[صقر قريش]

ساما" تخفض أسعار الفائدة نصف نقطة مئوية لتعزيز السيولة المصرفية


جدة: مشاري الوهبي

خفضت مؤسسة النقد العربي "ساما" سعري فائدة اتفاقيات إعادة الشراء "الريبو" وإعادة الشراء العكسي "الريبو العكسي" أمس، بواقع نصف نقطة مئوية للمساهمة في زيادة السيولة في القطاع المصرفي وتلبية الطلب المحلي على الائتمان وسط الأزمة المالية العالمية.
وذكرت "ساما" في بيان بثته "واس" أمس أنها خفضت الأول "الريبو" إلى 2.5 % من 3 %، فيما خفضت عائد اتفاقيات إعادة الشراء العكسي "الريبو العكسي" من 2 % إلى 1.5 %، وهذا رابع خفض للأول حيث قلص أربع مرات من مستواه 5.5 % قبل منتصف أكتوبر الماضي، فيما يشكل خفض "الريبو العكسي" الأول في خمسة أشهر، وهو الذي يمثل سعر الإيداع لدى المؤسسة.
ووصفت هذه الخطوة بأنها تمثيل حقيقي لإجراءات السياسة النقدية التي تتخذها لضمان توفر السيولة الملائمة لاحتياجات النظام المصرفي وتلبية للطلب المحلي على الائتمان، في ظل التطورات المالية المحلية والعالمية، فيما يشير مصرفيون إلى العامل الآخر الدافع لتلك الإجراءات وهو توقعات خفض الفائدة على الدولار الأمريكي إلى حدود الصفر عند نصف نقطة مئوية.
إلى ذلك وكردة فعل إيجابية لقرارات "ساما" تفاعلت بشكل فوري أسعار الفائدة بين البنوك السعودية "السايبور" لأجل ثلاثة أشهر، لتنخفض إلى 3.02 % في أوائل التعاملات أمس من 3.4 % أول من أمس، ويترقب خلال الفترة القصيرة المقبلة طالبو التمويل من القطاع الخاص والأفراد الانعكاسات على فائدة الإقراض من المصارف، حيث يحكم انخفاضها إثر تلك التغيرات على المعروض من السيولة في النظام المحلي.
وحول هذا الخفض قال كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي الدكتور سعيد الشيخ لـ"الوطن" تأتي تلك الإجراءات من مؤسسة النقد للتعاطي مع أزمة السيولة العالمية وحتى المحلية، حيث ظهرت بوادر شح فيها داخل النظام المصرفي المحلي، مضيفاً "ننتظر انعكاسات إيجابية خلال الفترة المقبلة"
وأشار إلى الارتباط في السياسة النقدية بين الريال السعودي والدولار الأمريكي، إضافة إلى المستهدف من الإجراءات وهو العمل على ضمان توافر المزيد من السيولة في النظام البنكي، قائلاً "يحتم هذا الارتباط إبقاء الفجوة بين الفائدة على العملتين متقاربة".
وفيما يتعلق باحتمالات فك الارتباط أو إعادة تقييم الريال أمام الدولار قال الشيخ "سياسة مؤسسة النقد معلنة في هذا الجانب.. وفي آخر مرة جددت أنه لا نية لذلك.. وهناك أيضاً وجهتا نظر متباينتان للاقتصاديين في جدوى ذلك".
وينتظر أن يعلن البنك الاحتياطي الأمريكي إجراء خفض بمقدار 50 نقطة أساس على سعر الفائدة في اجتماعه الدوري، في وقت هبط الدولار أمس إلى أدنى مستوى له في شهرين أمام اليورو الأوروبي في تفاعل مع توجهات خفض الفائدة لتقترب من الصفر.
ويقول الشيخ إن الاهتمام ينصب في ظل الأزمة العالمية على تأمين العرض الكافي من السيولة ومراقبتها بشكل دقيق، واصفاً إجراءات مؤسسة النقد بالكفيلة بمواجهة أي تداعيات سلبية على السيولة المحلية، حيث ظهر نوع من البوادر لشحها خلال الشهور السابقة.
وأضاف ينظر الآن بشكل أهم لدفع الإقراض للقطاع الخاص إلى مزيد من التوسع وخفض كلفته لدعم النمو الاقتصادي والتقليل من التداعيات السلبية على حجم القدرة الإقراضية له، في ظل بعد الاقتصاد الحقيقي عن تداعيات الأزمة العالمية بشكل مباشر.
وعن مدى إمكانية خفض فائدة القروض الشخصية قال الشيخ "كل هذه تحتمها وفرة السيولة في السوق المحلي.. صحيح أن السعر الرسمي منخفض، لكن هناك اهتماماً بمراقبة السيولة وضمان توافرها لتمويل مشاريع القطاع الخاص".
من جانبه قال نائب الرئيس التنفيذي في مجموعة كسب المالية إبراهيم العلوان "إن قرار خفض أسعار الفائدة لا يقصد به بشكل مباشر سوق الأسهم، بقدر ما هو موجه للاقتصاد"، إلا أنه عاد وقال "هذا يضيف لسلة المؤثرات الإيجابية التي ظهرت على السوق من بعد إجازة الحج من تأكيدات تواصل الإنفاق الحكومي وترقب ميزانية قياسية فعلية للعام"2008.
وأضاف العلوان في تصريح لـ "الوطن" أمس المشكلة الأساسية قلق من شح السيولة وأسبابها ليست محلية بل عالمية، وتلك الإجراءات تعطي إشارات حقيقية على تحفز السلطات النقدية لصد أي بوادر لشح السيولة، نتيجة تقلص مصدر هام للسيولة، وهو الإقراض من الخارج