رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الاحد 21/1
الرياض:الأحد 21 محرم 1430هـ العدد 14818
شركة التعليم: حتى لايتكرر الخطأ
د. محمد عبدالله الخازم
عندما أسست شركات طيران جديدة كنا نتوقع أن تحدث طفرة إدارية تنظيمية لدى شركات الطيران المحلية على اعتبار أن تلك الشركات ستأتي بالفكر الإداري والتنظيمي الحديث، لكن ماحدث هو أن تلك الشركات لجأت إلى متقاعدي أو من لم يعد له مكان بالخطوط الأم السعودية، فكانت النتيجة هو نسخ بعض مالدى الخطوط السعودية وتقديمه بشكل متواضع في شركات الخطوط الجديدة. لم نلحظ حتى الآن من يفضل الخطوط الجديدة على الخطوط الأم القديمة وهذا دليل على أنها لم تستطع تقديم التميز الذي يستحق الالتفات إليه... عندما أنشئت الجامعات الجديدة أيضاً كنا نتمنى أن يحدث ذلك ثورة في الأداء تقدمه لنا تلك الجامعات، لكن ماحدث هو أن الغالبية تقدم نسخاً مما هو موجود لدى الجامعات القديمة وبعضها لجأ إلى الاستعانة ببعض المتقاعدين أو من هم على وشك التقاعد من الجامعات القديمة ليتولوا المناصب القيادية بالجامعات الجديدة. وكما حدث في شركات الخطوط، غالبية من يتم إحضارهم يمكن وصفهم بأنهم عاشوا وتشبعوا الطرق القديمة في الجامعات العتيقة وليس بمقدورهم الخروج من نمط التفكير السائد وفلسفة التنظيم والإدارة الشائعة، لتقديم الفكر الإداري الحديث رغم أنهم منحوا الصلاحيات الواسعة والدعم الكبير لإحداث التطوير. لم تتح كثير من الجامعات الجديدة في المناطق المختلفة المجال للفكر الحديث او لفكر عالمي متميز يسهم في صنع تميزمختلف عن السائد والحاصل في مجتمع التعليم العالي المحلي، ومن ينظر لهياكلها الإدارية وطرق إدارة مجالسها وبنائها ولوائحها التنفيذية يجدها نسخاً مكررة تؤكد هذه النظرة، المتشائمة إلى حد ما... الآن لدينا شركة جديدة في مجال التعليم، الشركة القابضة التعليمية، كيف سيتم تكوينها؟ هل ستتبع نفس المنهجية ويتولى إدارتها بعض متقاعدي وزارة التربية والتعليم ومن هم في صفوفها الأمامية الإدارية؟ هل سينقلون الفكر السائد حالياً بوزارة التربية والتعليم إلى الشركة الجديدة؟ هل سنرى المحسوبيات في تعيين وإعارة ونقل موظفي التربية والتعليم إلى الشركة الجديدة؟ أم سنجعلها شركة سعودية بفكر عالمي حديث متطور في المجال التربوي والتعليمي والاقتصادي؟ أدق ناقوس الخطر ولست أقصد التقليل من كفاءة كوادرنا المحلية بمختلف القطاعات. البعض يحتاج بيئة محفزة جديدة ليبدع ولايزال بمقدوره استيعاب الجديد وهذا يستحق أن يمنح الفرصة اللازمة للإبداع. لكن وأرجو أن لا أغضب أحداً، البعض قضى عقوداً من الزمن في ظل نظام أصبح هو جزءاً من صناعته، ولم يعد بمقدوره تغيير نمط تفكيره وطريقة أدائه بالشكل المطلوب، ونتمنى أن لا تتحول مؤسساتنا الجديدة الناهضة إلى مكان لتكريم البعض على حساب الأداء والتطوير والتغيير...
|