رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الثلاثاء 18/12
المدينة : الثلاثاء 18-12-1429هـ العدد 16673
حراس المدارس الحكومية . . مصير مجهول وتشرد منتظر
عبدالرحمن بيشي - جدة
يتقاضون رواتب زهيدة ما بين 2800 و3000ريال، ويعملون منذ أكثر من ثلاثين سنة على نظام بند الأجور تشاهد في وجوههم التعب والألم والخوف والحسرة، ما عادوا يطالبون بالتثبيت، فهم على وشك التقاعد والبعض منهم يسكن في السكن الخاص التابع لعمله، والذي يتكون في أغلب الأحيان من غرفتين صغيرتين، والبعض الآخر هرب من ذلك المسكن المتواضع ليصطدم بشبح الإيجارات التي تشهد ارتفاعا متزايدا، وفي الحالتين، هم مهددون بالتشرد من مساكنهم عقب بلوغ التقاعد، إما لعدم الأحقية، أو لعدم القدرة . يعملون من بعد صلاة الفجر مباشرة إلى ما بعد صلاة العصر أحيانا، ناهيك عن الدوام الليلي الذي يمتد إلى ساعات متأخرة من الليل . أولئك ببساطة هم حراس المدارس الحكومية، الذين مازالوا يأملون في تعديل أوضاعهم، بالنظر إلى سنوات عملهم الطويلة، والتي قضوها في خدمة التعليم ومنشآته .
الخوف من التشرد
“المدينة” التقت بعدد منهم للتعرف على أحوالهم، فقال العم جمعان محمد الزهراني الذي يبلغ من العمر 61 سنة ويعمل في إحدى مدارس البنات الابتدائية بجدة: تركت قريتي وأهلي منذ ريعان الشباب، وانتقلت إلى مدينة جدة من أجل العمل وكسب لقمة العيش وتأمين المال والسكن لي ولأولادي، ولكني الآن لم يتبق لي سوى سنة واحدة على التقاعد، ولم أحقق شيئا لنفسي وأولادي منذ انضمامي لتلك الوظيفة، بل يتملكني الرعب من أن يتم طردي إلى الشارع، حيث يقضي النظام انه عند الإحالة على التقاعد يجب أن يخلى البيت فورا . ويضيف العم جمعان: أعمل في هذه المدرسة منذ أكثر من 19 سنة قضيتها في حراسة المدرسة، وأتقاضى راتبا مقداره 2800ريال، وأعمل على بند الأجور عبر كل هذه السنوات . عندي من الأولاد خمسة ومن بنات مثلهم، وأنا الآن متخوف بسبب قرب التقاعد والتفكير في السكن، حيث رأيت الحارس الذي قبلي وقد أخرج من المنزل بالقوة . ويوضح الزهراني أنه تقدم إلى الضمان الاجتماعي قبل سنتين من أجل المساعدة ولكن من دون فائدة، فقد أخبروه أن الشروط لا تنطبق عليه من ناحية الراتب والعمر، فالحد الأدنى للعمل ستين سنة، والراتب الذي يتقاضاه أكثر من الحد المطلوب . لذلك يتمنى على الجهات المسؤولة أن تقدر تلك السنين وتنظر في أمر هؤلاء الناس .
معاناة متواصلة
ويتفق معه العم محمد أحمد العمري الّذي يبلغ من العمر 60 سنة وله 26 سنة في هذا العمل، حارسا للمدرسة وفي نفس الوقت مراسلا، فهو في كثير من الأحيان يضطر إلى الذهاب من المدرسة من أجل تسليم المعاملات إلى الدوائر الحكومية، ثم يعود مسرعا، حيث يعمل من ساعات الصباح الأولى إلى الساعة الثانية ظهرا وفي كثير من الأحيان إلى قرب صلاة العصر وفي الليل يقوم بحراسة المدرسة إلى ساعات متأخرة ويتقاضى 3200ريال، وهو على بند الأجور منذ تعيينه حتى الآن، ويعاني من مشكلة السكن أيضا فهو يسكن بالقرب من المدرسة، في سكن مستأجر بـ1000 ريال شهريا، حيث المسكن الذي قدم له من المدرسة لا يكفي للأولاد مما اضطره للاستئجار بالقرب من المدرسة من أجل أن يتمكن من مراقبة المبنى جيدا .
ويشكو العم محمد من أن الراتب الذي يتقاضاه لا يكفي لإعالة أولاده، فيقول: لدي أربعة أولاد، أحدهم مريض، ونحن نعاني من كل شيء؛ السكن، والمعيشة، وفاتورة الكهرباء . . ولا نعرف هل هناك تقاعد أم لا؟ وهل هناك حقوق لنا بعد هذا العمر أم لا؟
|