رد: اخبار التربية والتعليم ليوم الاحد 28/1
عكاظ : الأحد 28-01-1430هـ العدد : 2779
المرشد الطلابي . . الواقع والمأمول
علي بن سعد الزامل
بادئ ذي بدء علينا أن نتفق بأن المدارس بمختلف مراحلها شُيدت لتكون صروحا تربوية و(تأهيلية) وتاليا تعليمية . . هذه التراتبية ليست جزافاً بل هي نُسق علمية يتعين التعاطي معها وفق ذات التدرج من الأهمية، وأي إخلال أو انتقاص في هذا الإطار سينعكس سلبا على مخرجات تلك الصروح، وكي تتضح الصورة أكثر دعونا نتناول، وإن بإيجاز غير مخل، ركائز الأنساق أعلاه وأهميتها تبعا لتسلسلها . . التربية المراد بها ترسيخ القيم والمفاهيم والمعايير المجتمعية . . التأهيل هو ترجمة عملية لتطبيق القيم وتكريسها واقعيا واستطرادا معالجة من لم يستوعبها أو تمرد عليها . . لن نتحدث عن النسق التعليمي فهو معلوم للجميع . مناسبة هذه التوطئة أو المقدمة اتصال تلقيته من معلم يقول . . إن المدرسة التي أعمل فيها بها(500) طالب ولا يوجد بها سوى مرشد طلابي واحد وثلاثة وكلاء!! ودور المرشد ينحصر بتلقي الإحالات من الوكلاء . . انتهى . الحقيقة لا أكاد أصدق (500) طالب مقابل مرشد طلابي واحد! السؤال المشروع هل عين هذا المرشد(على شاكلته كثر) ليعمل فعليا أم مجرد اسم بأن هذه المدرسة أو تلك بها مرشد؟ المفارقة لم يكتف بقلة أو لنقل شح المرشدين بل طاول تنميط عملهم بأفق رتيب يبعث على الإجرائية والترهل اسمه الإحالات . . ياسادة ياكرام الكلام موجه للمعنيون ورواد التربية والتعليم ومن جملتهم المرشدون أنفسهم . إن المرشد دوره مهني وإنساني بالدرجة الأولى ومن الخطأ أن يخضع للتكبيل بسقف من الإجراءات وآلية الروتين وما يجب أن نعلمه وندركه جيدا أن من ضمن مهام المرشد الجوهرية المبادرة بالذهاب للحالة وليس العكس ويتجلى ذلك من خلال استقراء سلوكيات وتصرفات الطلاب وكنهها وفي السياق معالجة أي خلل أو اعوجاج يبدر من أي طالب بل لن أبالغ إذا قلت إن دوره يتعدى ذلك باستشراف كوامن الخلل ووأدها قبل أن تظهر للسطح على خلفية دوره الوقائي المشار في مطلع المقال . . الحقيقة لا يمكن بل ليس من المفيد اختزال أدوار ومهام المرشد الكثيرة والهامة في هذه العجالة مايهمنا هو استشعار أهمية دور المرشد عمليا وهذا يتطلب من جملة مايتطلب زيادة إعدادهم بحيث لا يقل عددهم عن ثلاثة لكل مدرسة في أضيق الأحوال واستتباعا إعطاؤهم مساحة أرحب وتوفير مناخ مهني لممارسة مهامهم تأسيسا على قاعدة حصيلتهم العلمية وبمقتضى وازع ماتمليه هذه المهنة من أدبيات قويمة وإرشادات حميدة وخلاف ذلك لن نصبو بارتقاء مستوى التعليم حتى لو وضع أمام كل طالب جهاز كمبيوتر (شخصي) وفي كل فصل دراسي (سبورة ذكية) فالحالة تلك لا تختلف كثيرا عن (إلباس الشخص المعتل قبعة جميلة وسترة أنيقة بهدف معالجة علته!!) .
|