رد: مقالات تربوية ليوم الاربعاء 19/12
الجزيرة:الاربعاء 19 ذو الحجة 1429هـ العدد:13229
وجهة نظر حول التوجيه والإرشاد في التعليم
د . سليمان بن محسن العريني
تكمن أهمية التوجيه والإرشاد في دوره الفعَّال في تطوير العملية التعليمية حيث يُعد بمثابة استجابة للحاجات والخدمات الطبيعية التي فرضتها ظروف تطوير التعليم واتساع مجالاته وزيادة نظرياته ولذا فإن الحاجة ملحة للإرشاد لأنه عملية إنسانية تشتمل على مجموعة خدمات لمساعدة الأفراد على فهم أنفسهم وإدراك المشكلات التي يعانون منها والانتفاع بقدراتهم ومواهبهم في التغلب على هذه المشكلات لتحقيق التوافق بينهم وبين البيئة المحيطة بهم ليحققوا أكبر قدر من النمو والتكامل في الشخصية، فالإرشاد جعل من الطلاب محور الاهتمام وينبغي توفير الحد الأدنى من الرعاية لهم من خلال الاهتمام بهم ومعرفة السمات والفروق الفردية بينهم، فالإرشاد العلاجي وهو خدمة للطالب الذي يفشل في التغلب على بعض الصعوبات الدراسية ويعاني من صعوبات في مجال التعلُّم فهو يحد من هذه المشكلات حيث يساعد الطلاب على كيفية الاختيار والتنظيم وحل المشكلات والصعوبات التي تواجههم أثناء سعيهم لتحقيق أهدافهم خصوصاً إذا صادفهم صعوبات في بعض المواد أو عدم التكيف مع البيئة التعليمية مما يقلل من قدراتهم على النجاح لأن هذه الضغوط تصيبهم بالحيرة والارتباك والغضب والضيق، فالإرشاد يقدم الخدمات المناسبة لكل حالة ويساعد في تنمية المواهب والقدرات والميول وتوجيه استثمارها وتوفير الظروف الملائمة لتلك المواهب، فالمرشد في المدرسة هو الشخص المؤهل للتعامل مع الطالب ومع أسرته ومعلميه والقادر على إيجاد تعاون وتقديم أفضل الخدمات للطلاب وكذلك للمجتمع حيث إنه قادر على تقديم الظواهر السلوكية الخاطئة والمساعدة في إيجاد الحلول المناسبة لها، فكلما أعطى الإرشاد بصفة عامة ثقة المهتمين بتربية الأجيال والمهتمين في المحافظة على المجتمع أداء دوره الإيجابي وساهم مساهمة فاعلة في كشف تلك الظواهر فأغلب المشكلات التي تواجه الطالب سواء من أسرته أو من المجتمع يعرفها المرشد لأن الإرشاد وجميع برامجه كلها تتركز حول الطالب والمرشد يدرك أنه لن تتحقق العملية الإرشادية إلا بالتعاون المطلق بين الطالب والمرشد مما يفرض على الطلاب التعاون والاستجابة للتوجيهات ولا يخفون المشكلات التي يتعرضون لها وتؤرقهم وتسبب لهم الاضطرابات والانفعالات عن المرشد فإذا انعدم الاهتمام بهذا التخصص أو لم يدعم بالميزانية اللازمة فلن يكون له تأثير في مسيرة التربية فيتسرَّب الطلاب أصحاب المشكلات سواء كانت المشكلات ضعفاً دراسياً أو مشكلات اجتماعية أو مشكلات تفوق أو مشكلات نفسية، فالإرشاد يؤدي إلى نمو وتكامل الشخصية والراحة النفسية والاجتماعية ويحد من المشكلات التي يعاني منها المجتمع فالدور السري الذي يتعامل معه المرشد أو المرشدة في المدرسة عمل ليس بالبسيط ومهمة صعبة جداً وبخاصة إذا لم يتفهم المجتمع تلك الخدمة ويعمل على الاستفادة منها . والله الهادي للخير . .
جامعة الأمير سلطان
|