رد: الأخبار الإقتصادية ليوم السبت23/12/ 1429 ه الموافق20/12/ 2008 م
منتجو النفط ومستهلكوه يوحدون استجابتهم نحو معالجة ضرر تذبذب الأسعار
"الاقتصادية" من لندن والوكالات
دعا أكبر منتجي ومستهلكي الطاقة في العالم أمس الجمعة إلى التعاون لتعزيز استقرار أسعار النفط وتحسين البيانات بشأن أسواق الطاقة والمساعدة في ضمان إمدادات الطاقة في المستقبل.
وفي افتتاح اجتماع ضم وزراء الطاقة من منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وكبرى الدول المستهلكة ومسؤولي شركات طاقة، دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إلى تحرك للحد من التقلبات الحادة في أسعار النفط والتي قال إنها أضرت بالاقتصاد العالمي.
وقال براون أمام المؤتمر في لندن "سنحتاج إلى شراكة جديدة بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط، فعلى غرار الأزمة المالية العالمية هذه الأزمة العالمية في أسواق الطاقة لا يمكن أن تحلها دولة واحدة أو قارة واحدة بمفردها لكنها تتطلب استجابة دولية حقيقية".
كان براون قد دعا أول مرة إلى عقد المؤتمر في حزيران (يونيو) عندما كانت أسعار النفط متجهة صوب أعلى مستوى على الإطلاق فوق 147 دولارا للبرميل. لكن الأسعار انخفضت بأكثر من 100 دولار منذ ذلك الحين مع انخفاض الطلب على الوقود بسبب أزمة الائتمان والركود.
وقال خلال الاجتماع إن الزيادة الحادة في أسعار النفط كان لها تأثير كبير وضار في الاقتصاد العالمي"، واستشهد بدراسة أجريت حديثا قدرت أن ارتفاع سعر النفط سيبلغ نحو 150 مليار دولار من الناتج الاقتصادي العالمي هذا العام وحده".
وأضاف براون "لكن اليوم وفي ظل انخفاض الأسعار يتضح أن التحدي الأكثر إلحاحا الآن وفي المستقبل هو تقلبات أسعار النفط، مثل هذه التقلبات لا تصب في مصلحة أحد، التقلبات الواسعة في أسعار النفط تضر الدول في أنحاء العالم".
من ناحيته، أقر وزير البترول السعودي علي النعيمي بأن تقلب أسعار النفط يضر كل الدول.
وقال "عدم الاستقرار وتقلب أسواق النفط يضر الجميع"، مشددا على أن التراجع الحاد لأسعار النفط في الآونة الأخيرة يلحق "دمارا" بخطط الاستثمار في الدول المنتجة للخام ويعرض الإمدادات المستقبلية للخطر.
وقال"مستويات الأسعار حاليا تدمر الصناعة وتهدد الاستثمارات الحالية والمزمعة".
وأكد النعيمي ممثل السعودية أكبر بلد منتج للنفط في "أوبك" مجددا أن سعر 75 دولارا للبرميل "عادل ومعقول".
وتراجعت عقود الخام الأمريكي تسليم كانون الثاني (يناير) لما دون 36 دولارا للبرميل في معاملات اليوم.
وقال "إنه 75 دولارا، السعر الذي يحتاج إليه المنتجون غير الرئيسيين للحفاظ على استثمارات كافية لتوفير إمدادات مناسبة للاحتياجات الاستهلاكية في المستقبل، فعندما يسعر النفط عند مستوى أقل مثلما هو الحال الآن ستنخفض الاستثمارات والإمدادات في المستقبل".
وتابع أن استقرار أسعار النفط ضروري لضمان استثمارات طويلة الأجل في صناعة الطاقة مضيفا أن "عوامل غير أساسية" مثل عمليات التصفية الواسعة والسريعة لمراكز مالية أسهمت في الانخفاض الحاد للأسعار في الشهور الأخيرة.
وقال نوبوكو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية إنه لا تزال هناك ضرورة للحوار بين منتجي ومستهلكي الطاقة رغم الانخفاض الحاد في أسعار النفط.
وقال "أشاع انخفاض الأسعار ارتياحا محل ترحيب ... إنها فرصة لالتقاط الأنفاس في تلك الأوقات المضطربة بالنسبة للاقتصاد. لكن الحاجة إلى الحوار لا تزال قوية كما هي".
واتفقت "أوبك" هذا الأسبوع على خفض الإمدادات لمحاولة إحداث توازن بين العرض والطلب ووقف تدهور الأسعار.
وأكد عدد من المتحدثين على ضرورة تحسين بيانات الطاقة لمساعدة صناعة القرار ووضع أساس أفضل للاستثمار.
وقال وزير الطاقة البريطاني ايد ميليباند "آمل أن نتمكن من الاتفاق على سلسلة خطوات لدعم الشفافية في سوق النفط وتحسين فاعليتها كسبيل لتعزيز الاستقرار".
وتحركت دول مستهلكة في الآونة الأخيرة لدعم الشفافية في أسواق النفط لمحاولة تشجيع الأطراف المؤثرة بسوق الخام على تعزيز الإفصاح عن مراكزها التجارية.
وتجري قوة عمل دولية تحقيقا بشأن أسواق السلع ومن المقرر أن تقدم تقريرها في نيسان (أبريل) 2009. وتتعاون أيضا سلطة الخدمات المالية البريطانية مع الجهات المنظمة في الولايات المتحدة لتوفير مزيد من البيانات بشأن أسواق السلع الأولية.
|