التقرير الأسبوعي لأسواق الخليج
58.6 مليار درهم خسائر الأسهم الإماراتية .. والمحفظة المليارية تفشل في وقف هبوط بورصة الكويت
عبد الرحمن إسماعيل من دبي
أنهت أسواق الأسهم الخليجية أمس أسبوعا ثانيا من الهبوط الحاد عقب عودتها من إجازة عيد الأضحى، حيث تعرضت جميعها لموجة من البيع المكثف ازدادت حدتها في آخر يومين من الأسبوع ويتوقع استمرار حدتها خلال الأيام القليلة المتبقية من تداولات العام الجاري مع إقدام محافظ الاستثمار على تسييل المزيد من أصولها قبيل إغلاق دفاترها للعام المالي.
واستمر نزيف الخسائر في تعاملات أمس طال الأسواق كافة، ومنيت سوق مسقط بأكبر الخسائر اليومية والأسبوعية على السواء بعدما تخلت عن مستوى خمسة آلاف نقطة لتهبط بنسبة 3.9 في المائة ولترفع خسائرها الأسبوعية إلى 17.8 في المائة لتصبح أكبر الخاسرين بين أسواق الخليج على مدار الأسبوع.
وتدخلت قوى شراء قبيل الإغلاق لتنقذ سوق دبي من خسائرها الفادحة بعدما كسرت حاجز 1500 نقطة لتقلص خسائرها التي تجاوزت 4 في المائة إلى 1.4 في المائة مع تحول سهم "أرابتك" من الهبوط قريبا من الحد الأقصى 10 في المائة إلى الارتفاع بالحد الأعلى 15 في المائة، واحتلت سوق دبي المرتبة الثانية بعد سوق مسقط من حيث نسبة الهبوط على مدار الأسبوع بنسبة 16.8 في المائة.
ولم تفلح سوق العاصمة أبوظبي في تقليص خسائرها كما فعلت شقيقتها في دبي متراجعة بنسبة 1.9 في المائة بعدما كسرت حاجز 2300 نقطة ولترفع خسائرها الأسبوعية إلى 14.7 في المائة محتلة المرتبة الثالثة خليجيا، ومنيت سوق الكويت لليوم الثاني على التوالي على الرغم من دخول المحفظة المليارية بخسائر حادة بلغت نسبتها أمس 2 في المائة لترفع خسائرها الأسبوعية إلى 4.5 في المائة.
وجاءت تراجعات سوق البحرين أقل بنصف في المائة وعلى مدار الأسبوع 3.6 في المائة، وتمكنت سوق الدوحة من تقليص خسائرها والإغلاق بميل نحو الارتفاع الطفيف 0.02 في المائة لتنهي الأسبوع على شبه استقرار بانخفاض طفيف بنسبة 0.10 في المائة.
وترسم الأيام الأخيرة من تداولات عام 2008 صورة قاتمة لأوضاع أسواق الأسهم الخليجية مخالفة التوقعات التي كانت تشير إلى تحسن ملموس في أرباح الشركات وتوزيعاتها على المساهمين.
غير أن محللين ماليين يرون وجود قناعة لدى المتعاملين أن غالبية الشركات خصوصا القيادية والعاملة في قطاعات البنوك والعقارات والبتروكيماويات ستعلن عن تراجع قوي في أرباح العام، كما أن من المحتمل عدم توزيعها أرباحا نقدية أو أسهم منحة بهدف الاحتفاظ بالسيولة وهو ما يدفع عديداً من محافظ الاستثمار إلى تفضيل التسييل والخروج من الأسواق لتحسين مراكزها المالية قبل إغلاق دفاترها للعام المالي.
ولليوم الخامس على التوالي، تعاني الأسواق الإماراتية عمليات بيع مكثفة تستهدف أسهم العقارات والبنوك تقوم بها محافظ محلية وخليجية، الأمر الذي رفع من خسائر الأسواق إلى 58.6 مليار درهم بنهاية الأسبوع حسب التقرير الأسبوعي لهيئة الأوراق المالية، الذي كشف عن تراجع قوي في قيمة التداولات الأسبوعية التي لم تصل إلى ملياري درهم لسوقي دبي وأبوظبي معا.
وكسرت سوق دبي حاجز 1500 نقطة مع استمرار موجة الهبوط التي دفعت الأسهم كافة نحو مزيد من الانحدار إلى مستويات غير متوقعة، حيث انحدر سهم "إعمار" إلى أدنى سعر عند 2.08 درهم قبل أن تتدخل قوى شراء تنقذه إلى 2.21 درهم بانخفاض 1.7 في المائة، لترتفع خسائر السهم على مدار الأسبوع إلى 24.3 في المائة بأكثر من تراجع المؤشر.
ولفت سهم "أرابتك" الأنظار في اللحظات الأخيرة، حيث كان السهم يقترب من الحد الأقصى هبوطا "ليمت دون" بتراجع وصل إلى 8.6 في المائة عند سعر 3.17 درهم قبل أن تتدخل طلبات شراء تدفعه لتغيير مساره إلى الارتفاع والقفز سريعا إلى مستويات أثارت الحيرة، حيث أغلق السهم بالحد الأعلى "ليمت آب" بنسبة 15 في المائة عند سعر 3.99 درهم ليتمكن بذلك من تقليص خسائره على مدار الأسبوع لتصل إلى 23.5 في المائة.
وقال وسطاء إن كسر المؤشر حاجز 1500 دفع محافظ استثمارية إلى التدخل لانتشال السوق ورفع أسعار أسهم معينة إلى مستويات عليا لا يستبعد أن تقدم المحافظ ذاتها على البيع عندها مع انفتاح السوق الأسبوع المقبل.
وسجلت جميع الأسهم القيادية نسب هبوط قياسية، حيث تراجع سهم "الاتحاد العقارية" 7.9 في المائة إلى 70 فلسا لتصل نسبة هبوطه على مدار الأسبوع إلى 32 في المائة، "دو" 6.2 في المائة إلى 2.11 درهم، و"الإمارات دبي الوطني" 4.5 في المائة إلى 2.77 درهم، "دبي الإسلامي" 3 في المائة إلى 1.60 درهم، "دبي للاستثمار" 1 في المائة إلى 97 فلسا، و"شعاع كابيتال" 7.5 في المائة إلى 85 فلسا من ارتفاع طيلة الجلسة عند 97 فلسا لترتفع خسائره على مدار الأسبوع إلى 31.7 في المائة في حين عكس سهما "دبي المالي" مساره إلى ارتفاع بنسبة 2.7 في المائة إلى 1.14 درهم و"أرامكس" بنسبة 8.2 في المائة إلى 92 فلسا.
وفشلت سوق العاصمة أبوظبي في تقليص خسائرها كما فعلت سوق دبي، حيث استمر الضغط على المؤشر من أسهم البنوك والاتصالات والعقارات، وبقيت التداولات على ضعفها بقيمة 83.4 مليون درهم، وانخفضت أسعار 31 شركة مقابل ارتفاع أسعار ست شركات فقط.
وسجل سهم "الدار العقارية" أدنى مستوى سعري له منذ الإدراج عند سعر 3.54 درهم منخفضا نصف في المائة، كما تراجع سهم "الاتصالات" الأثقل في المؤشر بنسبة 1.9 في المائة إلى 9.80 درهم، وتراجعت أسعار أربعة أسهم بالحد الأقصى أو قريبا منه 10 في المائة وهي أسهم: "الوثبة للتأمين"، "عمان والإمارات" للاستثمار، "أسمنت أم القيوين" و"الخزنة للتأمين".
وتراجعت كذلك جميع أسهم البنوك بواقع 6.4 في المائة لسهم "بنك أبوظبي" التجاري إلى 1.48 درهم، "أبوظبي الإسلامي" 7.8 في المائة إلى 2.46 درهم، و"دانة غاز" 3.4 في المائة إلى 57 فلسا.
ومنيت سوق مسقط لليوم الخامس على التوالي بأكبر الخسائر بعدما تخلى المؤشر عن مستوى خمسة آلاف نقطة بضغط من الأسهم القيادية كافة في قطاعات البنوك والخدمات والصناعة، وانخفضت خمسة أسهم بالحد الأقصى 10 في المائة أو قريبا منه بأكثر من 9 في المائة منها أسهم قيادية بوزن "جلفار للهندسة"، "الأنوار القابضة"، "ريسوت للأسمنت"، "الأنوار للسيراميك" و"صناعة الكابلات".
وتراجع سهم بنك مسقط الأثقل في المؤشر بنسبة 2.3 في المائة إلى 0.714 ريال، "عمانتل" 4.9 في المائة إلى 1.479 ريال، والبنك الوطني 6.8 في المائة إلى 0.329 ريال في حين استقر سهما بنكي "صحار" و"ظفار" دون تغير، وسجل سهم بنك عمان الدولي أعلى نسبة ارتفاع من بين 12 شركة سجلت قفزات سعرية، حيث ارتفع السهم بنسبة 7.6 في المائة إلى 0.184 ريال.
ولم تفلح مشتريات المحفظة المليارية في ثاني يوم من عملها في وقف الهبوط الحاد لبورصة الكويت، وقال محللون في السوق الكويتية إن المحفظة تتبع أسلوبا مختلفا في الاستثمار يخالف توقعات المستثمرين، حيث لا تعمد إلى الشراء القوي والمكثف بل تتبع أسلوب التجميع على مراحل وبكميات محدودة من الأسهم بحيث لا تدفع الأسعار إلى الارتفاع بنسب قياسية.
وضغطت القطاعات كافة على المؤشر ماعدا قطاع التأمين الذي سجل ارتفاعا، وعادت أسهم قيادية إلى الهبوط بالحد الأقصى 100 فلس، كما في أسهم بنك الكويت الوطني الذي تراجع بنسبة 10 في المائة إلى 1.280 دينار، "بيت التمويل" الكويتي "بيتك " بنسبة 6.2 في المائة إلى 1.500 دينار، و"الاتصالات" بنسبة 5 في المائة إلى 1.880 دينار.
وتراجع سهم "زين" بنسبة 4.8 في المائة دون الدينار إلى 0.990 دينار، "أجيلتي" 6.7 في المائة إلى 0.690 دينار، و"المزايا" 6.8 في المائة إلى 0.340 دينار في حين ارتفع سهم "بوبيان" بنسبة 6.3 في المائة إلى 0.420 دينار.
ودفعت أسهم البنوك والاستثمار والخدمات مؤشر سوق البحرين إلى مواصلة التراجع لليوم الثاني على التوالي، بعد ارتداد لم يدم سوى يوم واحد (الثلاثاء الماضي)، وسجلت قيم التداولات مستوى متدنيا جديدا بقيمة 234 ألف دينار من تداول 1.4 مليون سهم منها مليون لسهم مصرف السلام الذي تراجع بنسبة 2.2 في المائة إلى 0.088 دينار.
ولم يسجل سوى سهمين فقط ارتفاعا طفيفا هما بنك البحرين الإسلامي بنسبة 0.34 في المائة إلى 0.296 دينار، وبتلكو 0.17 في المائة إلى 0.606 دينار في حين انخفض سهم "الخليج للتعمير" بالحد الأقصى 10 في المائة عند سعر 1.080 دينار، "السيف للعقارات" 9.8 في المائة عند 0.137 دينار، "الأهلي المتحد" 1.4 في المائة عند 0.680 دولار، و"بيت التمويل الخليجي" 0.87 في المائة عند 1.140 دولار.
ودفعت الارتفاعات الطفيفة لأسهم قيادية وثقيلة مثل: "صناعات قطر" و"بنك قطر الوطني"، و"بنك قطر التجاري" مؤشر سوق الدوحة لتحويل مساره من الهبوط إلى الإغلاق بميل نحو الارتفاع الطفيف لتكون السوق الخليجية الوحيدة المرتفعة أمس والمستقرة على مدار الأسبوع دون خسائر فادحة كبقية الأسواق.
وتمكنت السوق من إنهاء أسبوعها فوق مستوى 6600 نقطة وبتداولات ظلت فوق النصف مليار ريال يوميا بلغت أمس 650 مليون ريال من تداول 16.4 مليون سهم منها نسبة 53.6 في المائة لخمسة أسهم هي: "الريان"، "بروة"، "التجاري"، و"صناعات قطر"، و"المصرف الإسلامي"، وباستثناء هبوط الأول بنسبة 1.9 في المائة والثاني 2.6 في المائة ارتفعت أسعار الأسهم الثلاثة المتبقية بنسب 0.62 و0.42 و0.25 في المائة على التوالي.
وارتفع سهم "قطر الوطني" الأثقل في قطاع البنوك بنسبة 2 في المائة إلى 169 ريالا والبنك الدولي 0.18 في المائة إلى 56.70 ريال في حين انخفض سهم "كيوتل" بنسبة 2.8 في المائة إلى 111.90 ريال، وأعلنت الشركة عن موافقة السلطات الإندونيسية على عرض شرائها حصة أغلبية بنسبة 65 في المائة من أسهم شركة أندوسات