[صقر قريش]

75 سهما في المنطقة الخضراء وارتفاع السيولة 22%
توقعات باستقرار المؤشر 3 أسابيع... وتوقف "بيع الهلع"

تقرير: حبشي الشمري
لم تفقد سوق الأسهم السعودية أمس شيئا يذكر، إذ تراجعت أقل من 1 في المائة مقارنة بإغلاقها في جلسة أمس، بل إن السوق كانت تسبح فترة كبيرة من الجلسة في المنطقة الخضراء قبل أن تغلق عند النقطة 4842.

وتوقع عايض آل رشيد ـ محلل فني ـ أن "يبقى المؤشر في مرحلة متماسكة قرابة ثلاثة أسابيع قبل أن تتجه للصعود" بعد أن تدخل أموال "مضاربين كبار" تدخل السوق بعد استقرارها مدة معينة، مرجحا أن يقود القطاع المصرفي السوق في المرحلة المقبلة "لكن القطاع البتروكيماوي يحتاج ربعين على الأقل".

واتسمت الجلسة بحركة من التذبذبات بين المنطقتين الحمراء والخضراء حيث لم يستطع تبني اتجاه واحد منهما، في ظل ارتفاع 75 شركة، إلا أن تلك الارتفاعات كان معظمها في الشركات المضاربية وصغيرة ومتوسطة الحجم، أما الشركات القيادية فقد شهد بعضها أمس استقرارا كسهم سابك عند 58 ريالا، في حين انخفض الراجحي بنحو 0.43 في المائة مغلقا عند 58.5 ريال، وتراجع سهم سامبا عند 46.8 ريال.

وتأتي التذبذبات في الوقت الذي خفضت فيه مؤسسة النقد السعودي (ساما) معَّدل عائد اتفاقيات إعادة الشراء (الريبو) من 3 في المائة إلى 2.5 في المائة ومعدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس (الريبو العكسي) من 2 في المائة إلى 1.5 في المائة، وهو ما انعكس على أداء أسهم قطاع المصارف أمس حيث سجلت جميع أسهمه تراجعا عدا أسهم الجزيرة والعربي الوطني والبلاد مغلقين عند 16 ريالا، 33 ريالا، 25.5 ريال على التوالي، بينما بقي سهم الإنماء على الحياد مستقرا عند 11.5 ريال، وعلى إثر خفض الفائدة شهدت السيولة أمس تحسنا ملحوظا عن جلسة أمس حيث سجلت أمس 4.4 مليار ريال فيما كان أمس الأول 3.6 مليار ريال (22.22 في المائة).

ويرى آل رشيد أن التراجعات في السوق السعودية التي سجلها المؤشر في الشهرين الماضين، جاءت مواكبة للتطورات السلبية العالمية "لكن كان هناك نزول مبالغ فيه"، وأن "الناس بدأت تدرك فعلا أن هناك فائضا عاما، القلق من وضع المصارف بدأ يتراجع، وأن هناك أمورا إيجابية عديدة...". وهو لا يتوقع حدوث ارتداد إيجابي في المستقبل القريب "لكن من المؤكد أن البيع بسبب الهلع يكاد يكون متوقفا".

وفشلت 5 قطاعات في الإغلاق في المنطقة الخضراء، في حين تصدر القطاعات المرتفعة أمس قطاع التأمين مرتفعاً بنحو 1.95 في المائة كاسباً 10.11 نقطة وذلك بسبب الارتفاع الجماعي في أسهم القطاع عدا سهم ملاذ للتأمين الذي تراجع بنسبة 2.98 في المائة ليغلق عند 42.30 ريال وبقيت ثلاثة أسهم على الحياد: بوبا العربية ليغلق عند 9.50 ريال، وسهم إعادة الذي أغلق عند 8.20 ريال ، والمتحدة للتأمين مغلقا عند 20 ريالا، تلاه قطاع التشييد مرتفعا بنسبه 1.69 في المائة كاسباً 66.27 نقطه، تلاه قطاع الاتصالات مرتفعا بنسبه 1.59 في المائة كاسباً 24.34 نقطة مواصلين ارتفاعاتهم في جلسة أمس.

وتصدر القطاعات المنخفضة قطاع الأسمنت منخفضاً بنسبه 1.28 في المائة خاسراً 42.21 نقطة بعد أن كان مرتفعاً في جلسه أمس الأول، تلاه قطاع الاستثمار المتعدد منخفضا بنسبة 0.84 في المائة خاسراً 17.34 نقطة.

ولم ينخفض أمس سوى 33 سهما في حين استقر 17 سهما دون أي تغير عن إغلاقات أمس، وتصدر الأهلي للتكافل الأسهم المرتفعة مرتفعاً 9.89 في المائة ليغلق عند 31.10 ريال بحجم تداول 398 ألف سهم ، تلاه سهم الأسماك مرتفعاً بالنسبة القصوى أيضاً ليغلق عند 17.30 ريال بحجم تداول 540.6 ألف سهم ، تلاه سهم الشرقية للتنمية مرتفعاً بالنسبة القصوى ليغلق عند 15.20 ريال بحجم تداول 1.5 مليون سهم ، وأغلقت الأسهم الثلاثة مرتفعة وسط انعدام العروض عليها، وكذلك ارتفع سهم سلامة بالنسبة القصوى ليغلق عند 29.40 ريال.

وحقق سهم الباحة حجم تداول بلغ 2.4 مليون سهم وهو أعلى حجم تداول يشهده السهم منذ أكثر من 3 أشهر حيث كان حجم تداوله في 31 آب (أغسطس) الماضي 2.5 مليون سهم، ويزيد حجم التداول الذي وصل إليه السهم 292 في المائة على حجم تداوله أمس الأول والذي كان 612 ألف سهم ، كما يزيد 429 في المائة على متوسط حجم التداول الأسبوعي والذي يبلغ 453 ألف سهم ، مواصلا ارتفاعاته السعرية للجلسة الثانية على التوالي ليغلق عند 8.30 ريال مرتفعاً 3.75 في المائة .

واستطاع سهم البحر الأحمر أن يصل إلى 80 ريالا مرتفعاً 7.74 في المائة عن إغلاقه أمس الأول والذي كان 74.25 ريالا ، وتعتبر الـ 80 ريالا التي وصل السهم إليها خلال الجلسة أمس أعلى سعر يشهده السهم منذ أكثر من شهرين حيث كان سعره في 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي 82.50 ريال، وأغلق السهم مرتفعاً 2.02 في المائة عند 75.75 ريال، وكان السهم قد افتتح الجلسة أمس بفجوة صاعدة عن إغلاقه أمس الأول حيث افتتح عند 74.50 ريال مرتفعاً 0.33 في المائة عن إغلاقه أمس الأول. وتصدر أسمنت اليمامة الأسهم المنخفضة إذ تراجع 3.05 في المائة ليغلق عند 34.90 ريال، وقد حقق السهم أمس حجم تداول بلغ مليون سهم وهو أعلى حجم تداول يشهده السهم منذ شهرين حيث كان حجم تداوله في 12 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي 1.2 مليون سهم. كما انخفض سهم ملاذ للتأمين 2.98 في المائة ليغلق عند 42.30 بحجم تداول 2.1 مليون سهم ، تلاه سهم استثمار منخفضاً 2.85 في المائة ليغلق عند 17 ريال بحجم تداول 473 ألف سهم.

وهنا قال آل رشيد "السوق تحاول التماسك (حاليا)...، بعد أي مرحلة من التراجع القوي هناك مرحلة من التذبذب الممل"، مشيرا إلى أن أموالا استثمارية دخلت السوق مرحليا في الشهرين الماضيين، وأن تلك الأموال "مهمتها دفع السوق إلى أعلى".

وزاد أن التوقعات الإيجابية بالموازنة العامة للمملكة والنتائج الربعية للشركات أسهمتا في دعم "مرحلة الثبات"، وأضاف أن القطاع المصرفي أثبت خلال الفترة الماضية قوته، متوقعا أن يتمكن من قيادة السوق في المرحلة المقبلة، في حين استبعد أن يسجل القطاع البتروكيماوي حضورا جيدا قبل ربعين على الأقل