رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الاحد 28/1
الرياض :الأحد 28-1-1430هـ العدد :14825
آخر الأحزان يا وزارة التربية!
محمد بن علي الشهري
كأني بوزارة التربية والتعليم كالكريم المشهور بكرمه الذي أسرف في تقديم رقاع الدعوة وسطر فيها كل عبارات الفرح والترحيب بقدوم الضيوف وفجأة لعلة أو لأخرى لا يجد أين يجلس هؤلاء الضيوف ناهيك أن يكون ثمة طعام كاف لهم فأصيب بقارعتين: ضيق المكان، وقلة الطعام! نعم هذا ما كان عن وزارتنا التربوية أقال الله عثرتها! عندما فتحت باب القبول للوظائف التعليمية ووقعت العقود مع أبنائها المعلمين الأفاضل والمعلمات الفاضلات وفق اللائحة التعليمية: ان التربويين يستحقون الخامس وغير التربويين يستحقون الرابع ودون ذلك في العقد بينهما وزود كل بصورة من هذا القرار ثم فتحت باب القبول على مصراعيه وهي تعلم في قرار نفسها انها لن تستطيع أن تفي بهذه العقود الضخمة خلال الخط الزمني الذي رسمته للوفاء بما وعدتهم به، ثم أخذت تماطل أبناءها من معلمين ومعلمات استحقاقهم فترة اثنتي عشرة سنة ولسان حالها يقول: من فاته اللحم فعليه بالمرق!هذا جهدنا وطاقتنا نحن لا نقول ان التربية تستسلم لمشكلة العجز وتغلق مدارسها وتترك ابناءها الطلاب دون تعليم . . أو تحرم أبناءنا الخريجين والخريجات فرص التوظيف، لكن كان الأولى أن تكون عملية القبول مقننة وفق خطة زمنية واقعية متقاربة تستوفى خلالها كل الحقوق لكل الأطراف . كان من المفترض أن تضع أمام نظريها ان عدم التخطيط الجيد في عملية القبول على الوظائف التعليمية سيشكل لها كارثة وظيفية في يوم من الأيام وهذا ما حصل! لولا ان أبا متعب - حفظه الله ورعاه - بعاطفته الأبوية مد يده الكريمة بموافقته الكريمة بتحسين وضع كل معلمة ومعلم على استحقاقه الوظيفي، لصرفت وزارة التربية جل وقتها وتفكيرها للخروج من هذا المأزق وان لها ذلك! انني على ثقة ان التربية ما كانت تضمر في نفسها ظلماً لأبنائها المعلمين أو انها تبيت النية لاستدراجهم إلى ظلم - لا سمح الله - كما تردد بأقلام البعض في بعض المنتديات - فالذين يباشرون مثل هذه الأعمال في وزارة التربية والتعليم هم معلمون فما الغنيمة في أن يظلموا زملاءهم المعلمين؟ . . عفواً لابد أن نكون موضوعيين في طرحنا وواقعيين في تفكيرنا حتى يكون كلامنا مسموعاً عند العقلاء! ان استعجال الوزارة في اقتحامها مضمار سعودة الوظائف التعليمية بهذه الطريقة والمشاركة في شعارات القضاء على البطالة على اطلاقها دون قيد أو شرط كان مما أودى بالوزارة إلى الإعسار وصعوبة الوفاء ببنود العقد مع معلميها ومعلماتها . ليس عيباً أن يبقى بين معلمينا معلم غير سعودي حتى نهيئ المكان المناسب للبديل بل العيب ان نوجد البديل بعقد مستوف وأجرة ناقصة، ثم نسوف له إعطاء الحقوق! وليس عيباً أن نعتذر عن المشاركة في الحملات ضد البطالة إذا كانت على حساب جودة المنتج الذي يحمل شعارنا! ليس عيباً أن نحدد احتياجنا بأنفسنا بل العيب أن تحدده جهة لا تعرف احتياجنا في الواقع، والذي يهمنا جميعاً أن نجد إجابة عليه: هل استفادت وزارة التربية والتعليم من هذا الدرس القاسي؟ وهل آن لنا أن نزف التهاني لبعضنا في البيت التربوي ونقول: آخر الأحزان يا وزارة التربية؟ وكيف للوزارة أن تفي بما صرح به بعض مسؤوليها ان التعيين في السنوات القادمة يكون كل على استحقاقه في ظل ما نراه من الآن من استحداث مدارس جديدة ونمو سكاني متزايد وتقاعد ووفاة واستقالة ونقل خدمات وترشيحات بين منسوبي ومنسوبات التربية والتعليم؟
|