رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الاثنين 16/1
المدينة : الثلاثاء 16-01-1430هـ العدد 16701
الأنشطة المدرسية.. للطلاب أم لأصحاب المحلات التجارية؟
بدر مطلق الجويد - المدينة المنورة
لا يخفى على جميع منسوبي التربية والتعليم مدى أهمية النشاط الطلابي في المدرسة ودوره في تنمية عقلية وانتاجية الطالب وسعة أفقه وايضا له الدور الكبير في مساعدة الطالب لاكتشاف نقاط قوته وعلاج مواطن ضعفه، فالانشطة الطلابية هي عبارة عن ما يشبه ورش العمل حيث يتم توزيع الطلاب إلى مجموعات للتعاون فيما بينهم عبر تفجير طاقاتهم وصقل مواهبهم، ومن الواضح اهتمام ادارة التربية والتعليم وحرصها على اكتشاف مواهب الطلاب وابرازها للآخرين من زملائهم ولذلك اهتمت بوضع ساحة مخصصة لممارسة العمل واكتساب المهارات وصناعة الكفاءات وهي حصة النشاط المقررة في كل أسبوع بالمدرسة لأن القيام بالعمل والأنشطة داخل المدرسة يختلف عن العمل الفردي المكلف به الطالب خارج المدرسة لأن من أهداف تخصيص هذه الحصة خلق روح العمل الجمعي والمؤسساتي في نفسية وعقلية الطالب، ولكن للأسف فإن ما نلحظه اليوم في بعض مدارسنا هو أن النشاط الطلابي قد أفرغ من مضمونه ومحتواه حيث أصبح هذا النشاط لا يعبر عن انتاجية الطالب واشرافية المعلم، وذلك لأن النشاط الطلابي أصبح عبارة عن سلعة تستورد من خارج المدرسة لتلبس غطاء وثوبا يمثل منسوبي المدرسة بمعنى أنها عبارة عن شراء مجموعة من الوسائل والصحف والمجلات والتي يتفنن في ضبطها وانتاجها المتخصصون بالخط والرسم والفن من أصحاب المحلات التجارية فتعلق وتثبت على مداخل المدرسة وحيطانها وفصولها باسم الجماعات الطلابية واشراف معلميها، فالقضية أصبحت -المهم- أن يشاهد المشرف التربوي وضع المدرسة من الداخل فينبهر من مدخلها وجدارها وفصولها المليئة بالصحف والمجلات والوسائل البراقة والديكورات والمجسمات الهندسية والتي تعتبر واقعا فضيحة للمدرسة وليست فخرا لها، لأننا لا نريد انتاج وابتكار الآخرين من المتخصصين وغيرهم وانما نريد انتاج وابتكار طلابنا ومعلمينا لنكتب عليه بكل فخر واعتزاز (صنع في مدرستنا) لأن هذه الوسائل والمناظر المستوردة والمعلقة داخل المدرسة لا تعد اعلاما للمدرسة وانما تعد وسيلة اعلامية ودعائية لمنتجيها وهم أصحاب المحلات التجارية، حتى البرنامج الإذاعي بالمدرسة أصبح خاصا بالطلاب المتميزين والمبدعين فقط أما الطالب الذي لديه رغبة قوية للتحدث والخطابة وكسر حاجز الحياء والخجل المفرط عبر الاذاعة الصباحية فلا يعطى مثل هذه الفرصة لأنه قد يهاجم وينتقد من قبل مديره ومعلميه بذريعة أن الطابور الصباحي هو الواجهة المشرقة للمدرسة امام المسؤولين الاداريين وغيرهم، للأسف فإن هذه المفاهيم المغلوطة قد جعلت من المدرسة ليست للتعليم والتدريب والتأهيل وانما معبر أو كبري لبعض مديري المدارس الذين يخافون على مناصبهم فيعززونها عبر تلميع صورتهم الوهمية امام مشرفي التربية والتعليم وذلك على حساب تأهيل وخلق الابداع والمواهب لجيلهم الناشئ. فلو فعلت حصة النشاط كما ينبغي فإنها تجعل الطلاب يفخرون بإنجازاتهم الحقيقية والتي تخلق لديهم نوعا من التنافس الايجابي حيث ترفع من معنوياتهم لتدفعهم إلى العمل أكثر ليصبحوا فاعلين في مجتمعهم ووطنهم في المستقبل القريب، وبهذا يصبح المستفيد من الأنشطة المدرسية طلابنا وليس بعض المتخصصين والمبدعين من خارجها، لأنه لو علقت لوحة واحدة بالمدرسة تمثل انتاجية طلابها فإنها قد تبهرهم وتثير اعجابهم أكثر من اللوحة الأكثر جمالا والتي من انتاج غيرهم.
|