رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الاحد14/1
عكاظ : الأحد 14-01-1430هـ العدد 2765
تعليم المقامات في المدارس الابتدائية
أنمار حامد مطاوع
جاء في صحيح (البخاري): عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ما أذن الله لشيء ما أذن للنبي أن يتغنى بالقرآن . وقد اختلف العلماء والسلف الصالح حول تفسير (التغني) . ولكنهم خرجوا إلى: أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب، فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع كما قال ابن أبي مليكة، أحد رواة الحديث، وقد أخرج ذلك عنه أبو داوود بإسناد صحيح . ومن جملة تحسين الصوت أن يراعي فيه قوانين النغم . فإن حسن الصوت يزداد حسنا بذلك، وإن خرج عن النغم، أثر ذلك في حسنه، شريطة أن لا يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات، فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء، ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء، فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء، والله أعلم . انتهى . إذا، القراءة المستحبة بالنغم هنا، تأتي بعد تعلم أحكام التلاوة والتجويد . والنغم المقصود -حتى لا يساء فهمه- هو القراءة ضمن مقامات صوتية متعارف عليها، تبدأ من تسعة مقامات أساسية عند العرب، ثم تتفرع لتصل إلى ما يزيد على (250) مقاما . والمقام هو: مجموعة أصوات محصورة بين صوت وتكراره بتتابع سُلَّمي ضمن مسافات صوتية مختلفة الأبعاد . ولعل من أشهر من يتبع القراءة في المقامات عربيا، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ أبا العينين شعيشع، ومحليا يعتبر الشيخ السديس من أشهر من يقرأ القرآن الكريم بمقام (الرصد) والشيخ الحذيفي بمقام (الكرد)، بإجادة وإتقان تجبر السامع على الخشوع والتأمل والتدبر . المطلوب هو أن يتم تعليم الطلاب والطالبات في المدارس من بداية سن (8) سنوات، وهو السن المتعارف عليه عالميا لبدء تعلم المسافات الصوتية، وتعليمهم المقامات الصوتية، وذلك عن طريق التركيز على مقام واحد لعدة مقرئين . على سبيل المثال: عرض الأبعاد الصوتية بالهمهمات والآهات بالأصوات البشرية، ثم عرض قراءات لأصوات مقرئين يقرؤون في نفس هذه الأبعاد ليستوعبها الطالب والطالبة . وهذا مما يساعد الطلاب والطالبات على التشبع بالمقامات الصوتية الأساسية وإجادة استخدامها عند قراءة القرآن الكريم أو الأذان أو أداء الأناشيد الدينية الخالية من الآلات الموسيقية . رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم وضع آلية تهتم بتعليم الطلاب والطالبات في المدارس الابتدائية المقامات الصوتية لتثقيفهم في كيفية قراءة القرآن الكريم بتلاوة وتجويد وصوت حسن تخشع له القلوب والأفئدة .
الندوة : الأحد 14-01-1430هـ العدد 262
تقدير كريم للمعلمين والمعلمات
كلمة الندوة
التعليم يحظى دائما بالأولوية والاهتمام من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله والذي يحرص على دعمه على كافة مستوياته لما للتعليم من أهمية ، بل هو المنبع الأساسي الذي تستمد منه البلاد بفضل من الله سبحانه وتعالى مبادىء نهضتها وعزتها وارتقائها بين الأمم، وقد جسد هذا الاهتمام الكريم بالتعليم ما تضمنته الميزانية من اعتمادات حيث شكلت اعتمادات التعليم وحدها أكثر من ربع الميزانية . كما أن قرارات خادم الحرمين تصب دائماً في خدمة التعليم سواء من خلال انشاء برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي أو من خلال انشاء الجامعات والكليات التقنية في مختلف مناطق المملكة ، ومن هذا المنطلق جاءت موافقة خادم الحرمين الشريفين على إحداث أكثر من ألفي وظيفة تعليمية لتسوية أوضاع المعلمين والمعلمات وفقاً للمستويات المناسبة لمؤهلاتهم العلمية، وبلا شك فإن احداث هذه الوظائف وبهذا العدد الكبير يأتي تجسيداً لحرص المليك المفدى على كل ما يعزز برامج الدولة وتطلعاتها لرفع كفاءة العاملين من مختلف الأجهزة الحكومية الذين حملتهم الدولة أمانة حسن خدمة الوطن والمواطنين والمواطنات، وهذه المكرمة الثرية تؤكد في الوقت نفسه مدى عناية القيادة الرشيدة وتقدير خادم الحرمين الشريفين الشخصي للمعلمين والمعلمات ايماناً بما يقومون به من دور رائد واسهام مؤثر في التنمية الوطنية الشاملة، وعلى المعلمين الجدد والقدامى وأولئك الذين تم احداث وظائف لهم الانطلاق بهمة في تنفيذ ما أوكل إليهم من مهام فدورهم رئيسي ومهم وعليهم تفعيله إلى المدى الأقصى من أجل نهضة هذا الوطن الغالي .
|