[صقر قريش]

الدورة الغزيرة (2)


د.وائل عواد *
تعاني الكثير من السيدات من القلق بسبب الدورة الشهرية الغزيرة, فلهذه المشكلة تأثيرات كبيرة على المرأة ويمكن أن تحول حياتها في بعض الأحيان إلى مأساة، وبعض السيدات يتجنبن استشارة الأطباء خوفا من تحاليل الدم والفحوصات الأخرى، والحقيقة أن هذا الخوف لا مبرر له, فتشخيص سبب غزارة الدورة لا يحتاج إلا لفحوصات بسيطة, وأيضا توجد الآن العديد من العلاجات البسيطة لهذه المشكلة. وتعتمد الفحوصات الأولية على تحليل الدم لمعرفة قوته وإذا ما كانت السيدة تعاني من فقر الدم (الانيميا) و التي تشمل أعراضه على شحوب لون البشرة و الشعور الدائم بالضعف و الإرهاق، وفي هذه الحالة يتم وصف أقراص الحديد لإعادة بناء مخزونه في الجسم حيث إن الدورة الغزيرة تستنزف هذا المخزون وتقلل من نسبة الهيموجلوبين في الدم وهو العنصر الذي يحمل الاوكسجين و يوصله إلى كافة أعضاء الجسم، و يجب أيضا الاهتمام بالتغذية السليمة فالأطعمة الغنية بالحديد مثل الكبد و اللحوم و الأسماك و الخضروات ذات الأوراق الخضراء تساعد في التغلب على الأنيميا.
أما إذا كانت هناك علامات تشير إلى خمول نشاط الغدة الدرقية مثل زيادة الوزن و تساقط الشعر والشعور بالخمول وثقل الحركة فيتم في هذه الحالة إجراء تحليل لنشاط الغدة الدرقية و ذلك باستخدام نفس عينة الدم.
وقد تحتاج بعض السيدات بعد سن الأربعين أو في حالة حدوث نزيف غير معتاد كنزول قطرات من الدم بعد العلاقة الزوجية أو بين الدورات الشهرية للمزيد من الفحوصات، وتتضمن هذه الفحوصات إجراء أشعة تلفزيونية للحوض للكشف عن حالة الرحم و المبايض، و قد تؤخذ في بعض الأحيان مسحة من عنق الرحم أو عينة صغيرة من بطانة الرحم لتحليلها و يتم ذلك في العيادة بدون تخدير و بدون ألم.
وأخيرا فإن الوسائل المتوفرة لعلاج غزارة الدورة تطورت بشكل كبير و هي تنقسم بشكل أساسي إلى الأدوية و اللولب الهورموني, و لكن قد تحتاج بعض السيدات إلى التدخل الجراحي.
وللحديث صلة.

? استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية .