رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الثلاثاء 23/1
الحياة :الثلاثاء 31-1-1430هـ العدد 16727
قدموا رؤاهم لتطويره ورفع مستواه... تربويون ومسؤولون يوجّهون انتقادات «قاسية» للتعليم الثانوي
الخبر - رحمة ذياب ومحمد المرزوق الحياة - 20/01/09//
وجّه مشاركون في ملتقى «استشراف مستقبل التعليم الثانوي في المملكة»، انتقادات «قاسية» لمستوى التعليم في هذه المرحلة. ولم تقتصر الانتقادات على المتداخلين والتربويين، بل صدرت حتى من قيادات في وزارة التربية والتعليم. بيد ان المنتقدين أكدوا ان آراءهم «الحادة» تصب في إطار «تطوير التعليم الثانوي»، الذي يدرس فيه 1.3 مليون طالب وطالبة.وركز المشاركون في الملتقى، الذي بدأ أعماله أمس، وتستضيفه إدارتا التربية والتعليم (بنين وبنات) في المنطقة الشرقية، على «بحث واقع التعليم الثانوي في المملكة، وحل الفجوة بينه وبين سوق العمل». واستعرضت في الجلسات عدة، دراسات مسحية كشفت عن الصعوبات التي تعترض التربويين. وتداخلت أوراق العمل والملاحظات، بين أهمية نظام المقررات، ونظام الساعات، وكيفية تطوير الأساليب التدريسية، وتأهيل المعلمين، وتطوير البيئة التعليمية والتغلب على العقبات. وأشار الدكتور حمد المحرج (مركز القياس والتقويم) إلى الاختبارات التحصيلية، وقلة مستويات التحصيل في مادة اللغة الانكليزية، موضحاً ان «من بين مئة سؤال في الاختبارات التحصيلية والقدرات من جانب طلبة الثانوية، لم تتم الإجابة سوى عن 37 سؤالاً، ما يدل على تدني المستوى». وخلصت دراسة أعدها الدكتور خليل الحربي، إلى أن مهارة الفهم لبعض المواد العلمية «قليلة»، والتطبيق «متوسطة»، ونسبة التذكر «متوسطة». كما تبين أن مهارات التفكير العليا لديهم «منخفضة»، موضحاً أن «30 إلى 35 في المئة من طالبات المرحلة الثانوية يتخصصن في العلمي، أما الذكور فـ70 في المئة».وانتقد المشارك محمد المقبل (من الإدارة العامة للمناهج)، نظام الإدارات، مشيراً إلى دراسة أجراها في إحدى المدارس الثانوية في الرياض، كشفت عن أهمية «تحلي الإدارة بالمرونة في النظام، وقابليته إلى التطوير، ليساهم في التخفيف من المعوقات»، مضيفاً أن «المدخلات والمخرجات تؤثر على العملية التربوية، ففي ما يتعلق في المدخلات المادية؛ اتضح ان كلفة الطالب في المدرسة تبلغ 12.200 ريال، وتبلغ لطلاب المملكة كافة 9.2 مليون ريال، علماً أن الكلفة الكاملة التي تتضمن رواتب المعلمين والاستهلاك الكامل في المدارس تبلغ 6.3 مليون ريال، فيكون الفرق 2.6 مليون ريال»، منوهاً إلى ضرورة «معرفة أهداف التعليم الثانوي في المملكة، إذ اتضح من خلال الدراسة أن نسبة 14 في المئة يدركون تماماً أهداف الدرس، لكنهم يخلطون بين الأهداف الاثرائية والمعرفية. أما الخطط التعليمية في المدارس الثانوية فلا تتسم بالرؤية، بسبب غياب الخطة الإستراتيجية، باعتبار ان المعلم منعزل تماماً عن العملية التنظيمية»، وأشار أيضاً إلى أن دراسته توصلت إلى أن «العلاقات الاجتماعية في الأجواء المدرسية حميمة بين المعلمين والإداريين».فيما طالبت مديرة قسم الاختبارات في «تربية بنات الشرقية» سهاد الدخيل، بضرورة «إعادة النظر في نسبة اختبار القدرات أثناء القبول في الجامعات، التي تحتسب كـ30 في المئة، أي ان تعب وجهد 12 عاماً، سيحسب بنحو ثلث المحصلة النهائية للقبول في الجامعات، أما الـ70 في المئة فستكون لاختبارات القدرات التحصيلية، وأرى أن تكون النسبة متساوية». وانتقدت مديرات مراكز إشراف، «عدم تطبيق المشاريع على رغم الإعلان عنها».
الأحمدي: نقص في الصلاحيات وضعف في الإمكانات
> استعرض مدير التربية والتعليم في المدينة المنورة الدكتور حميد الأحمدي، حال مديري المدارس الثانوية، والصعوبات المتعلقة التي تواجههم، بسبب «تقليص صلاحياتهم وعدم تأهيلهم»، من خلال دراسة أجراها على 59 مديراً، موضحاً «اعتمدتُ أربعة محاور، بحثت في الأول الصعوبات المتعلقة في الشؤون التعليمية، وكانت النسبة مرتفعة والصعوبات عدة، وفي ما يتعلق في محور صعوبات المباني المدرسية فكانت مشكلاتها شائكة، للافتقار إلى الصيانة، وضعف الإمكانات، وكثافة الطلبة في الفصول، وتأخر الصيانة وضعفها. أما الصعوبات المدرسية فهناك افتقار للتدريب، واتباع أساليب تقليدية، وقلة استخدام للوسائل، تراوحت بين صعوبات متوسطة إلى كبيرة». والمحور الرابع وهو صعوبات الشؤون الإدارية والمالية، فأوضح "وجود نقص في الأجهزة، وضعف في الإمكانات، وعدم الالتحاق ببرامج الدراسات العليا للهيئة التدريسية، ونقص في وسائل التعليم والتدريب، وغالبيتها حازت على نسب عالية لناحية الصعوبات أيضاً».واستعرض الأحمدي، الصعوبات التي تقف أمام تطوير التعليم الثانوي لناحية «جمود اللوائح والأنظمة وقلة الحوافز المالية، وعدم متابعة أولياء الأمور، إضافة إلى ضعف صلاحيات مديري المدارس، وعدم قبول الطلبة في الجامعات». واقترح ضمن الدراسة التي قدمها ضرورة «استبدال المباني المستأجرة، تمشياً مع مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وعمل صيانة مستمرة وتوفير مراكز تدريب»، مشدداً على أهمية «تفعيل دور الإشراف التربوي وتأمين الأجهزة التقنية». واختصر حديثه قائلاً: «أعطني مديراً ناجحاً، أقدم لك مدرسة فاعلة، فالوزارة قادرة على حل تلك المشكلات، وتحويلها كأدنى حد من الصعوبة وبالغة الصعوبة إلى متوسطة».
|