عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2009   رقم المشاركة : ( 12 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الاثنين 15/1

صحيفة اليوم :لأثنين15-1-1430هـ العدد 12995
شبابنا بين الانغلاق والانطلاق
د. يوسف الجبر
يملك شباب الوطن مقومات نجاح كافية تؤهلهم للإسهام بعمق في رسم معالم نهضة فكرية مؤثرة في صنع مستقبل مشرق. فإمكانات التعليم ودفء الأسرة وسيادة القيم واستقرار المجتمع كلها عوامل قادرة على إنشاء بيئة صحية يمنح هواؤها الحياة لعقول الأجيال، ويولد غذاؤها الطاقة اللازمة للحراك الفكري والثقافي. وبالتالي فالعائق الأكبر في طريق الانطلاق ليس عاملاً خارجياً إنما هو عنصر داخلي هو الانغلاق على النفس وفقدان الرغبة في النجاح والانشغال المطبق بأدوات الرفاهية وغياب التفكير بالمصالح العامة ووجود قلق ذاتي يحرم اتخاذ القرارات الإيجابية الحاسمة.وقد اجتهد التربويون كثيراً في محاولة التعرف على سر عزوف الشباب عن التفاعل مع مناهج التعليم وسبب تدني الإنجاز في مخرجاته رغم الإمكانات المسخرة لدفع المسيرة نحو الأمام.وقد حضرت العديد من اللقاءات والمناسبات واستمعت إلى تحليلات وتوصيات عديدة، لكن يبقى عندي أن وصفة العلاج لم يظهر أثرها بشكل لافت على الشريحة المستهدفة، فلم نر تقدماً واضحاً في مستوى المخرجات التعليمية، وظلت الشكوى حبيسة الدراسات وأوراق البحوث، وظهر التساؤل من جديد أين الخلل؟ وفي رأيي أن جزءاً كبيراً من الإصلاح يقتضي الاهتمام بإعادة ترتيب الأولويات في حياة الشباب، وغرس القناعة بأهمية التعليم في نفوسهم، وتعميق الولاء للوطن في مشاعرهم. وهنا أذكر عبارة جوبير الشهيرة عن سر فشل الإنسان في الحياة عندما قرر أن القلب الذي يعوزه الدفء يعوزه النور. كما توصل فلاسفة التعليم إلى أنه لا يمكننا النجاح في ميدان لا يجذبنا إليه. فهذه المقولات تجلي لنا جذور الخلل التي نريد التصدي لنزعها وإنبات شجرة طيبة مكانها. فالبداية تكون من إيقاد روح المثابرة والطموح في نفوس شبابنا، واستثارة مكامن حب التميز والإبداع في مداركهم، ودمج تطلعاتهم مع آمال الوطن الكبير. وإن أي مبادرة تسعى إلى رفع مستوى الوعي لا تقوم على نتائج تحليلية لنفوس أبنائنا، ودراسة عميقة لطرق تفكيرهم ووسائل اختراق مؤثرات الاستجابة في أذهانهم لا يمكن لمثل هذه المبادرة أن تجلب جديداً لفكر هذه المرحلة السنية الهامة. وقد حاول البعض استجلاب نظريات نهضوية من الخارج والشروع في تطبيقها في المحاضن التعليمية، لكن الأمر لم يكتب له النهاية السعيدة، لأن كل نبتة لها تربتها ومناخها الذي تنمو فيه وتثمر في أجوائه. فليست عملية التغيير عملية رياضية بحتة، بل لا بد من الالتفات إلى البيئة الحاضنة لهذه المعادلة. فهناك محددات للسلوك البشري، ومكونات للثقافة التي تتلقاها العقول، ولا بد لمن يرغب في إعداد مشروع إصلاح تعليمي حقيقي أن يتوقف عندها ويرصدها بدقة ويضمنها أبحاثه ودراساته. وإن كل من مارس ويمارس وظيفة التعليم سواء في التعليم العالي أو العام يمكنه أن يلحظ وجود هذه الظاهرة التي نريد احتواءها وهي ظاهرة انغلاق كثير من الطلاب على أنفسهم وعيشهم في ظل ثقافة مختلفة لا تحرص على التجاوب الفاعل مع عملية التربية والتعليم. وليس هذا المؤشر دليلاً على فطرة غير صالحة أو عقول غير ناضجة بل أستطيع أن أقولها بملء الفم إن رصيد ذكاء شبابنا ومستوى نقاء فطرتهم كافيان لاستثمار حضاري بأرباح تنموية مجزية، لكن الأمر يستدعي إنشاء خطاب تربوي تعليمي بصيغة مناسبة لثقافتهم. ويبقى أن شبابنا يجب أن يستحضروا حجم مسئوليتهم، وأن الوطن ينتظر انطلاقتهم للكفاح والبناء، واستخراج ما يملكونه من لآلئ معرفية، وقديماً قال أبوالعلاء المعري:
فكم فيك يا بحر من لؤلؤ
ولكن لجك لا ينحسر
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس