عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2009   رقم المشاركة : ( 7 )
فاعل خير
أبو عبدالله

الصورة الرمزية فاعل خير

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 566
تـاريخ التسجيـل : 26-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 13,279
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 339
قوة التـرشيــــح : فاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادةفاعل خير تميز فوق العادة


فاعل خير غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الأخبار الاقتصادية ليوم الجمعة 19 مـحــرم 1430هـ الموافق 16 يناير 2009 م

مع الصعوبات الاقتصادية..مؤهلات ساركوزي الإصلاحية تفقد بريقها


كريسبيان بالمر من باريس - رويترز
يبدو أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي انتخب قبل نحو عامين بعد أن قطع وعودا بإجراء تغييرات جذرية في فرنسا قد فقد حماسه الإصلاحي خوفا من صراع اجتماعي وصعوبات اقتصادية.

وعلى الرغم من احتفاظه بنشاطه المفرط الذي يميزه كبح الرئيس فجأة جماح جدول أعماله الإصلاحي حيث أرجأ تغييرا لنظام المدارس الثانوية وتحرير قوانين فتح المتاجر أيام الآحاد الذي وعد به منذ فترة طويلة.

ويقول فرانسوا ميكيه مارتي رئيس معهد فيا فويس لاستطلاع الرأي "انتقل من الرغبة في التغيير إلى السعي للحماية... المستقبل يبدو خطيرا بشكل خاص ونيكولا ساركوزي يتخذ موقفا دفاعيا".

وعلى غرار معظم الدول المتقدمة خرج اقتصاد فرنسا عن مساره في الربع الأخير من عام 2008 ويبدو من المستبعد أن يعود إلى مساره الصحيح حتى النصف الثاني من عام 2009 على الأقل.

واستطاع ساركوزي تمرير مجموعة من الإصلاحات المهمة بعد توليه مهام منصبه مباشرة عام 2007 حيث قام بتحسين النظام الجامعي عتيق الطراز ووضع نهاية لامتيازات التقاعد لمجموعة كبيرة من موظفي القطاع العام.

وفي البلاد التي يعرف عنها مقاومتها للتغيير كثيرا ما تمكن من إضافة السكر إلى الدواء بتقديم تنازلات مكلفة لكن هذا السخاء مستحيل في فترة تتسم بفرض قيود على الميزانية.

ويبدو أن الناخبين الذين أثاروا الوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية عام 2007"بالتغيير" و"الاختلاف عن الماضي" أقل رغبة في تبني إصلاح في وقت كهذا حيث يفضلون التشبث بالراحة التي توفرها دولة سخية وتميل إلى التدخل لحل المشكلات.

وقال فيليب مانيير رئيس مؤسسة فوتبرينت كونسالتانتس للاستراتيجية "الفرنسيون لا يحبون التغيير بشكل عام ويكونون أكثر إحجاما عنه خلال الأزمة وفوق كل هذا ليس نوعية التغيير الذي تحتاج إليه فرنسا مثل خفض الإنفاق الحكومي".

وجاء أول تراجع كبير لساركوزي نهاية العام الماضي حين سحب بسرعة خططا لتحديث نظام المدارس في مواجهة مظاهرات طلابية متزايدة، وتميل احتجاجات الطلبة إلى الخروج عن نطاق السيطرة في فرنسا ومن الواضح أن ساركوزي كان قلقا من خطر الإصابة بعدوى مظاهرات الشبان التي هزت اليونان الشهر الماضي.

وقللت الحكومة في هدوء من حدة خطط مثيرة للجدل لخفض أعداد المدرسين في نظام التعليم الذي تعمل به أعداد كبيرة من المعلمين، وقال ساركوزي لمجموعة من الصحافيين الأسبوع الماضي "فرنسا واحدة من أصعب البلاد التي يمكن أن يحكمها المرء" مسترجعا الثورة الفرنسية التي وقعت في أواخر القرن الثامن عشر، وأضاف "لويس السادس عشر مع زوجته الشابة كان واحدا من أكثر الملوك المحبوبين لعشر سنوات. أنتهى بهما المطاف بقطع رأسيهما".

ويقول محللون سياسيون إن ساركوزي يجب أن يكون أكثر قلقا من مصير سلفه جاك شيراك، وعلى غرار ساركوزي تولى شيراك سدة الرئاسة وهو يعد بمجموعة من المبادرات لكنه تخلى عن معظم جدول أعماله الإصلاحي بعد أن رضخ لاحتجاجات الشوارع بعد مرور بضعة أشهر على توليه منصبه عام 1995.

وقال جان توما ليزيور رئيس مؤسسة توماس مور البحثية في باريس "ساركوزي يشبه شيراك ربما بدرجة أكبر مما هو معتقد"، وأضاف "على غرار شيراك ليست لديه رؤية أيديولوجية شديدة الوضوح. إنه ليس ثاتشر إشارة إلى مارجريت ثاتشر رئيسة وزراء بريطانيا سابقا فرنسيا. لا أظن أنه يحب الأفكار الكبيرة. إنه لا يثق بها. هو براجماتي لكنه ليس مفهوما بشكل جيد".

ويؤكد مسؤولون حكوميون أن ساركوزي مستمر في برنامجه الخاص بالتجديد مجادلين أن الإصلاحات يجري تعديلها بدلا من رفضها، كما أشاروا إلى المشاريع التي أعلن عنها لعام 2009 مثل إجراء تغييرات كبيرة للنظام القضائي كدليل على أن ساركوزي لم يفقد حسه الإصلاحي.

وقال وزير في الحكومة طلب عدم نشر اسمه "الرئيس لا يريد أن يتعجل الشعب الفرنسي. سيحاول المضي قدما حيث يعتقد أنه يستطيع إحراز تقدم". لكن معارضين استغلوا بدايته المترددة لعام 2009. وعلى الرغم من كشفه النقاب عن سياساته الجديدة التي يروج لها يقولون إن مسودات القوانين التي واجهت عقبات كثيرة عام 2008 ما زالت قابعة في البرلمان مثل مشروع لتشجيع التنمية المستديمة.

وقال فرانسوا بايرو زعيم تيار الوسط "ما إن تم الإعلان عنها حتى طغت على إصلاحاته إصلاحات مترتبة عليها دون أن يبحث أحد ليرى إن كانت الإصلاحات السابقة قد طبقت أو أن كانت تتمتع بأدنى احتمال للتطبيق"

في الوقت نفسه يحافظ ساركوزي على أسلوبه الدائم الذي ينطوي على المزج بين المبادرات الدولية الكبرى مثل محاولته الأسبوع الماضي إنهاء القتال في غزة والكثير من الكلمات التي يلقيها في أنحاء فرنسا ويحدد فيها الخطوط العريضة لبرنامجه الداخلي.

ويقول وزراء إنه يعتزم إعادة تشكيل البيروقراطيات الإدارية المحلية وتغيير هياكل إدارة المستشفيات وطرح مجموعة جديدة من السياسات الصديقة للبيئة، ويرجح ألا تؤثر كل هذه الإصلاحات في الميزانية. أما خفض الإنفاق الحكومي الهائل الذي يقول محللون إن على فرنسا المثقلة بالديون التعامل معه فيبدو من المؤكد أنه سيتم إرجاؤه.

وقال ليزيور من معهد توماس مور "أشك أننا سنرى إصلاحا ذا مغزى طموحا أو عالي الجودة خلال فترة تشهد أزمة اقتصادية وقيودا على الميزانية".
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس