[صقر قريش]

الوطن:الخميس 25 محرم 1430هـ الموافق 22 يناير 2009م العدد (3037) السنة التاسعة
مسؤولون يؤكدون غياب ثقافة المرور ويطالبون بتدريسها بالمدارس
نموذج للمخالفات المرورية التي يرتكبها البعض
المدينة المنورة: خالد الجهني
تغيب عن الكثير من المواطنين ثقافة أنظمة المرور والتي وضعت من أجل سلامة قائدي المركبات. سواء ما يتعلق منها بنظام الوقوف في الأماكن التي يخصصها المرور للوقوف الطولي والعرضي. أو ما يتعلق منها بعدم الاهتمام بحمل رخصة المرور أثناء القيادة، ويطالب أخصائيون بتفعيل ثقافة أنظمة المرور بين طلاب المدارس خاصة في المرحلة الثانوية والجامعية.
يقول مدير مرور منطقة المدينة المنورة العميد سراج عبدالرحمن كمال "يجب غرس الثقافة المرورية لدى المجتمع من بداية الدراسة وحتى التخرج منها. لنخرج بجيل يعرف كيف يتعامل ويطبق أنظمة المرور والتي وضعت من أجلهم".
ويرى العميد كمال أن دور الأسرة أيضا مهم في تفعيل النظام من حيث إن الأب في بعض الأحيان يسلم مفتاح السيارة لابنه، والذي لا يحمل عادة رخصة قيادة، ويعرض نفسه والآخرين للخطر.
ويحكي قصة مواطن راجعه في مكتبة وهو في حالة غضب، لأن رجل المرور حرر مخالفة مرورية ضد ابنه، والذي لم يكن يحمل حينها رخصة قيادة، معتقدا أن عدم حمل الرخص ليس مخالفة، والجميع يعرف أنها تعتبر أكبر مخالفة مرورية على مستوى العالم، والتي يعتقد بعض المواطنين أنها مسألة عادية -على حد تعبيره-.
ويشير مدير مرور منطقة المدينة المنورة إلى أن إدارة المرور تقوم بحملات توعية في المدارس والمجمعات، وذلك بهدف حث الجميع على اتباع أنظمة المرور، وكذلك تنفيذ أسبوع مرور مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
وفي ذات السياق، يقول مدير شعبة السلامة بمرور منطقة المدينة المنورة المقدم عمر النزاوي إن غرس الثقافة المرورية لدى الطالب يجعله ملما بأنظمة المرور، والتي تتركز حول خطوط المشاة واللوحات الإرشادية والضوئية ومداولتها التي تهدف إلى مصلحة قائد المركبة.
ويشير المقدم النزاوي إلى أن قائد المركبة لابد أن يطبق جميع الأنظمة التي درسها وقت الدراسة للحصول على رخصة القيادة، والتي تستمر فعاليتها لمدة 10 أيام، وهي مدة كافية - بحسب قوله - لمن يريد أن يتعلم، موضحا أن هناك مواقف طولية وعرضية في الشوارع. إلا أن قائد المركبة يصر أحيانا على المخالفة، ولم يكن له أن يقع فيها لو احترم النظام.
ويستطرد مدير شعبة السلامة في مرور المدينة إلى أن بعض المخالفات التي يحصل عليها المواطن والمقيم تكون بسبب عدم التقيد بأنظمة المرور وتلك المخالفة لا يمكن أن يحررها رجل المرور لو كان مهتما بالنظام وطبقة.
ويقول مدير العلاقات العامة بمرور محافظة جدة الرائد زيد آل هاشم إن جميع الحوادث المرورية التي تحدث مرتبطة بمخالفة لأنظمة المرور. مضيفا أن الجميع يعرف الأنظمة إلا أنه لا يطبقها على نفسه، فتجد البعض يسرع في طريق محددة السرعة من قبل إدارة المرور. أو يقطع إشارة مرورية بحجة أنه مستعجل لموعد ما، فيتسبب بحادث قد يذهب ضحيته آخرون بسبب العجلة، مؤكدا أنه لو خرج لطلب حاجته بوقت كافٍ لم يرتكب تلك المخالفة.
ويذهب آل هاشم إلى أنه لو طبق الجميع أنظمة المرور التي تهدف لسلامة الجميع لما حدثت كل تلك المشاكل، مشيرا إلى أن من الغريب أن المواطن عند سفره للخارج يحرص على تطبيق أنظمة المرور هناك، لأنه لو خالف يعرف أن القانون صارم في هذا الاتجاه.
إلى ذلك قال الأخصائي عماد رفاعي إن عملية التوعية بالأنظمة المرورية بالمدارس يجب أن تكون أسبوعية أو شهرية، وطالب الجهات المختصة بدراسة فكرة تدريس نظام المرور ضمن المناهج الدراسية.
ويذهب رفاعي إلى دور الأسرة مشيرا إلى أنه مكمل للحملات التي تقوم بها إدارة المرور للتوعية ومخاطر عدم التقيد بالنظام والذي يهدف إلى تحقيق صالح الفرد والمجتمع لم يتقيد بها.