي معلومات وتدرب على مهارات وتكسب اتجاهات.. ويا معلمات الطباشير أفقن..
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس