تراجع أسعار مواد البناء في قطر يزيد من تشييد المساكن الخاصة
مأمون عياش - الدوحة
عاد سوق البناء في قطر ليشهد حركة نشاط ملحوظ على صعيد تشييد المساكن الخاصة مستفيداً من تراجع أسعار العديد من مواد البناء خصوصا الحديد والاسمنت الذي انخفض وفق خبراء عقاريين بنسبة تقدر بحوالي 30 بالمائة خلال شهر ديسمبر الماضي.
وصرح مقاولون وخبراء عقاريون لـ«اليوم» بأن سوق البناء انتعش مجدداً في الآونة الاخيرة بسبب اقبال الكثير من المواطنين وتحديداً من شريحة الموظفين على تشييد مساكن خاصة بهم إذ أن البعض منهم ارجأ الشروع في البناء لحين انخفاض أسعار مواد البناء التي وصلت خلال السنوات الثلاث الاخيرة الى مستويات غير مسبوقة في حين بقيت مئات المساكن قيد الانشاء تنتظر الانتهاء من إنجازها بعد أن توقف أصحابها عن إتمام البناء نتيجة ارتفاع الاسعار وكانت شركة قطر ستيل خفضت أسعار بيع الحديد في السوق المحلي اعتباراً من نوفمبر الماضي ليصبح سعر التجزئة ما بين 2400 و 2460 ريالا للطن.
وقدر عاملون في قطاع المقاولات نسبة معدلات الزيادة في بناء المساكن الخاصة من فلل وبيوت شعبية بما يتراوح بين 20 و 30 بالمائة وهو ما يؤكده الخبير العقاري أحمد السليم الذي يشير الى أن سوق البناء القطري لم يتأثر كثيرا بتداعيات الازمة المالية العالمية حيث ان السوق يحتاج الى آلاف الوحدات السكنية في ظل تزايد أعداد السكان ونقص المعروض من المساكن.
ويوضح السليم أن هناك اقبالا على شراء مواد البناء من قبل المقاولين والشركات العقارية مشيراً الى أن حركة البناء شهدت تراجعاً نسبيا خلال فترة ارتفاع الاسعار لكن الصورة بدأت بالتغير مع مرور الوقت فضلا عن أن «الصدمة النفسية» التي سببتها الازمة المالية العالمية بدأت آثارها بالزوال شيئا فشيئا ليعود السوق الى طبيعته وان بشكل تدريجي.
وقال يوسف الفريدوني رجل الاعمال ان تراجع تكاليف البناء بشكل عام هو أحد الاسباب الرئيسية في الإقبال على بناء المساكن الخاصة في الوقت الحالي، مشيراً الى أن استقرار أسعار مواد البناء سيزيد من حجم تشييد هذا النوع من المساكن كما سينعكس ايجابياً على كافة قطاعات السوق العقاري ويضيف : لا شك أن ارتفاع الطلب على الارض وزيادة أسعار مواد البناء هما بمثابة عامل التحكم الرئيسي في الجانب السعري للمساكن وهو ما دفع قيمة العقار حتى في المشاريع ذات القيمة المتوسطة الى الارتفاع بمعدلات كبيرة في حين أن الوضع الجديد سيسهم في الوصول الى سعر عادل للعقار.
ويأمل عاملون في قطاع المقاولات العمرانية أن تشهد بقية مواد البناء كالسيراميك والرخام والمواد الكهربائية والصحية انخفاضا هي الاخرى حيث لاتزال أسعارها مرتفعة الى الآن ومن شأن انخفاض أسعار هذه المواد الذي يترافق كذلك مع هبوط أسعار الاراضي أن يؤدي الى انخفاض تكاليف البناء بما يعود بالنشاط على السوق العقاري الذي شهد ركودا ملموسا في الربع الاخير من العام 2008.