[صقر قريش]

استشارات




النظام الغذائي لطفلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … د.خالد المنيع أرجو أن تساعدني في حل مشكلة طفلي وعدم إهمال رسالتي. عمر طفلي 3 سنوات و8 اشهر يعاني منذ الولادة من الإسهال المزمن ولديه نفس اعراض مرض السلياك وقد اجرينا له تحاليل اظهرت ان لديه جرثومة بالمعدة نسبتها مرتفعة وقاموا في المستشفى بإعطائه 6 إبر التهاب قوتها 005 ولم يتحسن وعملوا مزرعة عن البكتيريا ولم يظهر الفحص انه يعاني من شيء؟ ماهي اسباب الاسهال معه وماهو النظام الغذائي المناسب له في هذه الحالة؟
٭ الاسهال المزمن هي الحالة التي تستمر فيها اعراض الاسهال اكثر من اسبوعين ويمكن ان ترجع اسباب تلك الاعراض الى قائمة طويلة تترواح من البسيطة إلى مايحتاج عناية طبية فائقة ومن تلك الاسباب في عمر طفلك مايلي :-
٭ النزلات المعوية المزمنة بسبب بعض الفيروسات أو البكتيريا أو بعض الطفيليات وخاصة في الاطفال متدني المناعة.. كما انه من المهم استبعاد التهاب الجيارديا
٭ قد تترافق بعض حالات الاسهال المزمن مع عدم تكيف امعاء الطفل مع سكر الحليب أو «اللاكتوز» أو وجود بعض الحساسية لبعض البروتينات الموجودة في حليب البقر
٭ هناك نوع من الاسهال يصيب الاطفال مابين سن ستة اشهر وحتى ثلاث سنوات ويسمى طبيا «toddlers diarrhea» حيث يظهر الاسهال دون أي اعراض اخرى مصاحبة وعادة الاطفال المصابين بذلك النوع من الاسهال تكون شهيتهم طبيعية كما انهم ينمون بشكل طبيعي وتترافق احيانا مع شرب الكثير من العصائر. وان كان طفلك من ضمن تلك المجموعة فانه من الممكن التقليل من تناول العصائر المحتوية على سكر الفركتوز مثل عصير التفاح ويمكن استبداله بعصير البرتقال كما يمكن اضافة الاطعمة المحتوية على الالياف للتقليل من حالة الاسهال
٭ مشاكل في الهضم والامتصاص تؤدي الى الاسهال المزمن الذي يترافق مع انتفاخ في البطن ، نقص الوزن وضعف في نمو الطفل .
٭ التهابات الامعاء التقرحية والتي تترافق مع دم في البراز وضعف في النمو مع فقر دم .
لتحديد أي من الاسباب السابقة التي يعاني منها طفلك يجب معرفة الاعراض المصاحبة من انتفاخ البطن ، عدم كسب الوزن ، اختلاط الدم مع البراز أو المغص بالاضافة الى الكشف السريري وعمل فحوصات الدم وفحص للبراز.. تلك الاجراءات الطبية كلها في النهاية قد توصل الى التشخيص الدقيق وبالتالي معرفة العلاج الانسب لطفلك
أشعة الشمس وفيتامين «د»
٭ طفلي ذو التسعة اشهر يعاني من كبر حجم الراس وتاخر في التسنين وقد تبين فيما بعد انه يعاني من نقص في مستوى الكالسيوم في الدم. ارجو توضيح طبيعة هذا المرض وأسبابه وطرق علاجه وهل تختفي هذه الأعراض بعد المعالجة مع الشكر والتقدير لكم؟
الكساح هو المرض الذي يشوه العظام ويعوق نموها نمواً طبيعياً عند الأطفال،
وسببه الرئيسي هو عدم حصول الجسم على فيتامين د (D) أو حرمانه من أشعة الشمس. وتشتد الإصابة به إذا كان الغذاء فقيراً في عنصري الكلسيوم والفسفور، وهما عنصران أساسيان لنمو العظام وتشكيلها، ولكن توفرهما لا يكفى لمنع الاصابة بالكساح بل يجب أن يتوفر معهما فيتامين (د)، لأنه هو الذي يساعد الجسم على امتصاصهما والاستفادة منهما.
وأهم المواد الغذائية التي تحتوى على الكلسيوم هي اللبن ومنتجاته والبيض وبعض الأسماك ، وخصوصاً الأسماك الصغيرة التى تشوى أو تطهى ، كما يوجد بنسب أقل في بعض الخضروات والمواد الغذائية الأخرى.
أما لين العظام فهو نفس مرض الكساح عندما يصيب الكبار، وهو ينتشر بصفة خاصة بين النساء في مرحلتى الحمل والإرضاع، حيث تتضاعف في هاتين المرحلتين حاجتهن إلى الكلسيوم الذي يلزم لهن ولأطفالهن في نفس الوقت.
وبالإضافة إلى الأسباب الرئيسية لمرضى الكساح ولين العظام وهي نقص فيتامين د والكلسيوم والفوسفور فإن انتشارهما يزداد في بعض الظروف البيئية الخاصة، ومن أهمها بيئة المدن وخصوصاً المدن الصناعية حيث يحول ارتفاع المباني وضيق الشوارع في كثير من الأحيان، وكثرة الدخان في الجو والذي يحول دون وصول ضوء الشمس المباشر إلى كثير من المساكن، كما أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية للسكان وعاداتهم الغذائية وطرق تربيتهم لأطفالهم وترك أطفالهم في أماكن مغلقة طول الوقت، وعدم توفر الألبان الطبيعية كلها وغيرها تعتبر عوامل مساعدة على ظهور المرض، وانتشاره.
وقد كان المعتقد أن الأقاليم الحارة والدافئة بما يتوفر فيها من أشعة شمسية لا تعاني كثيراً من هذين المرضين إلا أن الدراسات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية في هذه الأقاليم أثبتت أنهما موجودان فيها بنسب لا يستهان بها، لأن الحياة تكون دائماً في الظل وفي مساكن متلاصقة لا تدخلها أشعة الشمس بصورة مباشرة، فالمعروف أن أهمية هذه الأشعة بالنسبة لهذين المرضين تكمن في ضرورة سقوطها على الجلد مباشرة، وليس مجرد وصول ضوئها فقط. وتتم معالجة ذلك المرض باعطاء جرعات كافية من فيتامين د وعنصر الكالسيوم مع تعريض الطفل لوقت بسيط لضوء الشمس المباشر في وقت الإشراق أو الغروب وعادة يعود الطفل لطبيعته بعد المعالجة