قرأت موضوع كتبة استشاري أمراض باطنية – عضو زميل الكلية الملكية للأطباءبلندن عن التدخين وبعد قرائتي لموضوعك يا أخي صقر قريش حبيت ان اشاركك وأسأل الله ان يكتب الأجرللجميع .
يقول الدكتور لا شك أن شركات التبغ العملاقة وأغلبها أمريـــكي، تســعى بصورة حثيثة إلى توسيع ميادين توزيعها في العالم الثالث، حيث إن الحكومات هناك متساهلة، والمغريات والشـــعوب بصـــورة عامة جاهلة والأطــــباء أو الهيــئة الصحية بأكملها تنـظر إلى مشكلة التدخين نظـــــرة قاصــــرة جداً وللأســف فإن 40% من الأطباء في العالم الثـــالث يدخنـــون، وفي بعـــض البلدان تصل نســبة المدخنين بين الأطباء الذكور إلى 60%.. إنها مأساة حقيقية.
ويقول في استيراد التبغ
إذا نظرنا إلى إحصائيات استيراد التبغ في المملكة فإننا سنذهل للمفارقات، ففي عام 1972 م، وهي أول ســــنة توجد فيها إحصائيات عن استيراد التبغ حسب علمي استوردت المملكة 4,575,000 كيلو جرام من التبغ (الكيلو جرام يوازي 1250 سيجارة)، وقد تضاعف هذا الرقم بسرعة مذهلة حتى وصل عام 1984 م إلى 42,377,000 كيلو جرام من التبغ وهو ما يوازي 55 مليار (بليون) سيجارة، وكان ثمنه الرسمي قبل الضريبة 1,173,350,000 (أكثر من مليار ريال)، وقد كانت الضريبة في حدود 15 % ثم زادت إلى 30% ثم إلى 100% على التوالي ولعلها تزيد قريباً إلى أكثر من ذلك حتى تصبح ضعف ثمن التبغ المستورد.
وفي عام 1994 م ذكرت الغرفة التجارية في إحصائياتها أن كمية التبغ المستوردة للمملكة أكثر من 45 مليون كيلو جرام وأن ثمنها أكثر من 1400 مليون ريال، أي أن كمية السجائر المستوردة كانت في حدود 59 مليار سيجارة.
وكانت المملكة منذ عام 1984 م ثالث أكبر مستورد للسجائر الأمريكية في العالم (لاحظ أن سكان المملكة في ذلك الوقت كان في حدود 12 مليون شخص).
وقد ذكرت مجلة الملتقى الصحي العدد (40) لشهر ربيــع الأول 1424هـ ــ مايو 2003 م ــ ص 22 ــ 23 (أن السجائر المستوردة في المملكة السنة الماضية كانت 15 مليار سيجارة وإن ثمنها كان 636 مليون ريال) وهو أمر في منتهى الغرابة، حيث استوردنا عام 1984 م ما يوازي 55 مليار سيجارة (42,377,000 كيلو جــــرام من التبـغ، وكان ثمــــنها قبـل الضريبة آنذاك 1,173,350,000) (أكثر من مليار ريال)
فهل انخفض الاستهلاك لدينا من عام 1984 إلى عام 2002 م الذي ذكرت فيه الإحصائية الأخيرة، وهل حصل انخفاض فعلي في استهلاك التبغ إلى أقل من ثلث ما كان عليه عام 1984 م؟ مع العلم أن عدد السكان في المملكة تضاعف تقريباً في العشرين سنة الماضية، حيث أصبح السكان يقدرون بـ 22 مليون شخص.
تجارة عالمية
إن هذه الشركات العملاقة مستعدة لعمل أي شئ في سبيل توسيع مبيعاتها، وخاصة أنها تواجه حملات شرسة في الولايات المتحدة وقد اضطرت للموافقة على دفع تعويضات للحكومات المحلية في الولايات المتحدة بمبلغ عشرين مليار (بليون) دولار توزع على مدى عشر ســـــنوات بالإضافة إلى مئات الملايين من الدولارات التي تدفع سنوياً بسبب القضايا ضد هذه الشركات.
ومن المعلوم أن مستشفى الملك فيصل التخصصي قام بخطوة رائدة وهي محاولة رفع دعوى ضد شركات التبغ الأمريكية وطالبها بدفع عشرة بلايين ريال هي كلفة علاج المرضى بسبب التدخين على مدى عقدين ونصف من الزمن في المستشفى التخصصي بالرياض..
فإذا كانت كلفة علاج المرضى بسبب التدخين في مستشفى واحد قد بلغت خلال عقدين ونصف من الزمن مبلغاً خيالياً خرافياً هو عشرة بلايين ريال فكم ستكون الكلفة في المملكة بأكملها؟
وبطبيعة الحال رفضت الولايات المتحدة الدعوى لأنها لا تقبل أي دعوى ضد شركات التبغ إلا من داخـــل الولايـات المتحدة، ولو سمحت الولايات المتحدة بالدعاوى من خارج الولايات المتحدة لأفلست شركــات التبغ في أقل من عام واحـــد، وتوقفت نهائياً عن إنتاج التبــــغ الذي تبلغ تجارته العالمية أكثر من ثلاثمائة مليار (بليون) دولار وهو مبلغ مماثل أو يفوق جميع تجارة المخدرات العالمية (تجارة المخـــدرات العالمية تقدر بـ 250 مليار دولار).
إذن لابد أن نجد وسائل أخرى لمقاضاة هذه الشركات أو المستوردين في بلادنا الذين يروجون لبضاعة تتسبب في وفــاة 23 ألف شـخص سنوياً بسبب التبغ (التدخين والشمة، الخ)، كما تقول وزارة الصحة الموقرة،.. إنها مأساة.. بل مأساة مروعة، حيث نمـــدهم بمليارات الــدولارات سنوياً ثمناً لهذا التبغ الذي يســبب أفدح الأضرار ويفتك بالأصحاء
اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد!
انظر الى الارقام تجد انها ارقام مخيفة للغاية نسأل الله السلامة