بَيْنَ «الرُّمَّةِ» وَ«الرِّمَّةِ»
أ.د. مُحَمَّد يَعْقُوب تُرْكِسْتَانِي
يُقَالُ: دَفَعْتُ إِلَيْهِ الْكُتُبَ بِرِمَّتِهَا. وَالأَصْوَبُ : بِرُمَّتِهَا.
وَيُقَالُ أَيْضًا: ذُو الرِّمَّةِ الشَّاعِرُ . وَالأَصْوَبُ : ذُو الرُّمَّةِ.
لأَنَّ ثَمَّةَ فَرْقًا بَيْنَ الصِّيغَتَيْنِ فِي الـْمَعْنَى؛ وَإِن كَانَ أَصْلُهُمَا وَاحِدًا.
فَالرِّمَّةُ-بِالْكَسْرِ-الْعِظَامُ الْبَالِيَةُ؛ وَكَأَنَّهَا جَمْعُ: الرَّمِيمِ.
وَالرِّمَّةُ-أَيْضًا-النَّمْلَةُ ذَاتَ الْجَنَاحَيْنِ. وَكَذَلِكَ هِيَ: الأَرَضَةُ.
أَمَّا الرُّمَّةُ-بِالضَّمِّ-فَهِيَ: الْقِطْعَةُ مِنَ الْحَبْلِ؛ وَتُوضَعُ مَكَانَ جُمْلَةِ الشَّيْءِ؛ فَيُقَالُ: أَدْفَعُهُ إِلَيْهِ بِرُمَّتِهِ. قِيلَ: لأَنَّهُ دََفَعَ رَجُلٌ إِلَى آخَرَ بَعِيرًا بِحَبْلٍ فِي عُنُقِهِ؛ فَقِيلَ لِكُلِّ مَن دَفَعَ شَيْئًا بِجُمْلَتِهِ: أَعْطَاهُ بِرُمَّتِهِ. وَسُمِّيَ الشَّاعِرُ ذُو الرُّمَّةِ ذَا الرُّمَّةِ لأَنَّهُ خُشِيَ عَلَيْهِ -وَهُوَ غُلامٌ- الْـمَسُّ؛ فَأُتِيَ بِهِ إِلَى رَجُلٍ؛ فَكَتَبَ لَهُ مَعَاذَةً, وَعُلِّقَتْ فِي عُنُقِهِ أَوْ فِي عَضُدِهِ, وَشُدَّتْ بِحَبْلٍ. وَقِيلَ: لأَنَّهُ اسْتَسْقَى امْرَأَةً مِن بَنِي عَامِرٍ مَّاءً؛ فَخَجِلَتْ وَأَبَتْ أَن تَسْقِيَهُ؛ فَوَضَعَ دَلْوَهُ عَلَى عُنُقِهِ؛ وَهِيَ مَشْدُودَةٌ فِي قِطْعَةِ حَبْلٍ؛ فَسَقَى نَفْسَهُ؛ فَغَلَبَ عَلَيْهِ هَذَا الْوَصْفُ.