عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12-27-2008
الصورة الرمزية alsewaidi
 
alsewaidi
أبو ماجد

  alsewaidi غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 585
تـاريخ التسجيـل : 05-08-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 2,046
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : alsewaidi مبدع
افتراضي ‏أتدري من علَّمني الخشوع في صلاتي ?

‏أتدري من علَّمني الخشوع في صلاتي ? ‏أتدري من علَّمني الخشوع في صلاتي ? ‏أتدري من علَّمني الخشوع في صلاتي ? ‏أتدري من علَّمني الخشوع في صلاتي ? ‏أتدري من علَّمني الخشوع في صلاتي ?

بقلم الدكتور / عبد الرحمن العشماوي


‏قال لي:‏أتدري من علَّمني الخشوع في صلاتي‏ووقوفي أمام ربي سبحانه وتعالى، حتى أصبحت أتذوَّق لذة الصلاة، وأجد فيها الراحةَ‏كلَّ الراحة من العناء؟ إنه رجلٌ نصرانيٌّ حضرت له محاضرةً خاصةً باللياقة‏البدنيَّة ألقاها في النادي الرياضي الذي أعمل فيه.

‏قلت‏له: ‏كيف حدث ذلك؟

‏قال: ‏استضاف النادي‏الرياضي رجلاً رياضياً عريقاً من إحدى الدول الأوروبية متخصِّصاً في اللياقة‏البدنية ووسائلها وعلاقتها بمخّ الإنسان ونفسه، وحضرت تلك المحاضرة شغوفاً بما‏سأسمع من ذلك الرجل الشهير في مجاله من أساليب اللياقة البدنية ووسائلها، وكان كلّ‏همِّي أن أستعين بما أسمع منه على تدارك ما بقي لي من لياقة بدنية قضيت على أكثرها - ‏مع الأسف - بما ألتهمه من وجباتنا وولائمنا الدَّسمة التي ما تزال ترى (المفطَّح) ‏رمزاً للجود والكرم.

‏حضرت تلك المحاضرة التي‏كانت ناجحةً بما طرحته من معلومات مهمة في هذا المجال، ولكنَّ المعلومة الأهم هي‏التي علَّمتني معنى الخشوع في صلاتي، هذا المعني الذي لا يكاد يدركه ويعيشه إلا‏القليل من مليارنا المسلم الذي ما يزال معظمه بعيداً عن حقيقة ديننا العظيم.

‏قلت لصاحبي: ‏دعك من الاستطراد وحدّثني عن درس‏الخشوع الذي تعلَّمته من النصراني.

‏قال: ‏تحدَّث‏الرجل عن العلاقة بين أعضاء جسم الإنسان وبين المخ وما فيه من عجائب، وأشار إلى‏أهمية اللياقة البدنية في حصول الاسترخاء الذهني، وأهمية استرخاء المخ في اللياقة‏البدنية، وقال: إن هنالك طريقتين من طرق الحصول على الاسترخاء الذهني، والرَّاحة‏النفسية الكاملة التي تجعل الإنسان حيوياً قادراً على الإبداع، والعطاء المتجدِّد‏جسدياً وروحياً.

‏الطريقة الأولى‏تبدأ من الجسم إلى‏المخ، وهي طريقة (المساج) ‏وتمرين الأعضاء بأساليب متعارف‏عليها عالمياً. فإن أعضاء الجسم إذا استخدمنا معها التمارين الطبيعية تخلصت من‏التشنج، وأصبح جريان الدورة الدموية فيها هادئاً طبيعياً، وفي ذلك تأثير إيجابي على‏المخ يجعل صاحبه يشعر بالراحة والاسترخاء.

‏أما الطريقة‏الثانية- ‏وهي الأهم - فهي تبدأ من المخ إلى الجسم، ولا تتم إلا إذا استراح‏مخ الإنسان وهدأت نفسه، وتحقق له التركيز الذهني الذي يريح ذهن الإنسان من التشتت‏والاضطراب، ثم قال المحاضر: أتدرون ما أفضل وسيلة لتحقيق الطريقتين في آن واحد؟

إنها الصلاة عند المسلمين، بشرط أن يتحقق فيها الأداء الكامل لحركاتها‏الجسدية، وتركيز الذهن الكامل الذي يسمى (الخشوع في‏الصلاة(.

‏قال صاحبي:‏هنا بدا الانبهار على‏وجوهنا جميعاً نحن المسلمين، وبدا أثر إحساسنا بما نحن عليه من التفريط في هذه‏الكنوز العظيمة التي يحتوي عليها ديننا العظيم، لقد أكد لنا المحاضر أن نموذج‏الصلاة عند المسلمين هو الأنموذج الفريد الذي يحقق معنى الراحة النفسية الكاملة‏التي تؤثر تأثيراً كبيراً في ذهن الإنسان وتفكيره وشعوره وراحته النفسية، وفي نشاطه‏الجسدي ولياقته البدنية. هنا تذكرت معنى الراحة فيما ورد عن رسولنا صلى الله عليه‏وسلم من قوله لبلال: (أرحنا بها) ‏أي بالصلاة، وتذكرت ما‏كنَّا نتعلمه ونحن صغار من شروط الصلاة وواجباتها، وما كان يكرره المعلم على‏مسامعنا من كلمة (الطمأنينة) ‏في الركوع والسجود.

‏بل تذكرت ذلك الرجل الإفريقي الذي صليت بجواره في الحرم المكي ذات يوم،‏فرأيت من سجوده وركوعه وخشوعه واستمتاعه بالقراءة والتسبيح في صلاته ما بهرني حتى‏اشفقت عليه من طول الوقت الذي قضاه في ركعتي تحية المسجد، وعلمت أنه كان في غاية‏الراحة والمتعة ولذة العبادة. نعم يا صاحبي، لقد تعلَّّمت من ذلك المحاضر النصراني‏معنى الخشوع في الصلاة، وما زلت أدعو له أن يمنَّ الله عليه باعتناق‏الإسلام
توقيع » alsewaidi
قال بعض السلف:"قد أصبح بنا من نعم الله تعالى ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه فلا ندري أيهما نشكر، أجميلُ ما ينشر أم قبيح ما يستر...؟"
رد مع اقتباس