رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الاربعاء 24/1
الوطن:الأربعاء 24 محرم 1430هـ العدد (3036)
وضع بعض المدارس الأهلية مريب وبحاجة لمراقبة الوزارة
مع أزوف كل عامٍ دراسي جديد، فمن الطبيعي أن يتوافق معه الغزو الإعلامي الهلامي الكبير للمدارس الأهلية لدرجة أنك تشعر وأن تلك التي بين يديك ليست صحيفة وإنما هي "بروشورات" إعلامية لتلك المدارس الأهلية. وتبدأ بقراءة بعض العبارات مثل "معنا نحو مستقبل مشرق" و"نغرس اليوم لنحصد غداً" و"نحن وأنتم لغدٍ واعدٍ لفلذات أكبادنا" والتي للأسف في غالبية المدارس الأهلية تكون بعيدة كل البعد عن محتواها. ولنكن صادقين مع أنفسنا قليلاً. فالمدارس الأهلية مثلها تقريباً مثل أي محل تجاري في الشارع فالهدف من فتحها وجعلها قائمة لاستقبال وفود من الطلاب والطالبات هو التجارة كهدف أبرز ومن ثم التعليم كهدف ثانوي وأنا لا أقصد المدارس الأهلية كلها لا بل الغالبية وإن لم تكن الغالبية العظمى. فالربح فيها سهل ويسير وليس بحاجة لكل ذلك الجهد والعناء فالذي يفكر منا بجدية وبتعمق في موضوع هذه المدارس يجد العجب العجاب فلكم أن تتخيلوا معي وبحسبةٍ بسيطة. إذا كان كل طالب سيدفع على أقل تقدير"7.000" ريال للسنة الواحدة وفي تلك المدرسة المكونة من ستة فصول على سبيل المثال وفي كل فصل عشرون طالباً أي أن الدخل لكل فصل سيكون"140000" وكما قلنا في تلك المدرسة ستة فصول فسيكون الدخل إجمالاً"840000".ولنخصم منها أجور المدرسين وعمال النظافة والمواد الغذائية وفواتير كهرباء وماء وإيجار المبنى الخاص بالمدرسة فكلها من المتوقع أن تكلف حوالي " 4000000"أي أن الربح والفائض بعد دفع المصاريف كاملة"440000" و سنخصم منها"40000" للإعلانات التجارية فيكون لمتبقي"4000000" صافية تماماً. وهو بلا شك رقم مهول جداً يسيل له لعاب كل من خطط لهذا الأمر بجدية . نأتي هنا لمفترق الطرق فبعد هذه الأرقام هل من المعقول أن يكون تفكير أصحاب تلك المدارس هو التربية والتعليم بالدرجة الأولى لا أظن إلا ما ندر مِمن رحم الله وكما هو معلوم أن الغاية والهدف الأول لكل أمر ما غالباً ما يولى الأهمية العظمى والأمور الثانوية تتقاسم وتشترك فيما بقي من أهمية وإن كان بقي لها شي من الأهمية أصلاً. فهل تصدقون عندما أقول لكم إن إحدى قريباتي طالبة في الصف الثاني الثانوي للعام المنصرم لم تحضر إلا أياماً معدودات للمدرسة وإذا بنا نفاجأ جميعا بنسبة تذيلت شهادتها هي"99%" فمن أين جاء هذا الرقم الله أعلم.كل ما نستطيع قوله في هذا "صورة مع التحية لوزارة التربية والتعليم" والتي كان من المفترض والبديهي أن يكون لها مراقبون للقيام بمسح ميداني كامل لكافة المدارس سواء أهلية أو حكومية للاطلاع عن كثب على الوضع المريب والمريب جداً في تعليمنا.
أسامة الحبيب
الوطن:الأربعاء 24 محرم 1430هـ العدد (3036)
وزارة التربية ضاعت بين الشعارات وقدراتها الحقيقية
كأني بوزارة التربية والتعليم كالكريم المشهور بكرمه الذي أسرف في تقديم رقاع الدعوة وسطر فيها كل عبارات الفرح والترحيب بقدوم الضيوف وفجأة لعلة أو لأخرى لا يجد أين يجلس هؤلاء الضيوف ناهيك أن يكون ثمة طعام كاف لهم فأصيب بقارعتين: ضيق المكان، وقلة الطعام! نعم هذا ما كان من وزارتنا التربوية أقال الله عثرتها! عندما فتحت باب القبول للوظائف التعليمية ووقعت العقود مع أبنائها المعلمين الأفاضل والمعلمات الفاضلات وفق اللائحة التعليمية: أن التربويين يستحقون الخامس وغير التربويين يستحقون الرابع ودون ذلك في العقد بينهما وزود كل بصورة من هذا القرار ثم فتحت باب القبول على مصراعيه وهي تعلم في قرار نفسها أنها لن تستطيع أن تفي بهذه العقود الضخمة خلال الخط الزمني الذي رسمته للوفاء بما وعدتهم به، ثم أخذت تماطل أبناءها من معلمين ومعلمات استحقاقهم فترة اثنتي عشرة سنة ولسان حالها يقول: من فاته اللحم فعليه بالمرق! هذا جهدنا وطاقتنا.نحن لا نقول إن التربية تستسلم لمشكلة العجز وتغلق مدارسها وتترك أبناءنا الطلاب دون تعليم.. أو تحرم أبناءنا الخريجين والخريجات فرص التوظيف، لكن كان الأولى أن تكون عملية القبول مقننة وفق خطة زمنية واقعية متقاربة تستوفي خلالها كل الحقوق لكل الأطراف، كان من المفترض أن تضع أمام ناظريها أن عدم التخطيط الجيد في عملية القبول على الوظائف التعليمية سيشكل لها كارثة وظيفية في يوم من الأيام وهذا ما حصل! لولا أن أبا متعب - حفظه الله ورعاه - بعاطفته الأبوية مد يده الكريمة بموافقته الكريمة بتحسين وضع كل معلمة ومعلم على استحقاقه الوظيفي، لصرفت وزارة التربية جل وقتها وتفكيرها للخروج من هذا المأزق وأنى لها ذلك! إنني على ثقة أن التربية ما كانت تضمر في نفسها ظلما لأبنائها المعلمين أو أنها تبيت النية لاستدراجهم إلى ظلم - لا سمح الله - كما تردد بأقلام البعض في بعض المنتديات - فالذين يباشرون مثل هذه الأعمال في وزارة التربية والتعليم هم معلمون فما الغنيمة في أن يظلموا زملاءهم المعلمين؟.. عفوا لابد أن نكون موضوعيين في طرحنا وواقعيين في تفكيرنا حتى يكون كلامنا مسموعا عند العقلاء! إن استعجال الوزارة في اقتحامها مضمار سعودة الوظائف التعليمية بهذه الطريقة والمشاركة في شعارات القضاء على البطالة على إطلاقها دون قيد أو شرط كان مما أودى بالوزارة إلى الإعسار وصعوبة الوفاء ببنود العقد مع معلميها ومعلماتها.ليس عيبا أن يبقى بين معلمينا معلم غير سعودي حتى نهيئ المكان المناسب للبديل بل العيب أن نوجد البديل بعقد مستوفى وأجرة ناقصة، ثم نسوف له إعطاء الحقوق! وليس عيبا أن نعتذر عن المشاركة في الحملات ضد البطالة إذا كانت على حساب جودة المنتج الذي يحمل شعارنا! ليس عيبا أن نحدد احتياجنا بأنفسنا بل العيب أن تحدده جهة لا تعرف احتياجنا في الواقع، والذي يهمنا جميعا أن نجد إجابة عليه: هل استفادت وزارة التربية والتعليم من هذا الدرس القاسي؟ وهل آن لنا أن نزف التهاني لبعضنا في البيت التربوي ونقول: آخر الأحزان يا وزارة التربية؟ وكيف للوزارة أن تفي بما صرح به بعض مسؤوليها أن التعيين في السنوات القادمة سيكون كل على استحقاقه في ظل ما نراه الآن من استحداث مدارس جديدة ونمو سكاني متزايد وتقاعد ووفاة واستقالة ونقل خدمات وترشيحات بين منسوبي ومنسوبات التربية والتعليم؟
|