رد: لماذا لو شعرنا بالحزن يخنق أنفاسنا تمنينا الموت ..!؟
جزي الله الأخت الفاضلة على هذا الطرح المتميز حيث طرقت موضوعا يقع فيه الكثير وفيه يأس من رحمة اللهI وهذا لا ينبغي أن يكون من مؤمن أبدا لكني أخشي أن يفهم البعض أنه لا ينبغي أن يذكّر نفسه بالموت لأن الحق U علّمنا أن من معالجة النفس التي ابتعدت عن ربها إنما هو تذكيرها بالموت . ولذا تجد الحق U أخبرنا في آيات كثيرة بأن السبب في ارتكاب الإنسان المعصية وغفلته إنما هو تناسيه البعث والحساب ومن ثم الموت .
لنقرأ قول الله I : ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭼ
وتأمل كيف أسند الحق U الاقتراب للحساب وكأن الحساب هو الذي يقترب للناس وليس العكس . وأشير إلى أن الفعل : اقترب يصح إسناده للطرفين عندما أقول : اقترب محمد من علي ويجوز العكس لكنه يسند إلى مَن هو أكثر حرصا واهتماما وعليه ندرك أن الله U أسند الاقتراب للحساب ليخبرنا بأن الحساب آت لا محالة ولن يفلت منه أحد ليعينك على نفسك وحتى تستعد لهذا اليوم لكن الناس في غفلة وهم معرضون لأن الغفلة أخي الكريم ثلاثة أنواع :
1 –الغفلة بمعنى : السهو بسبب قلة التحفظ والتيقظ ويقع فيها الكثير نسأل الله السلامة ، ويكون إذا لم تأخذ بالأسباب التي تنبهك للأمر مثل : عدم ضبط المنبه مثلا للاستيقاظ للصلاة أو الأخذ بأي سبب آخر فتلك غفلة بسبب قلة التحفظ والتيقظ.
2 - الغفلة بمعنى : عدم العلم بالشيء لعدم تمكنك من ذلك . ومنه قول الله I : ﭽ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﭼ.
فهو يخاطب المصطفي r والمعنى – والله أعلم - أنك لم تكن عالما بهذا القصص، فقال له ( لمن الغافلين ) فتلك الغفلة هي : عدم العلم لعدم التمكن منه .
3- الغفلة بمعنى الإعراض وهؤلاء الغافلون في الغالب يكونون على علم تام بأنهم في غفلة لأنهم يعلمون الحق ولكنهم يتجاهلون حتى يتحولوا من الغفلة إلى الإعراض وهي تأتي بسبب كثرة الغفلة التي هي بمعنى :
السهو رقم (1) حتى تصبح له سجية وعادة .
وتأمل أيضا عندما يعاتب الله المطففين في الكيل والميزان ماذا يقول الله I : ﭽ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﭼ
فكن العتاب لمن يرتكب تلك المعصية يلفت الله نظر الجميع إلى أنك لو كان عندك الحد الأدنى من العلم بأنك ستموت وستبعث وتحاسب .
أيضا عندما يذكر الله أن الإنسان لربه لكنود قال بعدهاI: ﭽ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﭼ ليخبرنا أن الذي يجحد ربه فلا يؤمن هذا الإنسان لا يعلم أن ما في القبور سيُبَعْثَر !!!.
واقرأ أخي تلك الآية بقليك وتدبر كلمة ( بعثر ) وفيم تكون البعثرة ؟؟ .
والمواضع كثيرة لكن الوقت لا يسعفني .
فهل يليق بك أن تتمنى الموت هروبا يائسا من رحمة الله ؟ لا يليق بمن عنده ذرة من العقل أن يكون هذا حاله بل أن ينبغي أن يفر إلى ربه فسيجد الراحة والطمأنينة .
لكن عليك أن تذكر نفسك دائما بالموت حتى تعين نفسك على الطاعة فتصلح من حالها فقد دلّنا الحق I أن نذكّر أنفسنا بالموت . فلا ينبغي أن نيأس من رحمة الله خوفا من أن يموت الإنسان وهو على غير كلمة التوحيد
( حفظنا الله وإياكم من ذلك ) . ولنقرأ قول الله U : ﭽ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﭼ
وتأمل يناديك بأشرف وأعظم لفظ ألا وهو العبودية ثم يضيف هؤلاء إلى ذاته العلية ( يا عبادي) وهم مَنْ؟ هم الذين أسرفوا على أنفسهم . تأمل هذا بقلبك : أسرفوا ؟ لم يقل : يا عبادي الذين آمنوا ، أو : يا عبادي الذين اتقوا ، أو : الذين أذنبوا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وإنما الذين أسرفوا
ألا يدعوك هذا النداء من رب العالمين أن تبكي على نفسك لتقصيرها في عدم الفرار لربها؟ اقرأ أخي الكريم تلك الآية واجعلها أمام عينيك دائما حتى لا تيأس من رحمة الله فتخسر الدنيا والآخرة.
ومعذرة للإطالة فما أردت إلا النصح لنفسي ولإخواني فلعلنا نكون من الفائزين برحمة الله I .
هذا والله أعلم
وبمشيئة الله I سيكون للموضوع بقية ولعلي بإذن الله I أبدأ سلسلة :
كيف نرجوا رحمة الله I. ولا تنسوني من دعوة صالحة.
محمود شمس
|