محددات إتجاه الأسعار السوقية للأسهم خلال المرحلة القادمة «1-2»
د. عبدالله الحربي
باقتراب انتهاء المهلة المحددة من قبل هيئة السوق المالية والمعطاة للشركات المدرجة أسهمها بسوق الأسهم السعودية للإفصاح والإعلان عن نتائجها المالية الفصلية للربع الرابع وكذلك النتائج المالية السنوية للعام المنصرم بأكمله، تكون السوق قد دخلت مرحلة حرجة جدا ومشوبة بالترقب والانتظار من قبل مختلف شرائح المتعاملين، حيث تكثر التساؤلات من قبل المتعاملين والمحللين عن مدى إنعكاس تلك النتائج على الأسعارالسوقية للأسهم، وهل سوف تكون هي المحدد الأوحد لإتجاه المؤشرالعام خلال الفترة القليلة القادمة؟ الواقع أنني أرى أنه في البداية يجب التنبيه إلى أن التحسن النسبي الطفيف الذي طرأ على السوق خلال تعاملات الأسبوعين الماضيين والأرتفاعات التي شهدتها أسعارأسهم مجمل شركات السوق وعلى مدار تعاملات تسعة أيام متتالية، لايجب أن يكون مقياسا أو مؤشرا حقيقيا لانتها مرحلة التصحيح السعري القصري لأسهم شركات السوق. وذلك لأنني أرى أن تلك الأرتفاعات التي شهدتها السوق مؤخرا لم تكن بدفع من دخول سيولة إستثمارية حقيقية طويلة المدى كما قد يتوقع البعض، بل أرى أنها جاءت بدفع من دخول أموال مضاربية ساخنة أرادت تحقيق مكاسب رأسمالية سريعة من خلال الاستفادة القصوى من الفروقات السعرية وذلك بعد أن وصلت أسعار أسهم مجمل شركات السوق إلى مستويات دنيا حيث أصبحت تتداول معظم أسهم الشركات القيادية والشركات ذات المراكز المالية القوية تحت أسعارها العادلة. كما أن تلك الإنخفاضات الكبيرة في أسعارأسهم الشركات خلال العام المنصرم قد خلقت فرصا كبيرة لمدراء المحافظ والصناديق الأستثمارية لمحاولة إعادة تقييم وترتيب مراكزهم الأستثمارية. أي أن الأرتفاعات الأخيرة في أسعارأسهم الشركات قد جاءت لتحقيق أهداف آنية قصيرة المدى والتأثير على مسار السوق خلال المرحلة القادمة. وعليه فإنني لازلت أرى أن السوق لم تعد بعد إلى حالة التوازن والاتزان المنشود. أما عن مدى إنعكاس النتائج المالية الفصلية والسنوية للعام المنصرم على الأسعارالسوقية للأسهم، فإنني أستطيع القول أن ذلك حتما سوف يعتمد على طبيعة تلك النتائج المالية المعلنة. أي أنني أرى أنه إذا أتت النتائج المالية في حدود أو أقل من التوقعات المتفائلة من قبل النقاد والمحللين المستقلين، فإنه احتمال لن يكون لتلك النتائج أية تأثيرات إيجابية على القيم السعرية لأسهم شركات السوق، وذلك لأن الأسعارالسوقية وكماهومعروف في أبجديات أسوق المال تخصم مسبقا النتائج المالية للشركات في أسعارالأسهم قبل إعلانها. أي أنه من المتوقع ألايكون للنتائج المالية الفصلية والسنوية تأثيرات إيجابية على مسارأسعارالأسهم السوقية إلاإذا جاءت تلك النتائج فوق مستوق التوقعات. إلاأنه يجب التنبيه إلى أن ماذكر أعلاه يمكن الإستناد والركون إليه فقط عند تقييم إتجاهات أسعار الأسهم السوقية في الأحوال العادية والطبيعية. إذ أنه في الأحوال العادية يمكن استقراء إتجهات الأسعارالسوقية للأسهم بناء على طبيعة الأرباح المحققة خلال الفترة المنتهية وكذلك الأرباح المتوقع تحقيقها خلال الفترة القادمة. وذلك لأنه في الأحوال الاعتيادية يمكن أن ينظرللأسعارالسوقية للأسهم كمرآة أو مؤشر يعكس حقيقة المركزالمالي للشركة وماهية النتائج المالية المتوقع تحقيقها في المستقبل. ولكن بماأن سوق الأسهم السعودية وكما هو حال بقية أسواق المال الأخرى الخليجية والعالمية تئن هذه الأيام تحت وطأة تداعيات الأزمة المالية الإقتصادية العالمية، فإن هناك محددات جديدة يجب التطرق إليها لتحديد إتجاهات أسعارالأسهم السوقية للشركات خلال المرحلة القادمة. وهذا سوف يكون محورحديثنا للأسبوع القادم.
stocksanalyst@hotmail.com