رد: مقالات تربوية ليوم الاربعاء 19/12
الجزيرة:الاربعاء 19 ذو الحجة 1429هـ العدد:13229
طباعة الكتب المدرسية
عبدالعزيز عبدالله السليمي
تحرص وزارة التربية والتعليم في كل عام على طباعة الكتب المدرسية وعلى ظهورها بالمظهر الذي يعكس مستوى التعليم في المملكة العربية السعودية من حيث المادة العلمية وجودة الطباعة وتوفرها بكميات كافية . ولا شك أن ما تبذله الوزارة من جهد يستحق الشكر والتقدير حيث ترصد المبالغ الطائلة للطباعة وتشكل اللجان المختلفة للتأليف والمراجعة ليكون الكتاب المدرسي في المستوى المأمول وليتم تسليمه لجميع مناطق المملكة العربية السعودية في الوقت المحدد ومن ثم تقول المدارس بتوزيعه على الطلاب في بداية كل فصل دراسي . ولست هنا لأكون ناقداً لمحتوى الكتب المدرسية ولكن لأوضح أن ما تبذله وزارة التربية والتعليم من جهد يقابله بعض الطلاب بالجحود والنكران واللامبالاة حيث يقوم هؤلاء بتمزيق كتبهم أو رميها ثم التقدم لإدارة المدرسة للحصول على كتب بديلة بحجة فقدانها، وهذا هدر للأموال بالرغم من إدارات التربية والتعليم وكذلك المدارس تؤكد وباستمرار على الكتاب المدرسي والمحافظة عليه لماله من قيمة علمية قد يستفيد منها طالب آخر إذا كان في حالة جيدة ولكن الذي يحدث أن الطالب يرمي كتبه بعد فراغه من الامتحان وهي في حالة لا تسمح القادمة باستخدامها مرة أخرى فتقوم المدارس بإتلافها أو تسليمها لبعض مصانع الورق لتعاد صناعتها مرة أخرى . إن ما يتعرض له الكتاب المدرسي من قبل بعض الطلاب يعتبر إهانة واستهتارا وإهدارا للجهد والمال المبذولين من قبل الوزارة مما يستوجب إعادة النظر في طباعة الكتب المدرسية والبحث عن آلية جديدة تعيد للكتاب المدرسي هيبته وتشعر الطالب بقيمته كأن تقوم الوزارة بنسخ جميع المناهج الدراسية في موقع الوزارة على الإنترنت مع بداية كل عام دراسي فيقوم الطالب بالدخول على الموقع ثم طباعة ما يحتاجه من مقررات وتغليفها بالطريقة التي تناسبه مع ملاحظة عدم سماح البرنامج بتجزئة أي كتاب عند طباعته خشية أن يقوم بعض الطلاب الكسالى أو الاتكاليين بطباعة الجزء الذي يحتاجه كل أسبوع مما قد يؤذي إلى تراكم وتكاثر هذه الأجزاء مما يجعله عرضة لفقدان بعضها وبالتالي سيتأثر تحصيله العلمي في نهاية العام الدراسي إن لم يذاكرها . إن مثل هذا البرنامج سيجعل الوزارة تضرب عدة عصافير بحجر واحد ومنها أنه سيزيد من اهتمام وحرص الطالب بكتابه المدرسي ما دام أنه هو من سيتحمل نفقات طباعته وتغليفه بل ربما سيصبح هذا الكتاب مع مرور الزمن من مقتنيات الطالب الخاصة في مكتبته، كذلك توفر وزارة التربية والتعليم جزءاً كبيراً من الأموال الطالة التي تنفقها في كل عام على طباعة الكتب التي يتلف بعضها نتيجة لسوء الاستخدام من قبل بعض الطلاب، أما الفائدة المهمة فهي أن الوزارة ستتمكن من تصحيح الأخطاء المطبعية من حذف أو إضافة أية معلومات للكتاب في وقتها بواسطة الدخول على البرنامج بدلاً من الانتظار إلى العام القادم كما في الطريقة المتبعة في حالة طباعة الكتب، ومن الفوائد الأخرى التي ستجنبها الوزارة من هذا المشروع توفير الجهد والوقت الذي تبذله إدارات التربية والتعليم في مختلف مناطق المملكة لإيصال الكتب للمدارس في الوقت المحدد والذي يعتبر جزءاً من هموم الوزارة في بداية كل عام دراسي . وربما يقول قائل إن مثل هذا البرنامج أو المشروع قد يتناسب مع الطالب أو (الطالبة) الذي لديه قدرة مالية بينما الطالب الفقير أو المحتاج فلن يستطيع تحمل نفقات الطباعة والتغليف وخاصة إذا ما كانت الأسرة مكونة من عدة أفرد، وهي مسألة لها حلول ومنها أن تقوم الوزارة بحصر المدارس التي فيها طلبة محتاجين فتقوم بدعم المدرسة بمبلغ محدد للطباعة والتغليف وهم قلة في مدارسنا ولله الحمد . ختاماً أرجو وأتمنى أن تتبنى الوزارة مثل هذه البرنامج أو المشروع للطلاب وللطالبات لأنه سيعيد للكتاب المدرسة قيمته العلمية وسيجعل الطلاب والطالبات أكثر حرصاً عليها ناهيك عن توفير الجهد والمال المبذولين وستتجنب الوزارة الإرباك الذي تعانيه في كل بداية عام دراسي فتتفرغ لأمور تعليمية أخرى على جانب من الأهمية ولله من وراء القصد .
|