عرض مشاركة واحدة
قديم 01-23-2009   رقم المشاركة : ( 30 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طب وعلوم موضوع متجدد يوميا

يصرفون عليهم الآلاف دون مبرر اعتقاداً منهم بأن الطبيب الغربي يملك دواءً سحرياً
علاج المرضى النفسيين في الخارج.. اللغة والعادات تقفان حاجزاً دون شفائهم؟


الذهاب للعلاج من الأمراض العقلية أو النفسية في الدول العربية أو الغربية ليس في مصلحة المريض


منذ فترة قصيرة زارني في مكتبي في المستشفى رجل مهذّب، وأصرّ على لقائي برغم أني كنتُ مشغولاً في اعداد لأمسية تثقيفية لمرض الفُصام، ولكن أمام اصراره، قابلته. عندما دخل عليّ في المكتب كان يعتذر لاقتحام وقتي وكان يحمل معه ملفاً يحوي أوراقا عديدة. أخبرني بأن ابنه البالغ من العمر 37 عاماً، ويُعاني من مرض الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب. عرض عليّ الأوراق التي أحضرها معه من الدولة العربية التي كان يُعالج ابنه فيها، حيث تم تنويم ابنه لمدة أسبوعين، وكان تكلفة العلاج أكثر من مئة الف ريال هذا عدا الأدوية التي كان يشتريها من خارج المصحة. شاهدت الأوراق، وأصبت بدهشة من التلاعب الذي يقوم به مصح يملكه طبيب مشهور على مستوى العالم العربي، ولكن الممارسات في هذا المصح لا تمت للطب النفسي وأخلاقياته بأي صلة!. وصف لي الأب بأن ابنه يُعطى حقن علاجية لينام لمدة أربع وعشرين ساعة، وكذلك يُعطى أشياء أشبه بالأكسجين ليتنفس هذا الغاز دون وجود أي مبرر، وطبعاً الأهل والوالد على وجه التحديد، لا حول له ولا قوة . فالطبيب لم يترك له مجال لأن يستفسر عما يقوم به. وكلما استفسر الأب عن أي طريقة علاجية من الطبيب المُعالج، أجابه بأنه أفضل طبيب نفسي! وعلى والد المريض أن يحمد الله أن الذي يعالجه هو أكبر طبيب نفسي!. عندما رأيت الأدوية والأمور التي قام بها الطبيب المعروف انتابني نوع من الذهول!. كيف يفعل طبيب معروف ولديه خبرة تزيد على النصف قرن في العمل في الطب النفسي، ويقوم بهذه الممارسات التي أقل ما يُقال عنها انها ممارسات لا أخلاقية في مهنة الطب النفسي بوجهٍ خاص، وفي الطب بوجهٍ عام. لقد صرف هذا الطبيب الاستشاري الكبير أدوية كثيرة من مضادات الذُهان، مما جعلت المريض معظم وقته اما نائماً أو خاملاً لا يستطيع فعل شيء، اضافةً الى أدويةٍ اخرى مثبتة للمزاج والممارسات الاخرى التي قام الطبيب بعلاج المريض بها، ولا أعرف ماهية هذه العلاجات برغم أني أحضر مؤتمرات مُتقدمة سنوياً بمعدل أكثر من مؤتمرين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ولم أر شيئا من هذه الطرق التي تم علاج هذا المريض، والتي كان واضحاً جداً بأن الوراء من هذا العلاج هو زيادة قيمة الفاتورة، وربما يكون لهذه الطرق العلاجية أضرار لا نعرفها نحن، لأنها طرق غير معروفة .


مبالغ طائلة
والد المريض كان واضحاً في تبرير سبب سفره للخارج، حيث أعيته الحيلة هنا لعلاج ابنه في أحد المستشفيات النفسية أو الأقسام النفسية ذات المستوى المعقول في تقديم الخدمات النفسية بصورة جيدة، اذاً لو توفّر لهذا المريض مشفى نفسي يؤويه لما ذهب هذا الوالد الى خارج الوطن للبحث عن علاجٍ لابنه الذي يُعاني من مرضٍ عقلي معروف هو الاضطراب الوجداني ثنُائي القطب. فعلاج مرض الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب ليس صعباً، فهو مرض معروف وتقريباً معظم الأطباء النفسيين الذين تدربّوا في الطب النفسي ووصلوا الى درجة استشاري أو حتى أخصائي أول يستطيعون علاج هذا المرض، لأن أدويته معروفة، صحيح أن هذا المرض قد يكون صعباً في بعض الحالات، وهذه الصعوبة قد تكون أكثر بالنسبة لطبيب لا يعرف ثقافة المجتمع الذي أتى منه المريض، وثقافة عدم الاعتراف بالعلاج النفسي من قِبل بعض أفراد المجتمع، وكذلك مفهوم مغلوط للأدوية النفسية بأنها أدوية مخدرة وليست علاجا مما يجعل تعاطي المرضى النفسيين للأدوية فيه صعوبةٍ، وكذلك بعض الأعراض الجانبية التي تُحدثها الأدوية والتي يجب على الطبيب أن يكون على اتصال مُباشر مع المريض، لأنه بدون فهم الأعراض الجانبية للأدوية النفسية فان المريض قد يتوقف عن تناول العلاج الذي يكون مهماً لعلاجه. فعندما يذهب مريض الى بلدٍ خارج المملكة لمدة أسبوعين ويُصرف له علاجاتٍ كثيرة لها أعراض جانبية



مهمة، ولا يستطيع المريض أو أهله الاتصال بالطبيب المُعالج الا بصعوبةٍ بالغة - هذا أن أستطاعوا - ويكون رد الطبيب باحضار المريض مرةٍ اخرى حتى يُدخله المصح الخاص الذي يمتلكه وأيضاً مبالغ طائلة تُدفع دون وجه حق. لو كان المريض الذي يذهب الى الخارج يعرف بأن المرض النفسي أو العقلي، في كثير من الأحيان يكون مُزمناً ويحتاج الى مُتابعةٍ قد تطول من الطبيب المُعالج، وليس كبعض الأمراض العضوية الاخرى التي يقوم الطبيب بعلاجها ثم ينتهي الأمر عند هذا الحد. المرض النفسي والعقلي يحتاج الى مُتابعة مُستمرة من الطبيب المعُالج ورعاية متواصلة من الأهل والأهم أن المريض يحتاج الى تأهيل في البيئة التي سوف يعيش بها.
يُبالغون في أجرهم
ان أكثر ما نفتقده في بلدنا بالنسبة لعلاج المرضى بأمراض عقلية شديدة مثل الفُصام والاضطراب الوجداني ثُنائي القطب هو التأهيل؛ اذ لا يوجد أشخاص مؤهلون ومُدربون على تأهيل مرضى الفُصام مثلاً، بحيث يستطيع مريض الفُصام أن يكتسب مهارات اجتماعية، بدلاً من أن تتدهور مهاراته التي كان يمتلكها قبل أن يُصاب بالمرض. أما اذا فكرّ أهل المريض بأخذه للعلاج في دولة أجنبية، سواءً كانت دولة أوربية أو الولايات المتحدة الامريكية فان الوضع يكون أكثر صعوبةً. فاختلاف اللغة يُشكّل حاجزاً كبيراً بين المريض والطبيب، ومها أوتي المترجم من براعة وقدرة في الترجمة فان هناك مُصطلحات لا يستطيع المترجم نقلها بين المريض وطبيبة، هذا عدا الاختلاف الكبير في العادات والتقاليد بين المجتمع الذي جاء منه المريض والمجتمع الذي يعيش فيه الطبيب وكذلك اختلاف الثقافة بين المُعالج والمريض مما يجعل الاستشفاء بالنسبة للأمراض النفسية والعقلية ذا صعوبة للطبيب الأجنبي الذي يُعالج مريضاً عربياً، وبالذات من منطقة الخليج العربي. أمرٌ آخر قد لاحظته عندما كنتُ في بريطانيا وهو أن الأطباء بوجهٍ عام يظنون أن جميع السعوديين أثرياء، لذلك يُبالغون في أجرهم وفي المبالغ التي يطلبونها مقابل أي خدمة حتى ولو كانت صغيرة. والعجيب أن بعض المرضى



الذين يستكثرون أن يدفعوا ثلاثمائة ريال للطبيب الاستشاري السعودي يدفعون آلاف الجنيهات الاسترلينية للطبيب البريطاني!. من تجربتي الشخصية مع مرضى كانوا يتعالجون من أمراض نفسية وعقلية في المملكة العربية السعودية، وذهبوا للخارج للبحث عن علاج أفضل، فانهم ذهبوا الى الدول الغربية ولكن عادوا ولم يتحقق شيء مما كانوا يسعون اليه من أن الطبيب الغربي سوف يُعالج مريضهم بأدوية سحرية!. مرض مثل مرض الفُصام، يحتاج الى أدوية ووقت قد يطول ويمتد لسنوات وأعراضه قد لا يفهمها الطبيب الغربي بحكم التباعد الكبير بين ثقافة المريض وثقافة الطبيب المُعالج. الذهاب للعلاج من الأمراض العقلية أو النفسية في الدول العربية الأخرى أو الدول الغربية ليس في مصلحة المريض. فالمريض النفسي بحاجة لفريق علاجي يكون قريبا منه اذا احتاج المريض أو أهله أي استفسار فانهم يستطيعون التواصل مع الطبيب المُعالج أو بقية الفريق المعالج بسهولة بدلاً من الاتصالات الهاتفية والبحث عن من يُترجم للطبيب اذا كان لا يتحّدث اللغة العربية، أو حتى اذا كان من احدى الدول العربية الشقيقة فان تفّهم الطبيب للمريض السعودي ليس مثل تفّهم


الطبيب السعودي لمريضه. هناك بعض الشخصيات أو الأشخاص الذين يضطرون لظروف خاصة للعلاج في الخارج وهذا شيء يمكن تفهّمه وتقديره، ولكن هذا الأمر يرتبط بفئة خاصة.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس