[صقر قريش]

التقرير اليومي لأسواق الخليج

الأسهم القطرية تستمر في "التحليق خارج السرب".. وبورصة الكويت "رهينة" شركات الاستثمار


عبد الرحمن إسماعيل من دبي
للجلسة الخامسة على التوالي منذ عودتها من إجازة عيد الأضحى استمرت سوق الدوحة "تغرد خارج سرب الهبوط" الذي سارت عليه دون تغير بقية الأسواق الخليجية، وعادت السوق القطرية فوق مستوى 6.500 نقطة مرتفعة بنحو 3.5 في المائة مع عودة أحجام وقيم التداولات إلى الارتفاع قريبة من مليار ريال.
واستمرت معاناة بقية الأسواق الخليجية التي غابت عنها سوق البحرين لإجازة العيد الوطني، وسجل مؤشر سوق دبي مستوى متدنيا جديدا بانخفاض 1.2 في المائة وظلت سوق الكويت رهينة أزمة شركات الاستثمار التي تحاول البحث عن مأزق لندرة السيولة لديها سواء عبر بيع حصصها في بنوك وشركات أخرى أو إعادة تمويل ديونها، وهبطت السوق بنحو 0.74 في المائة.
وللجلسة الثالثة على التوالي تستمر الانخفاضات في سوق مسقط وإن جاءت أقل حدة من أول أمس بنسبة 0.31 في المائة نتيجة تحول عدد من الأسهم الثقيلة من الهبوط إلى الارتفاع الطفيف، وأغلقت السوق الظبيانية على انخفاض طفيف بنسبة 0.14 في المائة بدعم من سهم "ميثاق للتأمين" الذي شهد صفقات متبادلة على حد قول عدد من الوسطاء استحوذت على ثلث قيمة تعاملات السوق.
وباستثناء النشاط الملحوظ في السوق القطرية لا تزال الأسواق الخليجية تعاني ضعفا واضحا في قيم تعاملاتها في مؤشر على " ضعف شهية " المتعاملين الذين يفضلون الابتعاد عن الأسواق في هذه الفترة الضبابية على حد وصف عدد من المحللين بسبب عدم قدرة الأسواق على تحديد مسارها في ظل استمرار موجة التقلبات التي تشهدها بعد توقف الهبوط الحاد وبنسب قياسية منذ اندلاع الأزمة المالية.
وعلى الرغم من وصول أسعار كافة الأسهم القيادية إلى مستويات قياسية إلا أن الأسواق لا تزال تتأثر بالحديث المستمر عن عام صعب سيواجه الاقتصادات العالمية والمحلية في العام المقبل وهو ما لا يشجع على ضخ سيولة للأسواق التي تفتقد أيضا الدعم من تمويلات البنوك.
ولم تتفاعل الأسواق الإماراتية مع تصريحات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بشأن متانة الاقتصاد الإماراتي وقدرته على مواجهة تداعيات الأزمة المالية حيث فضلت سوقا دبي وأبوظبي السير معا في طريق الهبوط، وبقاء تداولاتهما على حالتها الضعيفة وإن تحسنت تعاملات سوق العاصمة من أقل من 100 مليون درهم إلى 339.3 مليون درهم بفضل نشاط سهم "ميثاق للتأمين".
وسجل سهم "إعمار" مستوى متدنيا جديدا بعدما كسر حاجز الدراهم الثلاثة هبوطا، وانخفض بنسبة 3 في المائة إلى 2.90 درهم وأدنى سعر 2.88 درهم، غير أن سهم "أرابتك" تمكن للجلسة الثالثة من الحفاظ على ارتفاعه بنسبة 4.4 في المائة إلى 4.99 درهم بعد أن تخطى حاجز الدراهم الخمسة، كما ارتفع سهم "أرامكس" بنسبة قياسية 7.4 في المائة إلى 1.15 درهم مدعوما بإعلان الشركة حصولها على موافقة هيئة الأوراق المالية بإعادة شراء 10 في المائة من أسهمها بما يعادل 121 مليون سهم.
وهبطت كافة الأسهم القيادية دون استثناء حيث تراجع سهم الإمارات دبي الوطني الأثقل في المؤشر بنسبة 1.3 في المائة إلى 3.55 درهم ودبي المالي 3.2 في المائة إلى 1.21 درهم ودبي الإسلامي 2 في المائة إلى 2.38 درهم ودبي للاستثمار 1.6 في المائة إلى 1.17 درهم.
واستمر سهم "شعاع" في تسجيل نسب هبوط قوية 3.4 في المائة إلى 1.41 درهم على خلفية إعلان الشركة عن تسريح عدد من موظفيها، مما أعطى انطباعا عن صعوبة الوضع المالي للشركة رغم تأكيدها أنها ستحقق أرباحا بالرغم من الخسارة الفادحة التي منيت بها في النصف الأول من العام بسبب تراجع أصول محافظها الاستثمارية.
واستحوذ سهم "ميثاق للتأمين" على ثلث تعاملات سوق أبوظبي حيث شهد السهم تنفيذ صفقات متبادلة بقيمة 125 مليون درهم من تداول 34.8 مليون سهم من إجمالي 109.8 مليون سهم للسوق ككل، وخالف السهم مسار السوق الهابط مرتفعا بنسبة 8.1 في المائة إلى 3.64 درهم.
ومن بين 16 شركة سجلت انخفاضا تراجع سهما "دار التمويل" و"عمان والإمارات" القابضة بالحد الأقصى 10 في المائة في حين ارتفع سهم "الخزنة" بالحد الأعلى 10 في المائة أيضا إلى 5.95 درهم، وهبطت أسهم الطاقة بقيادة سهم "آبار" بنسبة 4.2 في المائة إلى 2.19 درهم وطاقة 4 في المائة إلى 2.19 درهم و"دانة غاز" 1.3 في المائة إلى 72 فلسا.
ومضت سوق الدوحة في مسارها الصاعد للجلسة الخامسة على التوالي رغم عمليات جني الأرباح التي تخللت الجلسة إلا أن قوة ونشاط التعاملات مكنت المؤشر من المضي في صعوده متجاوزا مستوى 6.500 نقطة ومقتربا من تداولات مليارية من تداول 37.3 مليون سهم.
واستحوذت سبعة أسهم على 76.6 في المائة من إجمالي عدد الأسهم المتداولة وهي أسهم "الريان" و"ناقلات" و"بروة" و"الخليجي" و"الدولية" و"المصرف" و"الرعاية"، وسجلت جميعها ارتفاعا أعلاه لسهم الخليج الدولية الذي صعد بالحد الأعلى 10 في المائة قبل أن يقلص ارتفاعاته إلى 8.3 في المائة عند سعر 26 ريالا.
ومن الواضح حسب إجماع الوسطاء في سوق الدوحة أن عمليات تجميع تقوم بها محافظ استثمار محلية وأجنبية على أسهم منتقاة ترى أنها وصلت إلى مستويات قياسية، علاوة على التقارير الإيجابية التي تتناول الاقتصاد القطري خلال العام المقبل، حيث يتوقع أن يسجل أعلى مستويات النمو بين الاقتصادات الخليجية.
ودعمت كافة الأسهم القيادية والثقيلة المؤشر في العودة من جديد إلى مستوى 6.500 نقطة حيث ارتفع سهم صناعات قطر الأثقل بنسبة 5.2 في المائة إلى 89.90 ريال والبنك التجاري القطري 6.4 في المائة إلى 79.10 ريال والمصرف الإسلامي 3.8 في المائة إلى 82 ريالا والريان 3.7 في المائة إلى 11.20 ريال.
ولا تزال البورصة الكويتية "رهينة" الأخبار المتواترة عن شركات الاستثمار في سعيها لبيع جزء من أصولها أو إعادة تمويل ديونها، وأعلنت شركة دار الاستثمار رسميا عن بيع حصتها في بنك بوبيان البالغة 19 في المائة بما يعادل 221.4 مليون سهم بقيمة 94 مليون دينار للبنك التجاري الكويتي دون تحقيق ربح أو خسارة بسبب شروط أعطت الحق للشركة في استرداد أسهمها وفق فترة زمنية محددة، وعينت الشركة البنك التجاري كوكيل لها لتدبير التمويل اللازم.
ورغم ذلك تفاعل سهم شركة دار الاستثمار التي تعاني خسارة فادحة إيجابا مع صفقة البيع حيث ارتفع بنسبة 5.2 في المائة إلى 0.202 فلس أرجعه محللون إلى إحساس المساهمين أن الشركة تحاول التوصل إلى حلول لأزمتها مما أعاد جزءا من الثقة المفقودة للسهم الذي كان قد سجل نسب هبوط قياسية من أعلى مستوى له فوق الدينار.
واستمر سهم "جلوبل" في تراجعه القوي هو الآخر وسط محاولات الشركة في إعادة هيكلة ديونها الأجنبية، وانخفض السهم بنسبة 6.5 في المائة إلى 0.355 دينار، كما هبطت كافة الأسهم القيادية منها سهم "بيت التمويل الكويتي" بنسبة 2.1 في المائة إلى 1.780 دينار و"زين" 3.5 في المائة إلى 1.120 دينار و"الصناعات الوطنية" 1.6 في المائة إلى 0.600 دينار.
واستمر الهبوط للجلسة الثالثة في سوق مسقط وإن جاء بنسب أقل من تلك التي سجلتها السوق أمس الأول بعدما ارتدت عدة أسهم ثقيلة في المؤشر خصوصا سهمي "عمانتل" وبنك مسقط نحو الارتفاع الطفيف، حيث ارتفع الأول بنسبة 0.94 في المائة إلى 1.711 ريال والثاني ربع في المائة إلى 0.788 ريال، وتحسنت نسبيا أحجام وقيم التداولات إلى 3.6 مليون ريال من تداول 8.4 مليون سهم.
وتباين أداء الأسهم القيادية وإن غلب عليها الهبوط حيث انخفض سهم "جلفار للهندسة" 0.95 في المائة إلى 0.629 ريال و"ريسوت" نصف في المائة إلى 1.282 ريال والبنك الأهلي 5.5 في المائة إلى 0.170 ريال وبنك صحار 2 في المائة إلى 0.141 ريال.
وارتفع سهم "إيه آي إس بركاء" لليوم الثالث على التوالي بنسبة 4.2 في المائة إلى 1.844 ريال بدعم مستمر من حصول الشركة على موافقة بإعادة شراء جزء من أسهمها وصناعة مواد البناء 1.1 في المائة إلى 0.086 ريال بعد أن تصدر السهم قائمة الأسهم الأكثر نشاطا من حيث الحجم بتداول 4.1 مليون سهم تعادل 48.8 في المائة من إجمالي عدد الأسهم المتداولة في السوق