عبد الرحمن إسماعيل من دبي
بعد ارتفاعات قوية مطلع العام الجديد استمرت ليومين وأشاعت جوا من التفاؤل بين أوساط المتعاملين أنهت أسواق الأسهم الخليجية الأسبوع الأول من عام 2009 بهبوط شبه جماعي أمس بعدما تعرضت لموجة جني أرباح ومضاربات بددت كامل المكاسب القوية التي تحققت في أول جلستين من بداية الأسبوع.
ونجت الأسواق الإماراتية التي كانت أكبر الأسواق الخاسرة في عام 2008 من موجة الهبوط في الأسبوع الأول من العام، مسجلة ارتفاعات قوية بنهاية الأسبوع بنسبة 5.7 في المائة لسوق أبو ظبي و5.6 في المائة لسوق دبي حصيلة أربع جلسات فقط بسبب تعطيل العمل مطلع الأسبوع لوفاة حاكم أم القيوين، ورغم عمليات جني الأرباح التي تعرضت لها السوقان على مدار جلستين أقواها أمس، حيث انخفض مؤشر سوق دبي بحدة بنسبة 2.4 في المائة ونصف في المائة لسوق أبو ظبي.
وبنهاية الأسبوع حصدت الأسهم الإماراتية مكاسب بقيمة 19.6 مليار درهم من ارتفاع مؤشرها العام بنسبة 5.4 في المائة وبتداولات أسبوعية للسوقين معا بقيمة 2.6 مليار درهم،
والخاسر الأكبر في الأسبوع الأول من العام سوق الدوحة التي كانت أقل الأسواق خسارة العام الماضي وتعرضت على مدار الأسبوع لموجة من جني الأرباح تسببت في تراجعها بنسبة 6.6 في المائة وإن تمكنت السوق أمس وبعد ثلاث جلسات من التراجع القوي من الارتداد بنسبة 2.2 في المائة.
وسجلت بورصة الكويت ثاني أكبر انخفاض أسبوعي بنسبة 5.2 في المائة، منها 0.76 في المائة في جلسة الأمس استمرارا لحالة التقلب التي تعيشها السوق، في حين انخفضت سوق البحرين بنسبة 1.3 في المائة على الرغم من أنها عقدت ثلاث جلسات فقط بسبب عطلة ذكرى عاشوراء يومي الثلاثاء والأربعاء الماضين واستأنفت عملها أمس بهبوط 0.69 في المائة، وجاءت سوق مسقط أقل الأسواق تراجعا بربع في المائة على مدار الأسبوع وتراجعت بالأمس 0.63 في المائة.
ومن تعاملات الأسبوع الأول من العام الجديد يرى محللون أن الأسواق لم تغير مسارها الهابط الذي أنهت به عام 2008 وإن ظهر على السطح عودة المضاربين الذين يستغلون حالة الترقب لنتائج الشركات وتوزيعات أرباحها لعام 2008 من خلال الدخول والخروج السريع، وهو ما يجعل مؤشرات الأسواق كافة في حالة من التقلب والتذبذب.
وأرجعوا استمرار تدني أحجام وقيم التداولات إلى بقاء المحافظ الفاعلة التابعة للبنوك وكبار المتعاملين خارج الأسواق في الفترة الحالية مفضلة عدم اتخاذ أي قرارات بالاستثمار إلى حين الوقوف على نتائج الشركات وتوزيعات أرباحها.
واستمرت عمليات جني الأرباح في سوق دبي للجلسة الثانية بضغط من كافة أسهمها القيادية وسط تدن في قيم التداولات التي بلغت قيمتها 250 مليون درهم منها 108 ملايين درهم لسهم "إعمار" الذي فشل في الحفاظ على بقائه فوق مستوى 2.50 درهم بعدما تواصلت عليه عمليات البيع وأفقدته 7.2 في المائة إلى 2.42 درهم وأنهى الأسبوع ككل مرتفعا بنسبة 7 في المائة.
وتراجعت أسعار 19 شركة مقابل ارتفاع أسعار خمس شركات فقط، وهبطت كافة الأسهم القيادية باستثناء سهم "الإمارات دبي الوطني" الأثقل في المؤشر بنسبة 3.6 في المائة إلى 3.45 درهم وهو ما قلل من خسائر السوق، في حين واصل سهم "أرابتك" تراجعه متأثرا بإلغاء عقد بأكثر من أربعة مليارات درهم كانت قد حصلت عليه شركة أرابتك من شركة الميدان في دبي، وكسر السهم هبوطا حاجز الدرهمين إلى 1.96 درهم قبل أن يعود من جديد ويغلق عند 2.04 درهم، وأنهى الأسبوع منخفضا بنسبة 9.7 في المائة.
وقللت ارتفاعات قوية لأسهم العقارات من خسائر سوق أبو ظبي التي تعرضت للضغط من أسهم البنوك التي كانت داعمة طيلة الجلسات الماضية لارتفاع المؤشر، ورغم الهبوط سجلت أسعار خمسة أسهم ارتفاعات بالحد الأعلى 10 في المائة وهي أسهم "الدواجن"، "ميثاق"، "أبو ظبي بناء السفن"، "طيران أبوظبي"، و"أسمنت الخليج".
واستمر سهم "صروح" في تسجيل ارتفاعات قياسية بنسبة 4.8 في المائة مرتدا من جديد فوق مستوى الدراهم الأربعة إلى 4.03 درهم و"الدار العقارية" 1.1 في المائة إلى 4.47 درهم في حين انخفض سهم "الاتصالات" الأثقل في المؤشر بأقل من 1 في المائة إلى 10.45 درهم.
وبعد ثلاث جلسات من التراجع القوي، ارتدت سوق الدوحة بقوة بدعم من أسهمها القيادية خصوصا سهم "صناعات قطر" وأسهم البنوك التي عادت من جديد لاستقطاب عمليات شراء دفعت المؤشر للارتفاع غير أن التداولات لا تزال ضعيفة بقيمة 244.4 مليون ريال من تداول 8.6 مليون سهم منها 3.5 مليون لسهمي "الريان" و"ناقلات" وارتفع الأول بأقل من 1 في المائة إلى 10.80 ريال والثاني 2.4 في المائة 20.90 ريال.
وارتفع سهم "صناعات قطر" بعد تراجع مستمر طيلة الجلسات الثلاث الماضية بنسبة 1.9 في المائة إلى 90.50 ريال، وسهم بنك قطر الوطني الأثقل في قطاع البنوك 3.1 في المائة إلى 160.60 ريال، وسجل سهم "الخليج للمخازن" أعلى ارتفاع 8.6 في المائة إلى 20.40 ريال على وقع إعلان الشركة عن توقيع مذكرة تفاهم للاندماج مع شركة أجيليتي قطر التابعة لشركة أجيليتي القابضة الكويتية.
واستمرت موجة الهبوط في بورصة الكويت التي لا تزال تتقلب على وقع حالة عدم اليقين من تفعيل نشاط المحفظة المليارية، وتلقى المؤشر ضغطا من كافة القطاعات المدرجة باستثناء ارتفاع طفيف لأسهم قطاعي البنوك والأسهم غير الكويتية، وبتداولات لا تزال على حالة الضعف بقيمة 38.5 مليون دينار من تداول 125.2 مليون سهم.
وقللت ارتفاعات الأسهم القيادية خسائر السوق التي شهدت تراجع أسعار 63 شركة مقابل ارتفاع أسعار 25 شركة أخرى، واستمر سهم "جلوبل" في التراجع القوي بنسبة 6.5 في المائة إلى 0.142 دينار في حين استقر سهم "زين" دون تغير عند سعر 0.840 دينار وارتفع سهم بنك الكويت الوطني 1.7 في المائة إلى 1.180 درهم وسهم "بيتك" 1.6 في المائة إلى 1.260 دينار و"مشاريع الكويت" 1 في المائة إلى 0.495 دينار.
وبعد عطلة استمرت يومين لذكرى عاشوراء، استأنفت سوق البحرين نشاطها ولكن بموجة هبوط قادتها أسهم البنوك والاستثمار، ولم يرتفع سوى سهم "فنادق الخليج" 2.3 في المائة عند 0.440 ريال وسط تداولات ضعيفة بقيمة 211.7 ألف دينار من تداول 905.2 ألف سهم منها 735 ألفا لسهمي "بيت التمويل" و"مصرف الإثمار"، وسجل الأخير أكبر انخفاض بنسبة 8.5 في المائة إلى 0.215 دولار.
وأعلنت وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني أنها غيرت التقييم الممنوح لبنك البحرين الوطني أكبر بنك في البحرين وكذلك بنك البحرين والكويت من مستقر إلى سالب على وقع تغيير الوكالة تقييمها للمملكة، وهبط سهم بنك البحرين الوطني بنسبة 0.75 في المائة إلى 0.660 دينار و"البحرين والكويت" ربع في المائة إلى 0.500 دينار.
وحافظت سوق مسقط على وتيرة الهبوط الطفيف مدعومة بارتفاعات طفيفة لسهم "عمانتل" الأنشط من حيث قيمة التداولات بنسبة 1 في المائة إلى 1.536 ريال في حين جاء الضغط على المؤشر من أثقل أسهمه بنك مسقط منخفضا 1.2 في المائة إلى 0.797 ريال.
واستمرت السوق في تسجيل مستويات متدنية جديدة فيما يتعلق بأحجام وقيم التداولات التي بلغت قيمتها 1.7 مليون ريال من تداول 3.6 مليون سهم، منها 1.2 مليون لأربعة أسهم هي "عمانتل"، بنك مسقط، "النهضة للخدمات"، و"فنادق الباطنة"، وباستثناء ارتفاع أربعة أسهم فقط سجلت أسعار 16 شركة انخفاضا أكبر لسهم "الشرقية للاستثمار" بنسبة 8.4 في المائة إلى 0.120 ريال.