[صقر قريش]

البعض يخشى من إساءة استخدامه وآخرون يؤكدون أنه خوف غير مبرر
مدارس تمنع الطلاب من ارتداء العقال وتقصره على الاحتفالات
المدينة المنورة: خالد الجهني
تباينت آراء عدد من مديري المدارس بالمرحلة الثانوية بالمدينة المنورة بخصوص ارتداء الطلاب للعقال في المدارس، حيث أكد بعضهم على أن الأنظمة عادة لا تمنع لبس العقال في وقت الدراسة، خصوصا أنه من العادات الحميدة التي توارثتها الأجيال، ولكنهم أيدوا عدم لبس الطلاب له في المدرسة، خوفا من استخدام الطلاب له بشكل سيئ، وأيضا للتمييز بين المعلم والطالب، وعادة ما يسمح فقط للطلاب بارتدائه وقت الاحتفالات التي تقام في المدرسة. بينما أيد آخرون ارتداء العقال في المدرسة، مؤكدين أن الخوف من استخدامه بشكل خاطئ غير مبرر.
يقول مدير ثانوية الأمير مقرن بن عبدالعزيز بالمدينة إبراهيم ترجمان إن عدم لبس الطالب للعقال يعطي فرصة لنا لمعرفة الطالب من المعلم، حيث إن أغلب الطلاب تكون بنيته الجسمانية - بحسب وصفه - قريبة من المعلم، خاصة من يكون منهم من طلاب الصف الثالث.
ويذهب ترجمان إلى أنه لم يلبس عقالاً وقت دراسته للمرحلة الثانوية قبل 30 عاما مضت، وأنه كان يجلب معه العقال ويتركه في السيارة عند نزوله للمدرسة، ويقوم بلبسه عند الانصراف.
فيما يرى وكيل ثانوية (طيبة) سليمان صالح السلوم أن في ذلك تميزا خاصا للطالب عن ولي الأمر أو مراجعي المدرسة، وكذلك المعلمين والذين يحرصون على لبس العقال بشكل دائم.
ويضيف السلوم أنه ربما يستخدم الطالب العقال كي يؤذي زميلا له، مشيرا إلى أنه لا توجد أنظمة تنص على عدم لبس العقال من قبل الطالب. وأنه عادة ما يسمح له به فقط وقت الاحتفالات التي تقام في المدرسة.
أما وكيل ثانوية الملك فهد هاني عقيل سندي فيرى أن لبس العقال لطلاب المرحلة الثانوية كان أمرا متعارفا عليه في الوسط التعليمي والاجتماعي منذ قديم الزمان، وأنه أمر متوارث من جيل إلى جيل، يقول "كان في الماضي لا يلبس العقال سوى الرجل البالغ والكبير في السن، وكان أغلب المجتمع والطلاب في تلك الحقبة من الزمن يلبسون العصبة على الرأس".
ويضيف سندي أن من المتعارف عليه أن الطلاب قديما كانوا لا يلبسون العقال إلا بعد توديع كراسي المدرسة.
وخالف المشرف الطلابي بثانوية أحد أسعد مصطفى الطوري آراء سابقيه، حيث إنه من المؤيدين للطلاب في لبس العقال في وقت الدراسة، حيث تمنحه ثقة في النفس وقوة الشخصية، وتؤكد ثقافته الخاصة.
ويضيف أن لبس الطالب للعقال مكمل للثوب السادة والشماغ والتي يشتهر فيها الشعب السعودي، وأن الخوف من أن الطالب يستخدم العقال في ضرب زميله ليس مبررا، وليس الطلاب جميعهم مشاغبين.
واكتفى الطالب نواف الجهني والذي يدرس في المرحلة الثانوية بالقول إنه لا يعرف السبب في عدم لبس العقال وقت الدراسة رغم أنه تعود أن يلبسه خارج أسوار المدرسة.
أما الطالب محمد فهد في ثانوية الأنصار فهو يرفض - بحسب وصفه - أن يلبس الطلاب العقال، مشيرا إلى أنه ربما يستخدم في طرق غير صحيحة قد تضر بالآخرين مثل أن يستخدمه في "الخنق" أو الضرب، مضيفا أن الطلاب عادة ما يستخدمون الشماغ في خنق زملائهم عند المزاح، فكيف إذا ما توفر لهم العقال.
إلى ذلك قال الأخصائي الاجتماعي بمستشفى الطب النفسي بالمدينة المنورة عماد رفاعي إن لبس العقال لطلاب المرحلة الثانوية يعطيهم ثقة بالنفس، وإنهم أصبحوا رجالا كبارا يعتمد عليهم، وطالب إدارة التربية والتعليم بالسماح بذلك كي تكتمل صورة الزي السعودي المتعارف عليه