عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01-06-2009
الصورة الرمزية @ بن سلمان @
 
@ بن سلمان @
ثمالي نشيط

  @ بن سلمان @ غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 156
تـاريخ التسجيـل : 01-10-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 14,724
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 20
قوة التـرشيــــح : @ بن سلمان @ مبدع
افتراضي محاسبة النفس .. موضوع مشارك

محاسبة النفس .. موضوع مشارك محاسبة النفس .. موضوع مشارك محاسبة النفس .. موضوع مشارك محاسبة النفس .. موضوع مشارك محاسبة النفس .. موضوع مشارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقسم الله سبحانه وتعالى بالنفس , قال تعالى : ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ) الشمس : (7) .
فمن ذلك نستلهم عظم النفس وسموها , والمفلح من عظم هذه الذات وجنبها الشيطان وطريقه , وحاسبها حساب المهتم بها اللائم تقصيرها , يقول الحسن رحمه الله إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه على كل حالاته ، يستقصرها في كل ما يفعل ، فيندم ويلوم نفسه ، وإنّ الفاجر ليمضي قدمـاً لا يعاتب نفسه
.
يقول الله تعالى :
( ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( الحشر:18 )
ذكر ابن كثير في تفسير قوله: وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَد- حاسبوا- أنفسكم قبل أن تحاسبوا وانظروا ماذا ادّخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم .

عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { الكيّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني } [رواه الإمام أحمد والترمذي].

يقول أحدهم محاسباً نفسه ناصحاً إياها ومحذرها :
[poem="font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]تجهزي بجهاز تبلغين به = يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثاً
وحاذري سقطة الذل وانكسري = باب كريم كم هدى وعفا
واخشي حوادث صرف الدهر في مهل = واستيقظي لا تكوني كالذي سقطا
في هوة الذل كان فيها قطع مدته = فوافت النفس سعيها كما سلفانا [/poem]

بالأمس ودعنا عام 1429 , و استقبلنا عام 1430 , وكلنا يهنئ الآخر ويبارك له انقضاء عام وبداية عام , ونحن لا ندري ما كسبت أنفسنا

[poem="font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
إنا لنفـرحُ بالأيـامِ نقطعُـها = وكـلَّ يومٍ يُدني من الأجـلِ
فاعمل لنفسِكَ قبلَ الموتِ مجتهداً = فإنما الربحُ والخسرانُ في العملِ [/poem]

ما أجمل محاسبة النفس والوقوف معها وقفة مراجعة , ومعرفة عيوبها والتوبة عنها , وتدارك ما فاتها , وعلى الإنسان أن يعمل على التخلص من الكبر والعجب من الفعل والسعي على الحق .

وتأتي محاسبة النفس على نوعين , الأول منها قبل العمل , والثاني بعد العمل
أما قبل العمل فيكون بمحاولة الإنسان معرفة قدرته بفعل الأمر من عدمه , وهل في فعله خير في دنياه وآخرته , أو أنه ربما يعود عليه بشريها , ويعمد إلى تركه , وينظر إلى نيته هل هي لله تعالى خالصة ؟ أم لتحقيق مصلحة دنيوية .
أما النوع الثاني في محاسبة النفس وهو بعد العمل بمراجعتها والوقفة معها ويدخل تحته محاسبة النفس على طاعة قصرت فيها أو ترك خير لم تفعله أو طاعة لهوى نفس .

ولا شك في أن الاجتهاد ومحاسبة النفس يفضي إلى راحتها والطمأنينة لفعلها والمداومة على الخير
وهنا بعض الوصايا التي من شأنها المساعدة في محاسبة النفس مثل القراءة في سير السلف الصالح ومجالسة الأخيار الذين يحاسبون أنفسهم , ويصدقونك في إظهار عيوب نفسك , والابتعاد عن من يزين لك سوء العمل وقبحه .

قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وأضر ما عليه الإهمال، وترك المحاسبة والاسترسال، وتسهيل الأمور وتمشيتها، فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذه حال أهل الغرور، يغمض عينيه عن العواقب ويمشي الحال ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر في العاقبة، وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب وأَنِس بها، وعسر عليه فطامها، ولو حضره رشده لعلم أن الحمية أسهل من الفطام وترك المألوف والمعتاد.

[poem="font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]إذا ما أطعت النفس في كل لذة = نسيت إلى غير الحجا والتكرم
إذا ما أجبت النفس في كل دعوة = دعتك إلى الأمر القبيح المحرم
[/poem] .
ذكر ابن القيم – رحمه الله - أن محاسبة النفس تكون كالتالي :
أولاً : البدءُ بالفرائض ، فإذا رأى فيها نقصٌ تداركهُ .
ثانياً : النظرُ في المناهي ، فإذا عرَف أنه ارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبةِ والاستغفارِ والحسناتِ الماحية .
ثالثاً : محاسبةُ النفس على الغفلةِ ، ويَتَدَاركُ ذلِك بالذكرِ والإقبالِ على ربِ السماوات ورب الأرض رب العرش العظيم .
رابعاً : محاسبةُ النفس على حركاتِ الجوارح ، وكلامِ اللسان ، ومشيِ الرجلين ، وبطشِ اليدين ، ونظرِ العينين ، وسماعِ الأذنين ، ماذا أردتُ بهذا ؟ ولمن فعلته ؟ وعلى أي وجه فعلته .

ويرى بعض التربويين أن يقوم الإنسان بتسجيل ما يصدر من أفعال وأقوال على صفحة مقسومة جاعلاً الجزء الأيمن منها للحسنات والجزء الآخر للسيئات أو الأخطاء .
اقول وربما يكون ذلك مجدياً في مواجهة النفس وموازنة الأفعال .



موضوع مشارك
رد مع اقتباس