توقع مزيد من الاضطرابات الاقتصادية وبعض الأمل
في عام 2009
كيم كوجهيل من سنغافورة - رويترز
ودع العديد من المستثمرين أمس، واحدا من أسوأ الأعوام في التاريخ غير آسفين وداعين الله أن تفلح خطط الإنقاذ الحكومية في إخراج الاقتصاد العالمي من ركوده في وقت لاحق العام الجديد.
ويتوقع المحللون المزيد من الاضطرابات الاقتصادية في الآجل القريب مع استمرار تواتر التقارير الاقتصادية السيئة التي تشير للمزيد من حالات الإفلاس والديون المعدومة وفقد الوظائف على الأقل في الأشهر الأولى من العام الجديد.
وجعلت أسوأ أزمة مالية منذ 80 عاما والتي أثارتها أزمة الرهون العقارية عالية المخاطر في الولايات المتحدة من هذا العام الأسوأ بالنسبة للمستثمرين، إذ أصاب الكساد الاقتصاد العالمي.
وقال مايكل هيفرنان من (أوستوك جروب) في النمسا "كان عاما صادما لم يترك شيئا في مذبحة الأسواق".
وأطاح الانهيار بنحو 14 تريليون دولار من القيمة السوقية حسب مؤشر الأسهم العالمية للشركات الكبرى.
وبالنسبة لكل الأسواق كانت الأضرار هي الأسوأ. وقال اتحاد البورصات العالمي الذي يراقب 53 اقتصادا ناشئا، إن نحو 30 تريليون دولار من القيمة السوقية تبخرت في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر).
وأحدثت الأزمة كذلك تغييرات جذرية على الساحة المالية فانهارت بنك بير شتيرنز وبنك ليمان براذرز وتحملت العديد من البنوك الأخرى خسائر كبيرة وتجمد النظام الائتماني الذي يبقي على حركة الاقتصاد العالمي.
وخسر مؤشر ستاندارد آند بورز الأمريكي نحو 40 في المائة.
وهو أكبر انخفاض سنوي له منذ عام 1931 خلال الكساد العالمي. عندما انخفض 47.1 في المائة.
ومازال ضحايا الأزمة يسقطون بإعلانات يومية تقريبا عن خسائر شركات وفقد وظائف وتهاوي أسعار أصول من سيارات إلى منازل.
وتراجع سعر النفط دون مستوى 37 في المائة مع تباطؤ الاقتصاد الذي أثر على الطلب عليه. وكان الذهب من السلع القليلة التي تنهي العام على ارتفاع فزاد سعره بنسبة 4 في المائة، إذ تشبث به المستثمرون القلقون باعتباره أكثر الاستثمارات أمانا في أوقات الاضطرابات.
وصدرت بيانات أمس الأول تفيد بأن أسعار المنازل الأمريكية انخفضت بنسبة 18 في المائة في عام حتى تشرين الأول (أكتوبر) وأن ثقة المستهلكين سجلت أدنى مستوياتها.
لكن مع خفض البنوك المركزية لأسعار الفائدة لدعم النمو وضخ الحكومات المال في النظام يرى بعض المستثمرين دلائل إيجابية في عام 2009.
وقال مايك لينهوف كبير المحللين في بروين دولفين "أعتقد أن الوضع سيتحسن بعض الشيء في العام الجديد ثم يستقر لفترة. صناع القرار في العالم يبذلون ما في وسعهم".
وأكد البنك المركزي الصيني أمس، أنه سيطبق سياسة نقدية أكثر تساهلا في إطار سعيه لدعم النمو الذي كان ذات يوم أسرع نمو في العالم.
وتوقع بعض الاقتصاديين نموا بمعدل 5 في المائة العام المقبل وهو سيكون
الأدنى في الصين منذ نحو 20 عاما. وخفض بنك الصين المركزي أسعار الفائدة خمس مرات منذ منتصف أيلول (سبتمبر) الماضي.
وبدأت أسواق الائتمان العالمية تظهر بعض الدلائل على التحسن، لكن البنوك ظلت محجمة عن إقراض الشركات والمستهلكين خوفا من قروض معدومة مع تدهور أحوال الاقتصاد.
وخطط التحفيز الحكومية وعمليات إنقاذ الشركات وخفض الفائدة تحتاج إلى وقت لتؤتي ثمارها، ونتائجها الكاملة مازالت محل نقاش من جانب المحللين والاقتصاديين.